وأضاف أن الأوروبيين أرادوا أن يعيشوا هم بسلام ويخلقوا حالة من الفوضى والخراب في مكان آخر، فوجدوا المكان المناسب في منطقة الشرق الأوسط وللأسف استجابت بعض التنظيمات داخل هذه المنطقه الى هذه الرغبة، فبدأ الصراع منذ انشاء كيان ما يسمى بـ"الكيان الصهيوني" وحاول الغربيون تحويل فلسطين الى دوله قومية للصهاينة، وأرادوا أن يعززوا هذه الفكرة لدى الأمه العربية والإسلامية، وكذلك أرادوا تعزيز الشعوبية بدل الأمومية، والعرقيه بدل الإنسانية.
وصرح: عندما أعلن الكيان الصهيوني منذ سنوات تشكيل دولة قومية، أراد الأوربيون أن يجعلوا في المقابل نقيضاً بما يسمى "الخلافه المزعومة الجاهيلة" كما أسماها الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية، السيد حسن نصرالله، في خطابه الدولة الجاهلية وليست الدولة الإسلامية فاذاً هو تناقض، كلما أرادوا إشعال أوار الحرب في المنطقه ليبقوا هم في السلام ولتبقي بقية الأمم والشعوب في الحروب الدائمة.
وقال أمين الفتوى في إدارة الإفتاء العام والتدريس الديني في وزارة الأوقاف السورية: كل من يدعم التطرف والشرّ لا شكّ انه شريك في الاثم ويتعاون مع العدوان بأي صورة من الصور، وبالتالي إننا نعتقد أن السعودية ومن مشى في صفها منذ السنوات الأخيرة تبحث عن التشدد والتطرف في التعامل مع المسلمين عبر الوقوف عند ظاهر النصوص، وادعاء إتباع الهدي النبوي.
وأشار الى أن التوقف على النصوص الدينية دون معرفة روحها، والتوقف على ظواهر القرآن بدون معرفة المقاصد، والبواعث، والأهداف يشكل عنصراً من عناصر التطرف، والجماعات الارهابية التكفيرية تستخدم العنف، الإيذاء، والقتل، والتدمير كوسيلة لإظهار الوجودهم، وكقوة يعتقدون أن لها أكثر فاعلية ولكن هذه الجرائم فانية وزائلة، ولا تدوم طويلاً.
وأوضح أن هذه القضية خلقت جيلاً متشدداً متعصباً لا يؤمن بالرأي الأخر، ولا يؤمن بوجود الإجتهادات الأخرى، لا يؤمن بأن العقل هو أيضاً من أحد مصادر التشريع، فهذا الدعم الفكري استتبعه دعم مالي، والأن يستتبعه حراك سياسي، ولكن في النتيجة نرى أن هذا الحراك السياسي في مصلحة الكيان الصهيوني وأمريكا، وليس في مصلحة الشعوب العربية الإسلامية.
وأضاف متسائلاً: لماذا لم تستعمل السعودية هذا الجيش وهذه القوة في مواجهة الغطرسة الصهيونية منذ 70 سنة؟ ولماذا حرّكت جيوشها بإتجاه البلاد التي دعا لها رسول الله (ص): «اللهم بارک لنا فی شامنا، اللهم بارک لنا فی یمننا»؟ هي الأن تضرب اليمن وتفكر في أن تضرب سوريا بشكل مباشر، وان كانت هي تضرب سوريا بشكل غير مباشر عبر أدواتها في المنطقة.
واستطرد قائلاً: فاذاً نقول للسعودية ان القوة التي تمتلكها والتحالف الذي تحاول أن تصفه بصفة مذهبية، يجب أن يكون هذا التحالف في مواجهة العدو الصهيوني، فالأولي أن نواجه العدو الذي قد تم الاتفاق على غطرسته، وصلفه، وتجبره، الغدة السرطانية المدعومة من الشيطان الاكبر وهو اسرائيل.
وأكد الشيخ علاء الدين زعتري أنه من المنظور السياسي فان الكيان الصهيوني يحقّق مصلحته من خلال استفزاز المنطقة، ومزيد الدمار فيها وبالتالي يدعم ويؤيد كل حركة تريد أن تنقلب علي نفسها ومجتمعها لصالح هدوء الكيان الصهيوني واستقراره، فهذه المصلحة الكبرى سياسياً.
وأشار الى الآية الثانية من سورة الحشر المبارکة: "هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ"، مبيناً أنه ذكرت هذه الآية أن اليهود يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي المومنين فاعتبروا يا اولي الأبصار ويبدو ان البصائر والابصار غائبة عن الحياة عند المجموعات الارهابية المتطرفة فهم يقومون بتخريب بيوتهم وبيوت المسلمين بأيديهم.
وأكد أن السعودية بدل أن تضرب الكيان الصهيوني الذي هو أولى في القتال ان كانت هناك أولويات في العداوة حتى لو سلمنا بوجود الاختلاف في وجهات النظر العقايدية والفكرية وما الى ذلك، تضرب الدول العربية والاسلامية منها سوريا، واليمن ولكن الاولويات تطلب بان نكون أمة واحدة على من عادانا والمعاداة واضحة من الكيان الصهيوني وليس من بعضنا أو من انفسنا أو من جوانبنا.
وأشار الشيخ علاء الدین زعتری الى الشباب الذين ينتمون لداعش، وقال: إن شبابنا لديهم فراغ فكري وأي ناعق أو أي داع لهم فيستجيبون له تحت نظرية الفراغ التي ذكرها عالم الاجتماع ابن خلدون بـ"أن الأمم المغلوبة تحاكي الأمم الغالبة في كل شيء".
وأكد: أن هؤلاء الشباب المقرر بهم في أنحاء العالم العربي والإسلامي، إنما لم يجدوا في حياتهم، وفي تربيتهم، وفي بيوتهم، وحتي في مساجدهم، وفي مجتمعهم من يحتضنهم، ويوجههم التوجيه السليم والصحيح باتجاه البناء، فاولئك الارهابيون رؤوا آذاناً صاغيةً في هؤلاء الشباب الفارغين، فنادوا بشعارات كبيرة هي حقيقة وقوية ولكن أفعالهم مزيفة.
وأضاف أنهم إنضووا تحت هذه الشعارات "لا اله الا الله"، "الله اكبر"، و تحت مسمى الجهاد، مصطلحات شرعية وحقيقية واسلامية ولكن ما يعملون تحتها هو الذي يندي له الجبين ويقطر له القلب قبل العين من الأسى والحزن.