وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أدان الشیخ حسن الصفار خلال خطبة صلاة الجمعة فی مدینة القطیف شرق السعودیة، التوجهات الدینیة المتشددة التی تعتدی على الأقلیات الدینیة فی الشرق الأوسط من المسیحیین والایزیدیین وصولاً لأتباع المذاهب الإسلامیة المختلفة.
وأضاف بأن هذا التوجه الدینی المتشدد لا یعبر عن حقیقة مفاهیم الدین.. وإنما هو حالة متطرفة نسبت للدین والدین منها براء.
وشدد أمام حشد من المصلین على أهمیة الحفاظ على بقاء الأقلیات الدینیة فی المنطقة معللاً ذلک بحقهم الطبیعی فی العیش فی بلادهم التی ولدوا فیها، وعدّ اخراجهم من دیارهم عدواناً وظلماً بحقهم.
ومضى الشیخ حسن الصفار فی القول ان وجود الأقلیات فی المنطقة یبرز قیمة التسامح فی الإسلام کما یجسد مفهوم المواطنة.
وتابع بأن وجود الأقلیات الدینیة فی المنطقة یمثل اثراءاً معرفیاً یتیح الإطلاع على المعارف والعلوم الموجودة فی حوزتهم ویفتح باب النقاش العقدی الجاد.
واعتبر الشیخ الصفار وجود الأقلیات فی المنطقة والمسیحیة منها بصورة خاصة یشکل نافذةً على العالم مما یساعد الأمة فی خدمة قضایاها المصیریة.
ونوّه فی السیاق إلى أهمیة دفاع العرب المسیحیین عن القضیة الفلسطینیة فهی قضیة الأمة وهی قضیتهم هم لأنهم یعیشون فی هذه المنطقة.
وقال الشیخ الصفار ان الإسلام یؤکد باستمرار على رعایة حقوق أتباع الدیانات الأخرى فی المجتمع الإسلامی.
وتابع بأن الرسول الأکرم(ص) نفسه اعتبر الاعتداء على أی فرد من الأقلیات الدینیة فی المجتمع الإسلامی هو اساءة واعتداء علیه شخصیاً وحض سماحته على حسن التعامل مع الأقلیات الدینیة فی مجتمعات المنطقة.
وأعرب الشیخ الصفار عن القلق من انحسار الأقلیات الدینیة فی الشرق الأوسط الذی عرف طوال تاریخه باحتضانه للأقلیات، عازیاً ذلک الانحسار إلى تصاعد التوجهات الدینیة المتشددة فی الوسط الإسلامی.
وأضاف بأن التهجیر القسری للأقلیات الدینیة فی الشرق الأوسط یسیء إلى الدین الإسلامی ولسمعة المسلمین والحضارة الإسلامیة.
وأسف إلى لجوء شعوب الأمة إلى استخدام مصطلحات الأقلیة والأکثریة فی الإشارة للأقلیات الدینیة والمذهبیة داخل المجتمع الإسلامی نفسه عوضا عن الاکتفاء بمفهوم المواطنة والأخوة الإسلامیة.

المصدر: saffar.org