وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه إحیاءً لذکرى سید الساجدین وزین العابدین علی بن الحسین بن علی (علیهم السلام)، ومن أجل حمایة التراث الدینی والإنسانی والأخلاقی وبناء حضارة إنسانیة خالیة من العنف والتطرف یسودها الحب والأمن والسلام وقبول الآخر، افتتح الأمین العام للعتبة الحسینیة المقدسة الشیخ عبد المهدی الکربلائی أمس الثلاثاء 18 نوفمبر الجاری داخل الصحن الحسینی الشریف مهرجان "تراتیل سجادیة" الدولی الأول والمؤتمر البحثی تحت عنوان "رسالة الحقوق للإمام زین العابدین(ع)، منهج ودستور" بحضور الوفود المشارکة ونخب من رجال الدین وشیوخ وعلماء أفاضل من مدارس مختلفة للعلوم الدینیة والأدباء والمثقفین وجمهور غفیر من أهالی کربلاء المقدسة وزائری أبی الأحرار الحسین الشهید (علیه السلام).
واستهل الافتتاح بکلمة الشیخ الکربلائی جاء فیها: لا یخفی على الجمیع ان منظومة الحقوق الانسانیة ضرورة من ضرورات وجود الانسان یقوم علیها نظام الحیاة بصورة عامة واستقرارها وسعادة الانسان وازدهاره وکماله وهی هبة من الله تعالى لاْکرم مخلوق على الارض فقد منحها للإنسان وجعلها جزءاً من عملیة حلقه وتکوینه وحیاته، ولقد سعت المجتمعات البشریة الى وضع لوائح وقوانین لهذه الحقوق ابتداء من وثیقة حقوق الانسان فی قیادة الثورة الفرنسیة عام 1789 الى الاعلان العالمی لحقوق الانسان عام 1948، مضیفاً کانت طوال الأزمنة المنصرمة تخضع حقوق الانسان الى النقد والرفض ثم التغییر والتعدیل مع تطور المدنیة الإنسانیة. ولم تکن هذه اللوائح والوثائق لتضمن عدالة حقیقیة فی المجتمعات البشریة وکانت فاقدة لصفة الشمولیة لتنظیم جمیع علاقات الانسان مع ما یحیط به ولم توفر رکن اساسی فی منظومة الحقوق والواجبات الانسان الا وهو التوازن بین الحقوق والواجبات المفروضة علیه وکان بعض الحقوق على حساب حقوق اخرى للاخرین بل استخدمت حقوق الانسان سلاحاً سیاسیاً تستخدمه بعض القوى الکبرى لتحقیق اهداف سیاسیة ضد مناوئها.

وأوضح ان فی ظل هذه الظروف تبرز الحاجة الماسة الى تعریف بمنظومة الحقوق التی شرعها الاسلام ابتداءاً من الایات القرآنیة الشریفة الى اقوال وسیرة النبی محمد( ص) وعهد امیر المؤمنین علی بن ابی طالب (علیه السلام) لمالک الاشتر ثم الرسالة الشاملة والواسعة والکاملة لمنظومة الحقوق الانسانیة للامام السجاد علیه السلام ومما یؤسف له ان الاسلام الذی یعتبر اول وامثل نظام وضع للحقوق الانسانیة لم تلق الاهتمام الکافی للتعریف بها ونشرها والعمل على ترسیخها فی المجتمع، مبیناً جاء انعقاد هذا المهرجان للتعریف برسالة الحقوق للامام السجاد علیه السلام التی امتازت بالشمولیة المعرفیة واستمدادها الروحی من روح القرآن الکریم وجوهر السنة النبویة الشریفة.

فیما جاءت کلمة الشیخ صالح الحیدری مسؤول الوقف الشیعی فی العراق استهلها: ان المتامل بمصادر الفکر الاسلامی بوسعه أن یرى حقیقة التأصیل الانسانی لمفهوم الحقوق بدأ من الایات القرآنیة الکریمة التی اهتمت بتفسیر هذه الحقوق فی اصل العقیدة الاسلامیة مروراً بالاحادیث النبویة الشریفة التی جاءت لتنظیم حیاة الانسان فرداً ومجتمعاً وکذلک کما ترکوا لنا الائمة المسلمین من حرث فکری حول الحق والحقوق والعلاقة الوثیقة بحیاة الانسان لقد وضع الامام السجاد علیه السلام رسالة الحقوق والتی تناقلتها مؤخراً الدراسات الموضوعیة والاکادیمیة لتعلن ان رسالة الامام لائحة قانونیة وتعد وثیقة تاریخیة قیمه لجمیع الانسانیة فی العالم.

من جهته أوضح رئیس اللجنة التحضیریة للمهرجان، السید جمال الشهرستانی: إن مهرجان تراتیل سجادیة الدولی الأول انطلق وفق برنامج معد من قبل اللجنة التحضیریة ویکون الیوم الأربعاء جلسات صباحیة ومسائیة على قاعة خاتم الأنبیاء، مبیناً أن المشارکات فی المؤتمر فی هذا العام هی (17) کتاباً عن الإمام زین العابدین (علیه السلام) تم طباعتها على نفقة العتبة الحسینیة المقدسة، إضافة إلى بعض الکتیبات والمنشورات وعشرة کتب باللغة الانکلیزیة من باکستان والهند عن الإمام زین العابدین.
وأوضح أن مهرجان تراتیل سجادیة ومؤتمره العالمی الحسینیة المقدسة اصدر کتیب الببلیوجرافیا الخاص بالمهرجان والکتب التی جمعت حول الإمام علی بن الحسین (علیهما السلام) و نشر کتیب رسالة الحقوق للإمام السجاد (علیه السلام) فی العراق ولبنان وأمریکا وتونس بواقع 35 ألف نسخة وامتحان المشارکین بعشرین نص وحصلت أکثر من 120 نتیجة على الدرجة الکاملة، وکانت الجائزة زیارة الإمام الحسین (علیه السلام) وجهاز حاسوب محمول.
وأکد أن العتبة الحسینیة المقدسة تسعى لترجمة رسالة الحقوق للإمام زین العابدین(علیه السلام) إلى 13 لغة عالمیة من خلال المشارکات التی وردتها بعد الإعلان عن مسابقة کتاب بحثی عن الإمام السجاد(علیه السلام)، مشیراً الى أن اللجنة استلمت مؤلفات جدیدة عددها 10 عناوین باللغة الانکلیزیة و 18 عنواناً باللغة العربیة تمت طباعة 12 عنواناً منها بواقع 17 کتاباً على نفقة العتبة الحسینیة المقدسة.

المصدر: الموقع الرسمی للعتبة الحسینیة