وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، يحظى الطفل" توفيق أكوز" 12 عاماً بثقة كبيرة في النفس نظرا لمقدرته الهائلة في الحفظ وصوته الجميل المؤثر، في تجويده وترتيله القرآن الكريم، وعند سماعه تلين القلوب، وتخشع الأبدان.
وفي هذا الإطار، يذكر أنه منذ إطلاق مسابقة جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده صار لهذه الجائزة الفضل في تشجيع المواهب وبروز عدد من المواهب والطاقات الواعدة بمستقبل زاهر.
وكل ليلة في رمضان الحالي، بمسجد الساقية الحمراء، بحي اسباتة، جميلة الخامسة بالدار البيضاء، يؤم الطفل توفيق أكوز، المصلين في جزء من صلاة التراويح، الذي يعرف إقبالاً متزايداً من طرف المصلين الذين يملأونه ، كما يملأون الساحة المحيطة به.
وفي هذا الصدد يرى فقهاء وعلماء أن إمامة الصبي للصلاة جائزة في النافلة دون الفريضة، موضحين أن المذهب المالكي ينص على البلوغ كأحد شروط إمامة الصلاة في الفريضة، غير أنه في النافلة أمر محمود ولا شيء فيه.
وجدير بالذكر، أن الطفل توفيق أكوز، استأثر باهتمام كبير من طرف المصلين الذين يتحلقون حوله للسلام عليه وعلى والده الشيخ محمد أكوز من أجل تشجيعه والتقاط صور تذكارية معه.
ولمدة ثلاث سنوات على التوالي أمَّ الطفل توفيق أكوز المصلين في صلاة التراويح، بعدة مساجد بالدار البيضاء من بينها تركبوت، السعادة بحي سيدي مومن، والبخاري بحي التشارك، ومسجد بالمدينة الجديدة، ومسجد بالصخور السوداء.
وأوضح الشيخ محمد أكوز أن نجله لا تتملكه الرهبة أو يعتريه الارتباك من إمامة مئات المصلين.
وأبرز في هذا الصدد أن نجله توفيق دائماً يشجعه أساتذته بالكتاب القرآني، وبذلك تجده لايشعر بأي خوف في تجويد وترتيل القرآن، لأنه يعتمد على الحفظ، وأضاف أنه "لما يكون ما تحفظه في ذهنك تشعر دائما بالطمأنينة".
.
وأضاف، أن نجله الذي تابع دراسته إلى حدود السنة الثالثة ابتدائي بالمدرسة العمومية، كان قد غادرها ليتفرغ لحفظ كتاب القرآن الكريم مدة ثلاث سنوات متوالية.كما كشف أن نجله توفيق ابتدأ في سن مبكرة في حفظ القرآن الكريم، وانتهى الآن من إتقانه كاملا بقواعده وضوابطه العلمية.
وقال: "إنه ما يزال الآن يواصل تعليمه بكتاب قرآني بمحافظة الصخور السوداء بالدار البيضاء" بمعية أطفال آخرين قادمين من عدة مدن مغربية كتزنيت وتارودانت، وأوضح أن الأستاذين الجليلين اللذين درساه حفظ القرآن، هما آيت القايد علي، وأنفلوس الحسين، وأشار أن نظام التعليم داخلي، حيث يقيم الأطفال ويدرسون في نفس المؤسسة.
وأكد الشيخ محمد أكوز، أن نجله توفيق الحافظ لستين حزبا، في السنة الدراسية القادمة سيلتحق بمعهد متخصص للتعليم الأصيل بطنجة . وأضاف: أنه «الآن يحفظ المتون الأخرى، ويحفظ ابن عاشر والأجرومية وأسس وقواعد اللغة العربية» .
وتجدر الاشارة إلى أن أسرة الشيخ أكوز الحافظ لكتاب الله تنحدر من منطقة إيمنتانوت، بلدة مغربية تقع غرب مدينة مراكش وتبعد عنها ب 117 كلم) وهي منطقة أهاليها مشهورون بالعلم والفقه وحفظ القرآن الكريم). وقال لقد «ورثنا عن أجدادنا بمنطقة إيمنتانوت حفظ القرآن» .
وأكد أن كل أفراد أسرته يحفظون كتاب الله ولهذا «نحن لانطمع في المسائل الدنيوية ، ووجهنا نجلنا توفيق لحفظ كتاب الله، ولازلنا نسهر على متابعة تشجيعه في مسيرته لطلب العلم، ونطلب من الله أن يكمل المرغوب، ويحصل على شواهد عليا في المستقبل».
وأضاف الشيخ محمد أكوز أن المغرب يحتل مرتبة متقدمة في العالم العربي من حيث حفظ القرآن وتجويده وترتيله.
وأشار في الأخير، أن نجله لديه ذكاء، وفطنة واهتمام بشكل عجيب بعالم التكنولوجيا الرقمية، وفي أيام العطل تكون لديه الحرية في ممارسة هواياته المفضلة ومنها شغفه بكرة القدم.
المصدر: صحيفة الزمان