وأفادت وکالة الأنباء الدولیة القرآنیة(إکنا) أنه اختتمت عصر أمس الجمعة 9 ینایر / کانون الثانی الجاری، فعالیات مهرجان "ربیع الرسالة" الدولی التاسع والذی أقامته ورعته العتبتان المقدستان الحسینیة والعباسیة وأنعقد تحت شعار "من نهج النبوّة نستلهم سبل التعایش والسلام" تزامناً مع الولادة المیمونة لسید الکائنات النبی الاکرم محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) وحفیده الامام جعفر الصادق(علیه السلام) والذی دام لثلاثة أیام وضم الکثیر من الفعالیات على هامشه.
وابتدأ حفل الختام الذی أقیم فی قاعة الإمام الحسن(علیه السلام) للمؤتمرات والندوات فی العتبة العباسیة المقدسة بآیات من الذکر الحکیم للمقرئ حیدر جلوخان أعقبتها کلمة الأمانتین العامّتین للعتبتین المقدستین الحسینیة والعباسیة ألقاها الأمین العام للعتبة العباسیة المقدسة السید أحمد الصافی وأکّد فیها على ضرورة البحث ومعرفة شخصیة النبیّ الأکرم(صلّى الله علیه وآله) فی المجتمع الإسلامی، لأنّنا بحاجة لفهم هذه الشخصیة التی توفّرت فیها عوامل عدیدة لیکون خاتماً لجمیع الرسل، وهذا الأمر یحتّم علینا أن نتعامل مع هذه الشخصیة بحذرٍ وخوفٍ شدید، لأنّ التعامل مع هذه الشخصیة یتعدّى العمر الجسمی لها.
وأضاف: من أهمّ العوامل التی تدعونا وتحفّزنا للبحث فی هذه الشخصیة أوّلها حقیقة الانتماء، فنحن ننتمی لهذه الشخصیة العظیمة فمن غیر المعقول أن نکون منتمین لها ولا نعرف شیئاً عنها.
الثانی: نحن مسؤولون سواءً کنّا فی الدنیا أو الآخرة نحن مسؤولون عن أیّ عمل نعتقد به، وهذه المسؤولیة تقتضی التوجّه والإدراک.
الثالث: تعدّد الجهات التی تدّعی الانتماء للنبیّ وهی بینها تنافر کبیر جداً، إذن لابدّ من وجود خللٍ فی فهم هذه الشخصیة انعکس على فهم الانتماء لهذه الشخصیة النبویّة.
واوضح الصافی أن شخصیة النبیّ(علیه الصلاة والسلام) تحتاج إلى تشکیل جدید، حیث لا یمکن أن یوجد هناک خلل، وخیر ما نستند إلیه هو القرآن الکریم، وما أکثر الأدلّة فیه، لأنّه من غیر الممکن أن لا نجد تکوین شخصیة خاتم الرسل فی سور وآیات القرآن، علاوة على هذا هو متّفقٌ علیه من جمیع الطوائف ولا خلاف علیه.
مُؤکّداً على ضرورة تظافر الجهود من أجل تشکیل جبهة للدفاع عن القرآن بأنّه غیر محرّف، وشخصیة الرسول الأکرم(ص) التی مجّدها القرآن الکریم فی مواقف عدیدة، وما هو موجود فی بعض الکتب من روایات عنه هی لا تمثّل شخصیة النبیّ الأکرم، لذا لابدّ من الوقوف بوجه کلّ التیارات التی تحاول الإساءة لهذه الشخصیة.
أعقبتها کلمةٌ لوزارة الثقافة العراقیة ألقاها بالنیابة الأستاذ عماد الخفاجی والتی نقل من خلالها تحیّات وسلام السید الوزیر متمنّیاً للمشارکین والحاضرین المزید من التقدّم لما لها من أهمیةٍ فی الرقیّ بالمستوى الثقافیّ والفکریّ والتعریف بهذه الشخصیة العظیمة مضیفاً: "نذکّر العالم بخطاب الثقافة، والتی تحاول أن تُصلح ما أفسدته السیاسة وتفسد إقصاء الآخر وتذرّه، وإنّ لکلّ طائفة وجهة نظر وهذه وجهة النظر محترمة فهناک مشترکات عدیدة، فنحن نعبدُ ربّاً واحداً ودیننا دین واحد وبلدنا بلد واحد، وهذا البلد لا تقوده دکتاتوریة هذا البلد یستوعب جمیع الطوائف بکلّ توجهاتهم وانتماءاتهم مهما اختلفت الأفکار والرؤى، فإنّه لا یفسد من الودّ قضیة، وجمیعها تحلّ بالحوار والتفاهمات بعیدة عن لغة الاقتتال والدم، ولنا فی رسول الله أسوة حسنة وأن نجعل من ذکرى ولادته المبارکة منطلقاً لنبذ جمیع هذه الفتن والخرافات".
تبعها قصیدة بعنوان "سید العشق" للشاعر "أحمد العلیاوی" وبعدها إلقاء التوصیات التی خرج بها مؤتمر الأکادیمیّین الدولی الثامن، المقام على هامش المهرجان ألقاها بالنیابة عنهم الدکتور مازن حسن الحسنی.
لیکون ختام الحفل مع توزیع الجوائز ودروع المشارکة والشهادات التقدیریة لممثلی الجامعات العراقیة وممثلی القنوات الفضائیة والمشارکین فی انجاح المهرجان.

المصدر: وکالة نون الإخباریة