ایکنا

IQNA

مفتی مصر: المتطرفون شوهوا القرآن والسنة واستبدلوا معانی الرحمة بالقتل

10:28 - April 11, 2015
رمز الخبر: 3121286
القاهرة ـ إکنا: أکد مفتی مصر، الدکتور شوقی علام أن المتطرفین شوهوا القرآن والسنة واستبدلوا معانی الرحمة بالقتل وتجاهلوا نصوص قرآنیة تحث على التعایش والأخوة الإنسانیة.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه نشرت صحیفة "وول ستریت جورنال" الأوسع انتشاراً فی الولایات المتحدة الأمریکیة والعالم، مقالاً باللغة الإنجلیزیة للدکتور شوقی علام، مفتی مصر، فند فیه دعاوى المتطرفین، وتفسیراتهم المشوهة لنصوص القرآن الکریم التی یبررون بها جرائمهم الشنعاء.
ویعد مقال المفتى هو الأول لمسئول مصرى منذ أحداث ثورة ینایر عام 2011، أکد المفتی فی مقاله الذی جاء بعنوان "الإرهابیون وأوهامهم فی فهم القرآن"، أن الجماعات الإرهابیة تستخدم الدین بشکل صارخ کستار للتغطیة على أعمالهم العدائیة العنیفة، ما أسقطهم فی مستنقع الأخطاء العقدیة الخطیرة التی تکشف منطقهم المشوه، واعتمادهم على مصادر غیر صحیحة لتفسیر النصوص واستغلالها کمبرر شرعی لإشباع شهوتهم فی سفک الدماء عبر الوصول إلى السلطة.
وأضاف مفتی مصر فی مقاله أن المتطرفین ارتکبوا خطأ عقائدیا بتشویههم القرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة واستخدامها فی غیر سیاقها الصحیح، ولیّ عنق النصوص لیبرروا عنفهم ووحشیتهم.
وشدد على أن هؤلاء الإرهابیین لا یمتلکون الأدوات التی تؤهلهم للفهم الصحیح للقرآن أو الحدیث، ولا یعرفون قواعد الاستدلال، وأهداف الشریعة الإسلامیة ومبادئها، وحرفوا أقوال الله تعالى فی القرآن الکریم، وأقوال نبیه صلى الله علیه وآله وسلم التی تملأ قلوب المؤمنین بالسلام والرحمة، واستبدلوها بمعان قبیحة ودمویة، وأحکام مشوهة تملأ القلوب بالنفور والخوف، بل الأبشع من ذلک أنهم عمدوا إلى تجاهل الآیات التی تدعو للرحمة والتعایش واقتبسوا تفسیرات منحرفة لا تقرها الشریعة.
وأشار الدکتور شوقی علام فی مقاله إلى أن تلک الجماعات الدمویة وصلت بها الجرأة إلى رفض آیات القرآن التی لا تتوافق مع أغراضهم الوحشیة الدمویة، وأعلنوا الحرب الصارخة من جانب واحد ضد کل من المسلمین وغیر المسلمین الذین لا یتفقون مع عقلیتهم المریضة وإراقة الدماء.
وتابع المفتى فی مقاله تشریح الفکر الإرهابی المتطرف ذاکراً أن أصحاب هذا الفکر یتجاهلون تماماً النصوص القرآنیة التی تحث على التعایش والأخوة الإنسانیة بین المسلمین وغیر المسلمین، ویقول الله سبحانه وتعالى: (یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ).
وأضاف المفتی أنه على الرغم من التأکید القرآنی على احتضان التنوع والاختلاف، وجعله من المبادئ الراسخة فی التعامل مع الناس من مختلف الانتماءات الدینیة والخلفیات الثقافیة والأصول العرقیة، فإن الجماعات المتطرفة لا تزال تصر على اعتبار أی شخص یرفض أیدیولوجیتهم المتطرفة هدفاً مشروعاً لقتلهم.
واعتبر مفتی مصر أن تلک الممارسات الفکریة للتکفیریین والإرهابیین تعد بمثابة حماقة غیر مبررة تتناقض کلیاً مع الرسالة القرآنیة الواضحة التی یقول الله تعالى فیها: (من أجل ذلک کتبنا على بنی إسرائیل أنه مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیْعًا وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیْعًا).
وأوضح أن الخطأ الآخر الذی وقع فیه المتطرفون هو تضیقهم لمفهوم الجهاد وتفسیره بأنه القتل والذبح، لیس ذلک فحسب، بل یدعون أن هذا المفهوم المشوه هو الجهاد الذی شرعه الله، مع أن الجهاد فی جوهره هو الجهد البشری الساعی إلى تحسین حیاة الفرد والمجتمع والدفاع عن الأوطان تحت رایة الدولة، فإحیاء الناس وعمارة الأرض هو النموذج الإلهی للجهاد.
ولفت مفتی مصر فی مقاله إلى أن المتطرفین المتعصبین اعتبروا أن الجهاد المسلح غایة فی حد ذاته، على الرغم من أنه فی واقع الأمر وسیلة للهدایة ولیس القتل، ولکنهم انحرفوا بالجهاد عن هدفه، ونتج عن ذلک نتائج عکسیة لیصبح الجهاد بمفهومهم وسیلة للضرر المباشر، وصداً للناس عن دین الله.
وشدد المفتى فی مقاله على أنه من غیر مقبول دینیا أو إنسانیا، أو عقلیا أو منطقیا أن یعلن التکفیریون "الجهاد المسلح" ضد العالم نیابة عن 1.5 ملیار مسلم، رغم أن التشریع الإسلامى الصحیح یؤکد أن إعلان الکفاح المسلح من اختصاص حاکم الدولة أو السلطات المسئولة، ولیس لهذه المجموعات الإرهابیة التی لیس لها أی صفة شرعیة.
وتعرض المفتى فی مقاله للخطأ الآخر الذی وقع فیه الإرهابیون بتوهمهم أن من یقتل منهم فی أعمالهم الإرهابیة ضد الأبریاء یُعتبروا شهداء تنتظرهم الحور العین فی الجنات.
وأکد أن الإرهابیین الذین یُقتلون وهم ینفذون أعمالًا إرهابیة ضد الأبریاء لا یدخل ذلک فی نطاق الجهاد المعروف فی الشریعة الإسلامیة، حتى لو اعتبر الإرهابیون أن ما یفعلوه شکلاً من أشکال الجهاد، ولا یشفع لهم فی ذلک نوایاهم أو فعلهم ذلک عن جهل، لأن النوایا لا تبرر الأعمال غیر المشروعة، کما أن الشریعة الإسلامیة أکدت على قدسیة الحیاة، وحرمت بشکل قاطع قتل الأبریاء، مشددا على أنها أمور لا تمت إلى الجهاد بصلة.
وقال مفتی مصر: إنه فی ضوء هذه الأخطاء الأیدیولوجیة یمکننا أن نستنتج أن هذه الجماعات الإرهابیة خلطت بین الأهداف النبیلة والمشروعة للجهاد الذی یتمثل فی إعلان السلطة الشرعیة للدولة فی اتخاذ اللازم لدرء العدوان وتحقیق العدالة من جهة، وبین تعطشهم لسفک الدماء والقتل دون تمییز ضد الأبریاء، مضیفاً أن الجهاد المشروع للدفاع عن النفس ورد العدوان مضبوط بقواعد أخلاقیة وسلوکیة فی الإسلام.
واختتم مفتی مصر مقاله بتأکیده أن الجماعات الإرهابیة لدیها الجرأة الفجة لتفسیر القرآن الکریم بشکل انتقائی لیناسب أجندتهم وأهدافهم الخاصة، مضیفا أنهم یلبسون تفسیراتهم المشوهة رداء الشرعیة.
وأضاف أن مواجهة تلک الأیدیولوجیات المنحرفة تحتاج إلى حرب فکریة یتعاون فیها العلماء مع وسائل الإعلام الدولیة وکذلک الأوساط الأکادیمیة فی مجال النشر والبحث، من أجل تفنید تلک الأیدیولوجیات وفضح أفکارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمین الوسطیین واستضافتهم ودعمهم لتفکیک تلک الادعاءات الکاذبة والفهم المشوه للقرآن الکریم.

المصدر: بوابة فیتو

کلمات دلیلیة: مفتی ، مصر ، المتطرفین
captcha