
وقالت المؤسسة في بيان أمس الثلاثاء إن أخطر ما يحاك للأقصى اليوم هو إعادة استهداف ساحاته الشرقية، لا سيما مصلّى باب الرحمة الذي فتحه الفلسطينيون بسواعدهم رغم أنف الاحتلال في شباط/فبراير 2019، بعدما أغلقه ظلمًا نحو 16 عامًا.
وأضاف "عادت سلطات الاحتلال بقوة من جديد إلى سياسة اعتقال من يوجد من المصلين في محيط مصلى باب الرحمة الذي اقتحمته عناصر شرطة الاحتلال بأحذيتهم غير مرّة مؤخرًا، وأن التمادي الإسرائيليّ وصل إلى حدّ إبلاغ دائرة الأوقاف الإسلامية في 2/7/2020 بقرار المحكمة الإسرائيلية القاضي بإغلاق المصلّى".
وثمّنت المؤسسة موقف المرجعيات الدينية المقدسية في بيانها الصادر بتاريخ 13/7/2020، الذي حدد وجهة استخدام مبنى باب الرحمة على أنه مصلّى وجزء أساسي من المسجد الأقصى؛ لقطعِ الطريق على أيّ محاولة للنقاش أو التفاوض مع الاحتلال بشأنه، أو التنازل عنه، أو تغيير طبيعته.
وأكدت أنّ ما قرره المقدسيون في هبّتهم بشباط/فبراير 2019 بفتح المصلّى الذي كان مغلقًا، لن تغيّرَه إجراءات الاحتلال الباطلة.
ودعت الأردن إلى اتخاذ مواقف عملية أكثر حزمًا مع الاحتلال "الذي ينهش الدور الأردني في المسجد شيئًا فشيئًا"، وفق قولها، مضيفة أنّ المسؤولية التاريخية تفرض على الأردن دعم دائرة الأوقاف الإسلامية وموظفيها وحراسها بسقف مفتوح.
وشددت على أن الدعم لا يُختصَر بالجانب المادي، بل بالموقف السياسي الثابت على نصرة الأقصى وموظفيه، وتوفير الرعاية والحماية لحراس الأقصى، الذين يتصدون للمستوطنين وجنود الاحتلال.
وطالبت بمراجعة كل العلاقات الأردنية مع الاحتلال، وتبني سياسة المواجهة والدفاع الجاد عن الأقصى، وإغلاق أيّ باب يفتحه الاحتلال للتفاوض على وجهة استخدام مصلى باب الرحمة، وعدم الركون لأيّ وعود إسرائيلية تتحدث عن تخفيف أو وقف استهدافه مقابل إغلاقه مؤقتًا بحجة الترميم ثم إعادة فتحه كمكتبة أو مكاتب إدارية.
ووصفت بأنّ مثل هذه المقترحات باتت مكشوفة "ونربأ بالأشقاء في الأردن أنْ تنطلي عليهم هذه الوعود والمقترحات الإسرائيلية الزائفة والمضلِّلة".
وأشادت المؤسسة بصمود جماهير القدس في الذكرى السنوية الثالثة لهبة باب الأسباط، "التي مرّغت أنف نتنياهو وكلّ من معه من أحزاب وجماعات متطرفة وأجهزة أمنية وعسكرية، وأجبرت الاحتلال على التراجع صاغرًا أمام المدّ الشعبيّ المقدسيّ الذي هبّ رفضًا لتركيب كاميرات وبوابات إلكترونية على أبواب الأقصى".
ودعت إلى الرباط الكثيف والدائم في رحاب الأقصى وشدّ الرحال إليه، وتحديدًا في مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية المحيطة به.
كما طالبت المقدسيين بالالتحام في صفٍّ واحد لكسر سياسة الإبعاد عن الأقصى التي باتت تشكل خطرًا كبيرًا على المسجد الذي يعمل الاحتلال على إبعاد رموز الدفاع عنه ليستفرد به.
وفي هذا السياق، أبدت "القدس الدولية" أملها في أن تثمر جهود التقارب التي عكستها لقاءات حركتي حماس وفتح الإيجابية مؤخرًا، خطة عمل مشتركة في فلسطين وخارجها، وخاصة في القدس والضفة الغربية، لبدء مرحلة نضالية جديدة تضع حدًّا لجرائم الاحتلال.
الجهاد تدعم قرار المرجعيات الدينية بالقدس بشأن باب الرحمة
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوم الثلاثاء عن دعمها قرار المرجعيات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة بالتصدي لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على مصلى باب الرحمة.
وقالت الحركة في بيان: "أعلنت المرجعيات الدينية في القدس وباسم كل الشعب الفلسطيني، رفضها لهذا القرار العدواني، وأكدت على الحق الثابت في المسجد الأقصى المبارك ورفض أي مساس به".
وأضافت "إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نؤكد دعمنا لموقف المرجعيات الدينية التي كانت لها جولات طويلة في مواجهة سياسات الاحتلال العدوانية ووقفت مع أبناء القدس وجماهير شعبنا في كل مكان تقود انتفاضة الغضب ضد البوابات الإلكترونية وضد إغلاق المسجد الأقصى وتصد اقتحامات المستوطنين لباحاته وساحاته الشريفة".
وقررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي أواخر الأسبوع الماضي إغلاق مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى، فيما أبلغت شرطة الاحتلال الأوقاف الإسلامية في القدس بالقرار.

وأجبر المقدسيون قوات الاحتلال على فتح مصلى باب الرحمة في فبراير/ شباط 2019 بعد 16 عامًا من إغلاقه، عقب اعتصام حاشد في ساحته العلوية.
وأشارت حركة الجهاد إلى أن القرار جاء "ضمن مسلسل التهويد والعدوان المستمر بحق المسجد الأقصى المبارك، ويندرج في سياق الحرب المعلنة على أهلنا في القدس وعلى المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يستوجب وقفة حاسمة من أحرار أمتنا العربية والإسلامية لحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك".
ودعت الحركة "أبناء شعبنا في كل مكان وخاصة أهلنا في القدس والمناطق المحتلة عام 48 لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، والرباط في ساحاته والتصدي لهذه المحاولة العدوانية الجديدة التي تستهدف تهويد مصلى باب الرحمة الذي هو جزء عزيز من المسجد الأقصى المبارك".
المصدر:
وكالة الصحافة الفلسطينية