وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه اعتمد المؤتمر تقریر المکتب التنفیذی الإسلامی للبیئة فی اجتماعه الثالث، وحث الدول الأعضاء على استکمال تعیین نقاط اتصال للمکتب التنفیذی الإسلامی للبیئة، لتیسیر متابعة تنفیذ قرارات وتوصیات المکتب التنفیذی والمؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة.
وأقر المؤتمر وثیقة "تقریر عن التقدم الذی أحرزته المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة فی مجال التنمیة المستدامة منذ الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة"، ودعا الدول الأعضاء إلى مواصلة تکثیف جهودها للوفاء بالتزاماتها الإقلیمیة والدولیة من أجل تحقیق التنمیة المستدامة، والعمل على تعزیز التنسیق والتکامل فی العمل الإسلامی المشترک فی مجال التنمیة المستدامة.
وصادق المؤتمر کذلک على مقترح رئاسة المکتب التنفیذی لتأسیس اللجنة المشترکة لمتابعة وتسییر الخطة التنفیذیة لاستراتیجیة الحد من مخاطر الکوارث الطبیعیة وإدارتها فی الدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی، وتفعیل خریطة طریق لتجدید آلیات التنسیق لحشد التمویل اللازم.
وأشاد المؤتمر بالجهود التی تبذلها الإیسیسکو لتنفیذ برنامج العمل الإسلامی حول التنمیة المستدامة، ودعا إلى مواصلة البرامج والأنشطة ذات الصلة وتعزیزها، والتنسیق والتشاور مع الدول الأعضاء والهیئات الوطنیة والإقلیمیة والدولیة المختصة، لاسیما فی مجال تغیر المناخ والطاقات المتجددة والاستخدام المستدام للموارد الطبیعیة وتدبیر النظام البیئی والتنوع البیولوجی وإدارة الکوارث والتخفیف من حدة الفقر وتعزیز آلیات التنمیة المستدامة.
واعتمد المؤتمر کذلک الوثیقة حول "حوکمة البیئة من أجل استدامة بیئیة فی العالم الإسلامی"، وحث الدول الأعضاء على تعزیز التدابیر الرامیة إلى تعزیز حوکمة البیئة، وضمان تنفیذ السیاسات والاستراتیجیات الوطنیة للتنمیة المستدامة والتشریعات ذات الصلة بالبیئة، ودراسة إمکانیة التعاون مع مؤسسات البحث الوطنیة والإقلیمیة والدولیة المتخصصة فی مجال الحوکمة، بما یراعی خصوصیات الدول الأعضاء وبما یستجیب لاحتیاجاتها.
وأشاد المؤتمر بالدور الذی تنهض به وکالات الأمم المتحدة العاملة فی مجال البیئة، وأکد ضرورة تسخیر مواردها لتقدیم الدعم الفنی والمادی للدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی، من أجل تنفیذ المشاریع ذات الصلة.
کما أوصى بوضع مجموعة من المعاییر الخاصة بالممارسات الجیدة فی مجال الحوکمة المستدامة وملاءمتها مع السیاق الاجتماعی والاقتصادی والثقافی للدول الأعضاء فی منظمة التعاون الإسلامی، لتمکینها من تقییم جهودها البیئیة ومقارنة الأوضاع البیئیة بینها.
وأشاد المؤتمر بالدور الذی تضطلع به المملکة العربیة السعودیة فی تنفیذ برنامج العمل الإسلامی حول التنمیة المستدامة، والدعم المالی الذی تقدمه لعقد دورات المؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة والمکتب التنفیذی الإسلامی للبیئة، مما ساهم بشکل کبیر فی نجاحها.
واعتمد  المؤتمر وثیقة "استراتیجیة التدبیر المتکامل للموارد المائیة فی العالم الإسلامی" (صیغة محیّنة)،  ودعا الدول الأعضاء إلى تأکید التزامها بشان ضمان الأمن المائی وتطویر آلیات ترکز على الإدارة المتکاملة والمستدامة للمیاه، واستثمار ما تم إنجازه فی هذا الشأن، وملاءمة الإطار المؤسسی والتنظیمی لتجاوز مواطن النقص المسجلة واعتماد الإدارة الرشیدة والمستدامة للموارد المائیة بما فی ذلک المیاه العذبة والساحلیة والبحریة.
وأوصى کذلک بتعزیز الشبکات والمراصد الخاصة بالقیاس الکمی والنوعی للمیاه، وکذا نظم البیانات الخاصة بجمیع مصادر المیاه واستخداماتها، وضمان توثیق وتوفیر ونشر المعلومات لکی تساهم فی تحسین إدارة الموارد المائیة وقنوات الصرف الصحی وجعلها متاحة للمستفیدین المعنیین بإدارة المیاه، بما یدعم أدوات اتخاذ القرارات ذات الصلة.
ودعا المؤتمر الإیسیسکو ومنظمة التعاون الإسلامی إلى تنسیق العمل من أجل تنفیذ رؤیة منظمة التعاون الإسلامی حول المیاه: "العمل سویاً من أجل مستقبل آمن فی مجال المیاه" واستراتیجیة التدبیر المتکامل للموارد المائیة، بما یکفل تضافر الجهود لتحقیق الأمن المائی فی العالم الإسلامی، بما فی ذلک تمکین الشعب الفلسطینی من استغلال کامل موارده المائیة ووقف سیطرة الاحتلال الإسرائیلی علیها.
وأقر المؤتمر وثیقة "مشروع الإطار العام لبرنامج العمل الإسلامی بشأن التنمیة المستدامة (صیغة محیّنة)"، مع الإشادة بالتدابیر التی اتخذتها الدول الأعضاء، وفقاً لقدراتها وأولویاتها، لمتابعة برنامج العمل الدولی بشأن التنمیة المستدامة، طبقاً للمبادئ والاتفاقیات الدولیة ذات السلة، واقترح اتباع مبدأ "المسؤولیة المشترکة ولکن المتباینة" والعمل بشکل فردی ومشترک من أجل تنفیذ مضامین الوثیقة الختامیة المعنونة بـ"المستقبل الذی نصبو إلیه" التی اعتمدها مؤتمر ریو +20.
وأوصى المؤتمر بإنشاء لجنة مشترکة لمنظمة التعاون الإسلامی من أجل التنمیة المستدامة (OIC-CSD) على غرار لجنة الأمم المتحدة للتنمیة المستدامة، وتسند لها مهمة توجیه جهود التعاون نحو تشجیع التنمیة المستدامة بین الدول الأعضاء، وإبراز رؤیة العالم الإسلامی داخل الأمم المتحدة وفی المنتدیات والمؤتمرات الإقلیمیة والدولیة الأخرى المتخصصة فی قضایا البیئة والتنمیة المستدامة.
وأشاد المؤتمر بالتعاون القائم بین الدول الأعضاء بشأن التوصل إلى إعلان مشترک یحظى بالإجماع فی إطار مشارکة البلدان الإسلامیة فی مؤتمرات القمة العالمیة للبیئة وغیرها من الأنشطة ذات الصلة، واقترح تقدیم موقف واحد وموحد بشأن المنظور الإسلامی حول تغیر المناخ خلال المفاوضات المستقبلیة فی الموضوع، ولاسیما فی مؤتمر باریس الذی سیعقد فی دیسمبر 2015م.
وصادق المؤتمر على مشروع الإعلان الإسلامی بشأن حمایة البیئة والتنمیة المستدامة، وفوض رئیس المؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة، رئیس المکتب التنفیذی الإسلامی للبیئة، بتقدیم الإعلان فی صیغته النهائیة لقمة (COP 21)، والقیام بالخطوات المناسبة للتعریف بمضامین هذا الإعلان وتوجهاته.
ودعا الدول الأعضاء إلى المشارکة الفعالة فی قمة (COP 21)، ومساندة جهود رئیس المؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة، رئیس المکتب التنفیذی الإسلامی للبیئة خلال القمة، من أجل إبراز المبادرات البناءة والإنجازات الملموسة التی حققها المؤتمر فی دوراته السابقة، بالتعاون مع الدول الأعضاء وعدد من المنظمات والهیئات الدولیة المتخصصة.
واعتمد المؤتمر  التقریر عن التقدم المحرز بشأن إنشاء الأکادیمیة الإسلامیة للبیئة والتنمیة المستدامة، وشکر المملکة المغربیة على استعدادها لتوفیر مقر لهذا المشروع التنموی الکبیر، وعلى الإجراءات الفنیة التی تم اتخاذها بإعداد رؤیة جدیدة للأکادیمیة، وبرنامج عمل شامل من أجل إنشاء الأکادیمیة، وطلب من  جهة الاختصاص فی المملکة المغربیة التنسیق مع الإیسیسکو فی الإجراءات العملیة اللازمة لإنشاء الأکادیمیة الإسلامیة للبیئة والتنمیة المستدامة.
وأجاز المؤتمر "مشروع جائزة المملکة العربیة السعودیة للإدارة البیئیة فی العالم الإسلامی" التی ستعزز المنظور الإسلامی للبیئة وستساهم فی الحفاظ على الموارد الطبیعیة وصون بیئة نظیفة ومستدامة لفائدة الأجیال الحاضرة واللاحقة.
ووافق المؤتمر على عقد الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة فی مقر الإیسیسکو فی شهر أکتوبر 2017م، وشکر المملکة العربیة السعودیة على رصد موازنة ثابتة خاصة بعقد کل دورة من دورات المؤتمر الإسلامی لوزراء البیئة والمکتب التنفیذی الإسلامی للبیئة.

المصدر: إینا