وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، ولد الشيخ السعيد في 20 أبريل 1927 في قرية القيطون، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، نشأ في قريته في بيت بسيط متواضع وأسرة يحفظ عائلها القرآن الكريم وهو (الشيخ عبد الصمد الزناتى) ولد الطفل الموهوب (السعيد عبد الصمد) فتلقاه والده بحنان الأبوة ونذره لحفظ كتاب الله وظل يرقب نموه متمنياً من المولى عز وجل ان يحفظه بعنايته ويرعاه برعايته، وكان الاب يسابق الايام بفكرة وأمنياته تراوده آمال وأماني تجاه ولده فدعا الله في عليائه ان يطيل في عمره حتى يرى ثمرة فؤاده وكفاحه تتجلى في أحد ابنائه وخاصة (السعيد) وتعاقبت الأيام والشهور والأعوام ليرى الشيخ عبد الصمد ولده السعيد وهو في سن الرابعة ينطلق لسانه بالكلمات ويميز بعقله الأشياء وتلازمه اينما حل وحيثما كان يجلس بجوار وهو يتلو القرآن متأملاً كلام رب العالمين على لسان أبيه الذي اطمأن على ولده الشغوف إلى سماع هدى القرأن الكريم.
تعلم القرآنولما بلغ سن العاشرة من عمره أرسله والده وسلمه إلى شيخ كتاب القرية فضيلة الشيخ (إبراهيم موسى) أحد علماء القرية العظام من حفظة ومحفظي القرآن الكريم والذي أولاه رعايه وعنايه وأهتم به لما وجد لديه النبوغ وسرعة الحفظ فكان يعطيه في نهاية اليوم مساحه من الوقت ليعلمه كيفية قراءة القرآن بالتجويد حيث أن الموهبة ظهرت لديه وهو في سن السابعة وكان شيخه رحمه الله الشيخ إبراهيم موسى يتباهى به بين زملائه ويثنى عليه يحفزهم و يرغبهم في الحفظ ومتابعة القرأن الكريم ومراجعته حتى لا يتفلت منهم ضاربا المثل الطيب بزميلهم السعيد عبد الصمد الذي أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً قبل ان يبلغ سن الثانية عشر وراجعه وتعلم أحكامه.
بداية الشهرةوانتقل بعد ذلك ليقيم بمحافظة القليوبية وبالتحديد في مدينة كفر شكر عام 1960 فانهالت عليه الدعوات من تلك هذه المحافظات لأحياء المناسبات والسهرات الدينية كقارىء للقرآن الكريم ولأنه صاحب صوت مميز عذب حسن جميل ومتقن للقرآن الكريم حفظاً وتجويداً وأحكاماً وتلاوته بالقراءات كان يدعى في مناسبات تضم عمالقة من قراء الرعيل الأول بالإذاعة المصرية في الفترة من 1953 م وحتى التحاقه بالإذاعة عام 1960م كانت فترة السبع سنوات التي سبقت التحاقه بالإذاعة من أهم وفترات مراحل حياة الشيخ الجليل لأنه أصبح أحد قراء القرآن الكريم الذين وصلوا إلى الشهرة ومكانة مرموقة بين عباقرة التلاوة وقراء القرآن بالوجه البحرى للقارئ الفذ الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود على البنا والشيخ محمود خليل الحصري والقارئ العظيم الشيخ جـودة أبو السعود الذي لم يلتحق بالإذاعة ومازالت سيرته و موهبته وعبقريته تتناقلها الأجيال وخاصة أبناء محافظة الشرقية.
واستطاع الشيخ السعيد عبد الصمد الزناتى ان ينفـــرد بمدرسة وهو صاحبها الأصلي اطلق عليها المهتمون بسماع عباقرة المشاهير وأيضا بعض قراء القرآن (مدرسة الحجاز) ولقب بملك الحجاز نسبة الى مقام الحجاز بضم الحاء حيث أن مقام الحجاز أحد المقامات الموسيقية النغمية التي تحتاج لموهوب فذ عبقرى يترجم مابها من وقع على آذان ومشاعر السامعين.
وذاع صيته كقارئ محبوب متقن مميز مبدع ومبتكر بين جميع محافظات مصر كلها، وتعرف عليه المشاهير حباً في شخصيته الفريدة التي غلفها الحب والاحترام وقوة الشخصية وقدرته ومواهبه فذاع صيته وانتشر كأريج المسك الطاهر بسرعة فائقة واصبح اسمه يذكره ويردده الملايين.
وفاته:في اليوم الثامن من شهر مارس عام 1990م صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، ودفن في قرية القيطون مركز ميت غمر محافظة الدقهلية.
المصدر: صدى البلد