وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أشار شیخ الازهر، احمد الطیب، أمس الاحد 22 فبرایر / شباط الجاری فی افتتاح مؤتمر "الاسلام ومحاربة الارهاب" فی مکة المکرمة إلى أن التراکمات التاریخیة لنزعات الغلو والتشدد فی تراثنا نتیجة تأویلات فاسدة لبعض نصوص القرآن الکریم والسنة النبویة وأقوال الأئمة ومن أبرز أسباب ظهور نزعة التکفیر.
اعتقادات خاطئة
وأکد خلال کلمته، أن ما یفعله الإرهابیین من قتل وحرق جاء من مبادئ خاطئة: "التکفیریون قطعوا الرؤوس وأحرقوا الأسرى أحیاء وقتلوا العمال الآمنین فی بلاد الإسلام بناء على اعتقاد خاطئ زائف".
وتابع: "نزعة التکفیر لها الأثر المدمر فی تمزیق وحدة المسلمین وتشرذمهم وإثارة الکراهیة والأحقاد بینهم".
ودعا الدول الاسلامیة الى مراجعة برامجها التعلیمیة لتصحیح المفاهیم المغلوطة المرتبطة بالتطرف والتکفیر فی المدارس والجامعات.
وقال شیخ الازهر فی کلمته "أتمنى لو أن مقرراً دراسیاً فی مدارسنا وجامعاتنا یعنى عنایة خاصة بتصحیح المفاهیم المغلوطة والملتبسة حول قضایا شغلت الأذهان والعقول مثل قضیة الجهاد وقضیة التکفیر وخطر الفرقة والتنازع.
واضاف شیخ الازهر "ما لم نحکم السیطرة التعلیمیة والتربویة فی مدارسنا وجامعاتنا على فوضى اللجوء إلى الحکم بالکفر والفسق على المسلمین فإنه لا أمل فی أن تستعید هذه الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها على التحضیر ومواکبة الأمم المتقدمة".
وشدد الشیخ احمد الطیب على "الأثر المدمر لنزعة التکفیر فی تمزیق وحدة المسلمین، وما تثمره هذه النزعة المقیتة من أشواک الکراهیة والأحقاد بین المسلمین، وما یترتب على ذلک من التشرذم والانقسامات".
وشن شیخ الازهر هجوماً عنیفاً على التنظیمات المتطرفة من دون ان یسمیها داعیاً "للتصدی لهذا البلاء الشدید الذی ابتلیت به منطقتنا العربیة، والمتمثل فی جماعات العنف والإرهاب الغریبة عن الإسلام عقیدة وشریعة وأخلاقاً وتاریخاً وحضارةً".
واضاف "ومن المؤلم أن هؤلاء قساة القلوب غلاظ الأکباد قد خرجوا عن السیطرة، حتى کدنا نعتاد أسالیبهم المتوحشة وممارساتهم اللاإنسانیة فی تنفیذ جرائمهم البشعة، وکأنهم یتحرقون تحرق الظمآن إلى القتل وقطع الرؤوس وحرق الأبریاء وهم أحیاء".
ودعا شیخ الازهر الى عدم قیام اتباع المذاهب والطوائف بالترویج لمذاهبهم وطوائفهم فی مناطق تدین لمذاهب أخرى.
وقال "أدعو إلى مؤتمر نخرج منه بإقرار سلام فی ما بیننا أولاً نحن أهل العلم والمنتسبین إلیه، بمختلف مذاهبنا ومشاربنا، نستثمر فیه ما هو ثابت بیننا من الأصول المشترکة نجتمع علیها وألا یروج لهذا المذهب أو ذاک فی البلاد التی تتجافى عنه بالمال واستغلال الفقراء والمعوزین وتجنیدهم لیکونوا أنصاراً لتلک الطائفة أو ذاک المذهب".
من جهته، دعا الملک السعودی سلمان بن عبد العزیز الى "تشکیل منظومة إسلامیة جماعیة تتصدى لتشویه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمین فی العالم".
والقى الامیر خالد الفیصل بن عبد العزیز، أمیر منطقة مکة المکرمة کلمة الملک السعودی الذی ندد بتنظیم "داعش" عندما قال "ان هؤلاء الإرهابیین الضالین المضللین قد أعطوا الفرصة للمغرضین المتربصین بالإسلام أن یطعنوا فی دیننا القویم الحنیف ویتهموا أتباعه الذین یربو عددهم عن الملیار ونصف الملیار بجرم هذا الفصیل السفیه الذی لا یمثل الإسلام من قریب أو بعید".
واوضح الملک السعودی انه دعا لعقد هذا المؤتمر "لتشکیل منظومة إسلامیة جماعیة تتصدى لتشویه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمین فی العالم وتدرأ خطره العظیم على کیان أمتنا الإسلامیة بل وعلى العالم أجمع بوضع خطة إستراتیجیة فاعلة نلتزم بها جمیعا لمکافحة هذا الداء الوبال الذی هو صنیعة الفکر المتطرف لهؤلاء الجهال والعملاء".
ونوه بدور الباحثین فی الجامعات وغیرها واسهاماتهم "بتقدیم بحوث ودراسات رصینة عن ظاهرة الإرهاب وتحلیل أهداف الجماعات الإرهابیة ووسائلها وخططها وإبراز أخطارها الجسیمة على المجتمعات وکشف صلتها بالمخططات العدائیة للأمة وکیفیة تسخیرها لتنفیذ تلک المخططات عن علم أو عن غفلة وغباء".
المصدر: الیوم السابع