ایکنا

IQNA

طفل‭ ‬مغربي‭ ‬حافظ‭ ‬المصحف‭ ‬يؤم‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬التراويح

14:11 - June 05, 2018
رمز الخبر: 3468948
الدار البيضاء ـ إکنا: بصوت‭ ‬جميل‭ ‬ومؤثر،‭ ‬تخشع‭ ‬له‭ ‬القلوب‭ ‬والأفئدة،‭ ‬يؤم‭ ‬طفل‭ ‬مغربي،‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬أشهر‭ ‬وأعرق‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬حيث‭ ‬صار‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬الموهوب‭ ‬يستقطب‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬أفواجا‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المصلين‭.‬

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، يحظى‭ ‬الطفل‭" ‬توفيق‭ ‬أكوز‭" 12 ‬عاماً ‬بثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬نظرا‭ ‬لمقدرته‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬الحفظ‭ ‬وصوته‭ ‬الجميل‭ ‬المؤثر،‭ ‬في‭ ‬تجويده‭ ‬وترتيله‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وعند‭ ‬سماعه‭ ‬تلين‭ ‬القلوب،‭ ‬وتخشع‭ ‬الأبدان‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬يذكر‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬إطلاق‭ ‬مسابقة‭ ‬جائزة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وترتيله‭ ‬وتجويده‭ ‬صار‭ ‬لهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬المواهب‭ ‬وبروز‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬والطاقات‭ ‬الواعدة‭ ‬بمستقبل‭ ‬زاهر‭.‬

وكل‭ ‬ليلة‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬الحالي،‭ ‬بمسجد‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء،‭ ‬بحي‭ ‬اسباتة،‭ ‬جميلة‭ ‬الخامسة‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬يؤم‭ ‬الطفل‭ ‬توفيق‭ ‬أكوز،‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح،‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬إقبالاً‭ ‬متزايداً‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المصلين‭ ‬الذين‭ ‬يملأونه‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬يملأون‭ ‬الساحة‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬يرى‭ ‬فقهاء‭ ‬وعلماء‭ ‬أن‭ ‬إمامة‭ ‬الصبي‭ ‬للصلاة‭ ‬جائزة‭ ‬في‭ ‬النافلة‭ ‬دون‭ ‬الفريضة،‭ ‬موضحين‭ ‬أن‭ ‬المذهب‭ ‬المالكي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬البلوغ‭ ‬كأحد‭ ‬شروط‭ ‬إمامة‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬الفريضة،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬النافلة‭ ‬أمر‭ ‬محمود‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬فيه‭.‬

وجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬توفيق‭ ‬أكوز،‭ ‬استأثر‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المصلين‭ ‬الذين ‬يتحلقون‭ ‬حوله‭ ‬للسلام‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬والده‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬أكوز‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشجيعه‭ ‬والتقاط‭ ‬صور‭ ‬تذكارية‭ ‬معه‭.‬

ولمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬أمَّ‭ ‬الطفل‭ ‬توفيق‭ ‬أكوز‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح،‭ ‬بعدة‭ ‬مساجد‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تركبوت،‭ ‬السعادة‭ ‬بحي‭ ‬سيدي‭ ‬مومن،‭ ‬والبخاري‭ ‬بحي‭ ‬التشارك،‭ ‬ومسجد‭ ‬بالمدينة‭ ‬الجديدة،‭ ‬ومسجد‭ ‬بالصخور‭ ‬السوداء‭.‬

و‬أوضح‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬أكوز‭ ‬أن‭ ‬نجله‭ ‬لا‭ ‬تتملكه‭ ‬الرهبة‭ ‬أو‭ ‬يعتريه‭ ‬الارتباك‭ ‬من‭ ‬إمامة‭ ‬مئات‭ ‬المصلين‭.‬

وأبرز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬نجله‭ ‬توفيق‭ ‬دائماً‭ ‬يشجعه‭ ‬أساتذته‭ ‬بالكتاب‭ ‬القرآني،‭ ‬وبذلك‭ ‬تجده‭ ‬لايشعر‭ ‬بأي‭ ‬خوف‭ ‬في‭ ‬تجويد‭ ‬وترتيل‭ ‬القرآن،‭ ‬لأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحفظ،‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬‮"لما‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬تحفظه‭ ‬في‭ ‬ذهنك‭ ‬تشعر‭ ‬دائما‭ ‬بالطمأنينة".
‭.‬
وأضاف،‭ ‬أن‭ ‬نجله‭ ‬الذي‭ ‬تابع‭ ‬دراسته‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬السنة‭ ‬الثالثة‭ ‬ابتدائي‭ ‬بالمدرسة‭ ‬العمومية،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬غادرها‭ ‬ليتفرغ‭ ‬لحفظ‭ ‬كتاب‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬متوالية‭.‬كما‭ ‬كشف‭ ‬‬أن‭ ‬نجله‭ ‬توفيق‭ ‬ابتدأ‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وانتهى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬إتقانه‭ ‬كاملا‭ ‬بقواعده‭ ‬وضوابطه‭ ‬العلمية‭.‬
 
وقال‭: ‬‮ "‬إنه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬الآن‭ ‬يواصل‭ ‬تعليمه‭ ‬بكتاب‭ ‬قرآني‭ ‬بمحافظة‭ ‬الصخور‭ ‬السوداء‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‮"‬‭ ‬بمعية‭ ‬أطفال‭ ‬آخرين‭ ‬قادمين‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مدن‭ ‬مغربية‭ ‬كتزنيت‭ ‬وتارودانت،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الأستاذين‭ ‬الجليلين‭ ‬اللذين‭ ‬درساه‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن،‭ ‬هما‭ ‬آيت‭ ‬القايد‭ ‬علي،‭ ‬وأنفلوس‭ ‬الحسين،‭ ‬وأشار‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬داخلي،‭ ‬حيث‭ ‬يقيم‭ ‬الأطفال‭ ‬ويدرسون‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المؤسسة‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬أكوز،‭ ‬أن‭ ‬نجله‭ ‬توفيق‭ ‬الحافظ‭ ‬لستين‭ ‬حزبا،‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬القادمة‭ ‬سيلتحق‭ ‬بمعهد‭ ‬متخصص‭ ‬للتعليم‭ ‬الأصيل‭ ‬بطنجة‭ . ‬وأضاف‭: ‬أنه‭ ‬‮«‬الآن‭ ‬يحفظ‭ ‬المتون‭ ‬الأخرى،‭ ‬ويحفظ‭ ‬ابن‭ ‬عاشر‭ ‬والأجرومية‭ ‬وأسس‭ ‬وقواعد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‮»‬‭ .‬

وتجدر‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أسرة‭ ‬الشيخ‭ ‬أكوز‭ ‬الحافظ‭ ‬لكتاب‭ ‬الله‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬إيمنتانوت،‭ ‬بلدة‭ ‬مغربية‭ ‬تقع‭ ‬غرب‭ ‬مدينة‭ ‬مراكش‭ ‬وتبعد‭ ‬عنها‭ ‬ب‭ ‬117‭ ‬كلم‭) ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬أهاليها‭ ‬مشهورون‭ ‬بالعلم‭ ‬والفقه‭ ‬وحفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم)‭. ‬وقال‭ ‬لقد‭ ‬‮«‬ورثنا‭ ‬عن‭ ‬أجدادنا‭ ‬بمنطقة‭ ‬إيمنتانوت‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‮»‬‭ .‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭ ‬يحفظون‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬ولهذا‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬لانطمع‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬الدنيوية‭ ‬،‭ ‬ووجهنا‭ ‬نجلنا‭ ‬توفيق‭ ‬لحفظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله،‭ ‬ولازلنا‭ ‬نسهر‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تشجيعه‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬لطلب‭ ‬العلم،‭ ‬ونطلب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬المرغوب،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬شواهد‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬أكوز ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يحتل‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬وتجويده‭ ‬وترتيله‭.‬

وأشار‭ ‬في‭ ‬الأخير،‭ ‬أن‭ ‬نجله‭ ‬لديه‭ ‬ذكاء،‭ ‬وفطنة‭ ‬واهتمام‭ ‬بشكل‭ ‬عجيب‭ ‬بعالم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية،‭ ‬وفي‭ ‬أيام‭ ‬العطل‭ ‬تكون‭ ‬لديه‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬هواياته‭ ‬المفضلة‭ ‬ومنها‭ ‬شغفه‭ ‬بكرة‭ ‬القدم‭.
 
المصدر: صحيفة الزمان
captcha