ایکنا

IQNA

قصة خطَّاط مصاحف المدينة النبوية: ظل يكتب لمدة 40 عاماً

15:57 - August 06, 2017
رمز الخبر: 3465439
المدينة المنورة ـ إکنا: ظلّ الخطاط "عثمان طه" يكتب ويخطّ حروف القرآن الكريم بدقة شديدة لمدة تزيد عن 40 عاماً تقريباً حتى أطلقوا عليه ألقاب مثل «كاتب المصحف الشريف» و«عملاق الخط العربي».
قصة خطَّاط مصاحف المدينة النبوية: ظل يكتب لمدة 40 عاماً
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، يظهر «عثمان» في مختلف الصور واللقاءات المُسجلة له بالزي الرسمي السعودي، مُتلحفًا بثوب أبيض، وعلى رأسه «غترة» بيضاء، وفوقها «عقال»، وكأنه رجل خليجي، رغم أنه لا ينتسب لدول الخليج{الفارسي} أبدًا، فهو سوري، ولد على أطراف ريف مدينة حلب السورية عام 1934، لأب يعمل كإمام وخطيب مسجد.

أحبّ «عثمان» خط الرقعة كثيرًا، وخلال المرحلة الابتدائية، تتلمذ على يد مشايخ الخط في المدينة السورية العتيقة، وكان من أهم هؤلاء المشايخ، محمد على المولوي، حسين حسني التركي، عبد الجواد الخطّاط، محمد الخطيب، وإبراهيم الرفاعي، الشهير آنذاك بالخطّاط الرسمي للمدينة.

وتدّرج «عثمان» في المراحل التعليمية المختلفة، درس في المرحلة الجامعية بمدينة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية 1964، وعلى الدبلومة العامة من كلية التربية، وبالتوازي مع الدراسة، حصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطّاطين، حامد الآمدي، عام 1973، كما عُينَ عضوًا في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي الى تُجرى في إسطنبول كل 3 سنوات.

وفي أوائل عام 1970، كتب «عثمان» أول مصحف لوزارة الأوقاف السورية، ثم سافر بعدها للمملكة العربية الـسعـودية، وعُينَ خطاطًا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وكاتبًا لمصاحف المدينة النبوية منذ عام 1988.

ونظرًا لشهرة «عثمان» في كتابة المصاحف، وتحديدًا مصاحف المدينة المنورة، فإنه تميز بتبسيط الكلمة، وتوزيع الكلمات في السطر الواحد، بحيث ينتهى السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، ولذلك كتب المصحف أكثر من 13 مرة بالرسم العُثماني، بحيث وصلت إلى مختلف دول العالم.
قصة خطَّاط مصاحف المدينة النبوية: ظل يكتب لمدة 40 عاماً
وبعد كتابة المصحف، عاش «عثمان» داخل المدينة المنورة ورفض الخروج منها، حتى تعالت المطالب بإعطائه الجنسية الـسعـودية، مثلما حدث مع الباحث في الشئون الإسلامية، سلمان بن محمد العمري، أعطي الجنسية الـسعـودية لعثمان، مصرحاً:«نطالب بمنحه الجنسية الـسعـودية وهو ممن شرفه الله سبحانه وتعالى بخط المصحف لنصف قرن من الزمان، والعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ إنشائه، ليكون كاتباً لمصاحف المدينة».

وأكمل، وفقًا لما جاء في صحيفة «سبق الإلكترونية»:«هذا العمل الأخير الذي قارب الثلاثين عاماً فيه حصل له من الخير الشيء الكثير؛ ذلك أن نتاج المجمع فهد لطباعة المصحف قد قارب الثلاثمائة مليون نسخة من المصاحف والتراجم، وهذه الإصدارات معظم أسسها من خط الشيخ عثمان طه. وكم من مسلم سيقرأ من هذه المصاحف مرات عديدة«.
قصة خطَّاط مصاحف المدينة النبوية: ظل يكتب لمدة 40 عاماً
المصدر: العرب نيوز
captcha