أفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه انطلقت فی العاصمة الأردنیة "عمان" أمس السبت 14 مارس / أذار الجاری، أعمال مؤتمر "دور الوسطیة فی مواجهة الإرهاب وتحقیق الاستقرار والسلم العالمی"، وذلک بمشارکة نحو ۲۰ دولة عربیة وأجنبیة من بینها مصر إضافة إلى جامعة الدول العربیة ومنظمة التعاون الإسلامی واتحاد العلماء المسلمین.
ویهدف المؤتمر الذی ینظمه المنتدى العالمی للوسطیة على مدى یومین إلى إبراز الصورة المشرقة للإسلام واعتداله ووسطیته وحدود التسامح فیه وبیان الدور المنوط بالعلماء والمثقفین لتأصیل وتعزیز منهج الاعتدال والوسطیة وأثر الفتاوى فی ذلک، ودور المؤسسات الفکریة والثقافیة فی تبنی منهجیة الاعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب.
ویناقش المشارکون دور الوسطیة فی مواجهة الإرهاب وتحقیق الاستقرار والسلم العالمی وضرورة اجتراح الحلول الإبداعیة فی تقدیم رؤى مبتکرة وناجعة لمعالجة خطورة المرحلة التی تعیشها الأمة ویعانیها المجتمع الإنسانی، وتحقیق دوره فی نشر منهج الوسطیة والاعتدال لتسود المحبة ویعم السلام، إضافة إلى إشکالیة جدلیة الدولة الدینیة والمدنیة وإبراز خطر العنف والتطرف الذى یجتاح العالم الإسلامى، وبیان سماحة الإسلام الوسطی لتحقیق الاستقرار العالمی.
ویسعى المؤتمر إلى التوصل إلى استراتیجیة عالمیة لبناء تیار اعتدالی عالمی، والتأکید على حقیقة أن جمیع الأدیان ترفض التطرف والغلو وتقدیم حلول عملیة وفکریة لمعالجة هذه الظاهرة، وتحدید مسئولیات المجتمع کله أفرادا وأسرا ومؤسسات حکومیة وأهلیة مع الترکیز على دور المرأة.
ویرکز المؤتمر على خمسة محاور أساسیة أولها: الإطار المفاهیمی، والذی یتلخص فی تحدید مفهوم الوسطیة (المعاییر والأسس والمعوقات)، وتحدید مفهوم التطرف والإرهاب والمفاهیم ذات الصلة، فیما یتضمن المحور الثانى (جذور التطرف والإرهاب) والأسباب المنشئة والمغذیة له ومخاطره وآثاره ومعالجة هاتین الظاهرتین من منظور الأدیان/ القوانین.
أما المحور الثالث فیدور حول أسباب عدم الاستقرار وغیاب المنهج الوسطی وآثاره وأسباب انحسار المنهج الوسطی والآثار النفسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والمعیشیة والسیاسیة وتأثر الحقوق المدنیة وتشویه صورة الإسلام والحد من انتشاره وإعاقة الحوار الحضاری، فیما یتناول الرابع دور المؤسسات والمجتمع فی تدعیم الاستقرار وترسیخ منهج الاعتدال، والخامس سیرکز على دور الوسطیة فی استقرار العالم الإسلامی.
ومن المتوقع أن یخرج المؤتمر بمجموعة من الأهداف والغایات، منها مراجعة البرامج والمناهج التربویة والتعلیمیة والخطاب الدینی بما یعزز المنهج الوسطی فی التفکیر والسلوک، ووضع استراتیجیة شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف تشارک فیها المؤسسات الرسمیة والأهلیة والعلماء والمثقفون واعتمادها وعدم الاکتفاء بالمعالجات الأمنیة.
والمنتدى العالمی للوسطیة، الذی تأسس عام 2002 والذی یتخذ من عمان مقراً إقلیمیاً له، یهدف إلى تعزیز منهج الوسطیة والاعتدال والتصدی لکافة أشمال التطرف والغلو الفکری والسلوکی وإلى تکوین منظومة فکریة تعبر عن الروح الأصیلة للأمة الإسلامیة بعیدا عن دعاة التطرف والجمود والانغلاق.
ویتصدى المنتدى، الذی توجد له فروع عدیدة فی (مصر، السودان، العراق، تونس، الجزائر، المغرب، موریتانیا، الیمن، وباکستان)، إلى الحملة الظالمة التی تستهدف وصم الأمة الإسلامیة بالإرهاب، ویسعى إلى التعاون مع قوى الاعتدال فی العالم العربی والإسلامی والمحیط الدولی.
المصدر: أخبارک نت