وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه ذکر السید محمد عیسى فی الکلمة التی ألقاها فی حفل افتتاح الأسبوع الوطنی السادس عشر للقرآن الکریم أن ظاهرة الانتحار عن طریق إشعال النار فی الجسد وإزهاق روح الإنسان بیده والتی بات یروج لها منذ فترة هی جریمة فی حق المجتمع والإنسانیة والأخلاق والعقیدة الإسلامیة.
وتأسف الوزیر فی سیاق تناوله لهذه الآفة التی قال عن مرتکبیها أنهم أبعد ما یکون من الدین الحنیف مبرزاً أن المحافظة على الحیاة توجد فی قلب مقاصد الشریعة الإسلامیة التی تکون فیها حیاة الإنسان شیئاً مقدساً.
واعتبر فی ذات الصدد أن الانتحار لا یمکن تبریریه بأی ظرف من الظروف سواء کانت اجتماعیة أو سیاسیة أو اقتصادیة مذکراً بأن الانتحار حرام وصاحبه موعود بسوء العاقبة.
وأضاف أیضا أن المجتمع وبدل أن یشجب هذا الفعل ویجتهد فی مجابهته نجد بالعکس من یبارکه ویشجعه ویمجده وتروج له بعض المنابر الإعلامیة ویجعل کمادة دسمة للمزایدات السیاسیة موضحاً أن إشعال النار فی الجسم لیست بطولة أو شجاعة والمنتحرین لیسوا شهداء عند الله کما یرید البعض تبیانه.
ودعا الوزیر بالمناسبة إلى مواجهة الخلط المتعمد فی فهم الدین مبرزاً أن حکمة التشریع الإسلامی تنبذ التطرف والغلو والعنف أی کان نوعه.
ویشار الى أنه وجه المنظمون الدعوة لأزید من 3 آلاف مشارک من أساتذة ومقرئین وأئمة وطلبة یشهدون خلال أسبوع کامل منافع هذا اللقاء الدینی الروحانی الذی تتمحور أشغاله فی شقین أجانب خاص بالندوات الفکریة حول «قیمة الحیاة فی القرآن الکریم» فیما یتضمن الشق الثانی مسابقة وطنیة فی حفظ وترتیل الذکر الحکیم.
وطیلة المدّة التی سیستغرقها هذا الأسبوع الوطنی سیناقش الأساتذة الجامعیون وعلماء الفقه والشریعة وأئمة المساجد والمشایخ مواضیع متعدّدة تهدف إلى إظهار قیمة الحیاة الانسانیة مثلما جاء ذکره فی کتاب اللّه الحکیم.
وتضمن برنامج الیوم الأوّل عرض فیلم وثائقی حول الأسبوع الوطنی للقرآن الکریم فی طبعاته السابقة تبعته جلسة علمیة نشطها دکاترة من وزارة الشؤون الدینیة وجامعتی وهران وتلمسان حیث ألقی الأستاذ بوزید بومدین، مدیر الثقافة الاسلامیة محاضرة حول "اللّغة والحیاة فی القرآن الکریم قراءة رمزیة" ثم تلیها محاضرتان، الأولى حول "متطلبات الروح والجسد" لصاحبها الدکتور حوالف عکاشة من جامعة تلمسان والثانیة کانت حول "تمثلات معنى الحیاة والمفاهیم المؤسسة له فی القرآن الکریم".
أما فی الیوم الثانی، فالجلسة العلمیة تخصّص لطرح قضایا ومحاور أخرى منها موضوع "الآدمیة والکرامة فی القرآن" للدکتور محمد بن بریکة من جامعة الجزائر العاصمة وموضوع "الحیاة کقیمة فی الأدیان" لأنور حمادة من جامعة وهران و"مفهوم الحیاة فی منظومة الأخلاق القرآنیة" لاسماعیل نقاز من جامعة سیدی بلعباس.
أما الجلسة العلمیة الثالثة فتنظم فی نفس الیوم أی الثلاثاء و تدور مواضیعها أیضا حول محور قیمة الحیاة فی القرآن حیث ستقدّم ثلاث محاضرات لأساتذة من جامعتی تلمسان والعاصمة.
فیما ستخصّص الجلسات العلمیة فی الیوم الثالث والأخیر من عمر هذه الطبعة لمناقشة مواضیع متعلّقة بقضایا الحیاة الانسانیة فی الفقه الاسلامی وکذلک موضوع قیمة الحیاة فی المنظومة القانونیة الدولیة والوطنیة وحق الانسان فی الحیاة وحفظها وحمایتها حیث ستکون مثل هذه المحاور فرصة للأساتذة والعلماء والمشایخ لطرح قضایا العصر والأزمات والمآسی التی یعیشها الإنسان فی مختلف أنحاء العالم وخاصة العالم العربی وحقوقه المکرّسة فی الکتاب والسنّة.
المصدر: chebabdjazairi.com