ایکنا

IQNA

سورية تضيء سراج حفظ القرآن للعرب والأتراك

14:14 - July 07, 2020
رمز الخبر: 3477266
أنقرة ـ إکنا: 25 عاماً، عاشتها السيدة السورية سوزان شيخة "أم البشر" في تركيا، في رحلة غربتها، انطلاقاً من دمشق إلى أنقرة، عايشت فيها ظروفاً قاسية، ثم استطاعت بطموحها أن تتكيف وتترك بصمتها في مجال تحفيظ القرآن بقوة وعزم.

ولم تقف الحدود في وجه أم البشر في رحلتها، حيث استطاعت أن تكمل دراستها في تخصص الشريعة، بعد أن كانت طالبة في كلية الهندسة بسوريا.

وبصبر ومثابرة، استطاعت أن تتعلم القرآن بعشر قراءات، وتصبح مديرة جمعية "ديار القرآن" لتعليم الفتيات (عرب وأتراك)، في منطقة "باشاك شهير" بمدينة إسطنبول.

وبصوت هادئ تقص "أم البشر" قصتها مع النجاح ورحلتها للوصول إلى هدفها، وكيف بدأت بتدريس القرآن منذ 20 عاماً.

وتروي السيدة في حديث للأناضول قصتها قائلة: "تربيت في منزل متدين، لا سلطة فيه إلا للحق، وكنت أطمح أن أكون جزء من حراك إسلامي واعٍ يعيد للمرأة دورها الحقيقي والتوعوي الذي أراده الإسلام".

وتضيف: "جُبت منازل الناس خلال تدريسي للقرآن ولمست حجم النقص بسبب ضعف التعليم الشرعي، وطرحت الفكرة ضمن عائلتي فشجعوني على العمل عليها، لتتبلور بالفعل عام 2015، لا سيما أن منطقة باشاك شهير خير بيئة للتعليم".

وتستطرد: "وكان لتسهيلات القانون التركي الذي يسمح بافتتاح الجمعيات بشروط غير معقدة دور في خروج فكرتي إلى النور".

الهدف هو تنشئة الأسرة

وتوضح أم البشر أن "المظلة الجامعة للجمعية هي القرآن، لكن الهدف الأكبر هو الأسرة، لذلك كان الخطاب موجه للمرأة أولاً ثم الأسرة، فالاعتناء بجزء من منظومة الأسرة دون الآخر لا يعطي أكله في تأسيس أسرة إسلامية صحيحة".

وتكمل فكرتها قائلة: "نعمل من خلال دورات أسرية يشرف عليها وزير الأوقاف السابق في ليبيا والقاضي لـ20 عاماً في بريطانيا، الشيخ سالم الشيخي، وقد أسهم عمل الشيخ في فهم احتياجات الأسر المهجرة من بلادها لا سيما في عمليات الاندماج".

ولم تكتف الجمعية بالشأن الأسري وحفظ القرآن، تقول أم البشر، لتفرض على طالباتها محاضرات أسبوعية بعناوين مختلفة لتعليم السيرة النبوية.

وتتابع: "يتعلم في (جمعية) الديار 450 فتاة عربية و170 تركية، كل ما يخص القرآن وتخصصاته، لأن جزء من مشكلات الأمة العربية الفصل ما بين العلم والعمل، لذا نحاول فك الشيفرة بين الأمرين".

وعن إجازة القرآن الكريم، تؤكد أم البشر أنها "لا تمنح إلا لمن أتقنت الحفظ مع التجويد ضمن شروط معينة، حيث يستغرق ذلك ثلاث سنوات على الأقل".

وتضيف: "تدخل الطالبات الحافظات امتحان الشؤون التركية، لمنحها إجازة من مؤسسة تركية، وقد حصلت العام الماضي 22 قارئة من الديار على الإجازة من الشؤون التركية".

وترى مديرة (ديار القرآن) أن الفتيات التركيات الحافظات للقرآن هن مفاتيح التغيير في بلادهم بما يخص القراءة القرآنية الصحيحة والانفتاح على الآخر.

حفظ القرآن من أوجه التعاون العربي التركي

وعن الثمرات التي سيجنيها كل من العرب والأتراك من التعايش المشترك خلال السنوات العشر الأخيرة، تقول أم البشر: "حفظ القرآن وجه من أوجه التعاون العربي-التركي المشترك".

وتكمل: "آمل أن يستثمر العرب تلك الفرصة بشكل جيد بعيداً عن التشدد، فالاحتكاك بالمجتمعات يورث الرقة والتقبل والتطوير".

وتعبر مديرة المركز عن "أسفها لقلة تواجد المرأة في الفعاليات الإسلامية وعدم تسليط الضوء على إنجازاتهن".

وتتابع: "يصعب علينا التنبؤ بمستقبل النساء في العلوم الإسلامية كعالمات وداعيات خصوصاً أن الجسم الإسلامي متصدع، لكن علينا أن نعمل ونترك مآلات الأمور لمشيئة الله".

وتأمل أم البشر أن تتحول "ديار القرآن" إلى جامعة أسرية في المستقبل، يجد فيها كل فرد من الأسرة مبتغاه من دين وسلوك وترفيه ومؤتمرات وحفلات، دون أن يتوقف نجاحه.

وأنهت حديثها بالقول: "أتمنى أن أكون قادرة على زرع ورود شابة لا يطفئها حر ولا قر".

المصدر: وكالة الأناضول للأنباء
کلمات دلیلیة: سوریة ، سراج ، سوزان شیخة ، أم البشر
captcha