ایکنا

IQNA

بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل رائد التقريب؛

آیة الله التسخیری کان یحاور للإقناع لا لإثبات أمر

12:53 - September 30, 2020
رمز الخبر: 3478413
طهران ـ إکنا: قال رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة في إیران، "أبوذر ابراهيمي تركمان"، إن الرئيس الفقید للمجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية، "آیة الله الشيخ محمد علی التسخیري" کان یبدأ الحوار بغیة إقناع الآخر لا لإثبات أمر للمتلقي.

وأشار الی ذلك، رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة "أبوذر إبراهیمي ترکمان" خلال  الكلمة التي ألقاها أمس الثلاثاء 29 سبتمبر الجاري في المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان "دراسة شخصية وفكر آية الله التسخيري" في العاصمة الايرانية طهران، وذلك بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الأمين العام الأسبق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "آیة الله الشيخ محمد علي التسخیري". في کلمة خلال مجلس الأربعین للأمین العام الأسبق للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة الفقید آیة الله "محمد علی التسخیري".


وقال إن آیة الله التسخیری کان یعرض رؤیته بالطریقة التي تجعلها مقبولة لدی المتلقي، مضيفاً أن جمیع خطباء المجلس أکدوا الرؤیة الوحدویة التي تمتع بها الشیخ التسخیری طیلة حیاته وطالبوا یضرورة الإستمرار بالحرکة التقریبیة.


ووصف الفقید بالشیخ الوسطي مؤکداً أنه کان بعیداً کل البُعد عن الإفراط والتفریط.


وأردف أبوذر إبراهیمی ترکمان قائلاً: إن آیة الله التسخیری کان یعمل علی نشر صورة سلیمة من الدین الإسلامی في عالم تحظی فیه التعالیم الإسلامیة بفهم خاطئ.

وإستطرد رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة قائلاً: إن الشیخ التسخیری کان یعمل علی إستخدام الفقه وأصول الفقه والإجتماع والسیاسة والعلوم الإسلامیة في سبیل عرض صورة رحمانیة من الدین الإسلامی.

وزير الثقافة الايراني: تفسير المختصر لآية الله التسخيري إنجاز للعالم الاسلامي
 
وأكد وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في إیران، "سيد عباس صالحي"  أن كتاب "المختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید" للرئيس الفقید للمجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية "آیة الله الشيخ محمد علي التسخیري" إنجاز هام للعالم الاسلامي.

وقال في الكلمة التي ألقاها أمس الثلاثاء 29 سبتمبر الجاري عبر الفيديو كونفرنس في المؤتمر الافتراضي الذي أقيم تحت عنوان "دراسة شخصية وفكر آية الله التسخيري" في العاصمة الايرانية طهران، وذلك بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الأمين العام الأسبق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "آیة الله الشيخ محمد علي التسخیري".
 
وأوضح أن هذا العالم الجليل كان له علاقة قوية بالقرآن، مؤكداً أن آية الله التسخيري كان مؤمناً بالحوار بين الأديان والمذاهب من أعماق قلبه وحضر أكثر من 800 مؤتمر داخل وخارج البلاد مما يدلّ على هذه الصفة المميزة له.
رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة: آیة الله التسخیری کان یحاور للإقناع لا لإثبات أمر
وأشار الى أن قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله الخامنئي وصف الشيخ التسخيري باللسان الناطق عن الاسلام والشيعة، موضحاً أن هذا الوصف مثیر للتفكير، والأشخاص الذين تفاعلوا معهم يعرفون جيدًا أن هذا الوصف ليس مبالغًا فيه وأنه وصف دقيق.
 
وأوضح وزير الثقافة الايراني أن آية الله التسخیری كان نشيطًا ومؤثرًا في مجال الوحدة والتواصل وكان له شخصية قرآنية وتبلور القرآن في حياته العلمية، مشيراً الى أنه قد كتب تفسيراً قرآنيًا بعنوان "المختصر المفيد في تفسير القرآن المجيد" بناءً على نصيحة الشهيد الصدر وعمل بجد طوال سنوات لكتابته.
 
ووصف سيد عباس صالحي  كتاب "المختصر المفید فی تفسیر القرآن المجید" لآية الله التسخيري بالانجاز الهام للعالم الاسلامي، مؤكداً أنه قد حاول من خلال هذا التفسير تقديم محتوى ثري حتى يتمكن الشباب من استخدامه.
 
وأشار الى أن الميثاق الوحدوي لآية الله تسخيري قد استند إلى المبادئ الأربعة وهي معرفة القواسم المشتركة، وتطوير القواسم المشتركة، والتعاون على أساس القواسم المشتركة، ومحاولة تجنب النزاعات في مختلف الحالات، وكان هذا الميثاق أساس جهوده النظرية والعملية.
 
الاشادة بمستوى إيمان آية الله التسخيري بالاسلام والقرآن

وتحدث خلال المجلس، الرئیس الأسبق للبرلمان الايراني ورئيس معهد "سعدي" في إیران "الدكتور غلامعلي حداد عادل" مشیداً بمستوی إیمان آیة الله التسخیری بالله وبالإسلام وبالقرآن.

رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة: آیة الله التسخیری کان یحاور للإقناع لا لإثبات أمر
وقال رئيس أكاديمية اللغة الفارسية وآدابها في إیران إن آیة الله التسخیری کان همزة وصل بین إیران والثورة الإسلامیة والمسلمین وأتباع الدیانات الأخری.

أمين عام مجمع التقريب: الشيخ التسخيري لقد كان حساساً للغاية تجاه أي ما يعكّر صفو الوحدة 

وبدوره، أكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، "الشيخ حميد شهرياري" خلال  الكلمة التي ألقاها  في هذا المؤتمر أن الشيخ التسخيري لقد كان حساساً للغاية تجاه أي ما يعكّر صفو الوحدة والتقريب، وكان يرفض ويدين أي تصرف يصدر عن أصحاب هذا المذهب أو ذاك يسيء إلى وحدة الأمة ويثير العصبيات الطائفية بين أبنائها.

وأضاف أن هذا الموقف من فقيدنا التسخيري ينطلق من إيمانه بالأهداف الكبرى للرسالة الإسلامية، وهي أهداف تنتظرها البشرية في العدل والمساواة والأمن والسلام، وفي السير نحو الكمال الذي رسمه الله سبحانه لبني البشر. ولذلك فإن الخلافات المذهبية تتضاءل وتصغر أمام الهدف المشترك الكبير لرسالة السماء.

وأشار الى أن التوجه التقريبي لدى الفقيد الراحل دفعه إلى المشاركة في كل محفل ديني وعلمي وثقافي يستطيع من خلاله أن يوصل دعوته إلى الوحدة والتقريب.
رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة: آیة الله التسخیری کان یحاور للإقناع لا لإثبات أمر
فهو اضافة إلى مشاركته في مئات المؤتمرات والندوات والمقابلات كان من المواظبين على المشاركة في جلسات (مجمع الفقه الإسلامي) بجدة، وفيه يطرح المسائل الفقهية من وجهة نظر أهل السنة والشيعة ليؤكد على المشترك في هذه المسائل، وليبين أن ما يعرف بأنه مسألة خلافية بين الفريقين، هي في الواقع مسألة مشتركة بينهما نظير ما طرحه مثلاً في موضوع (سدّ الذرائع).

التوجه التقريبي لدى الفقيد التسخيري يتجلى أيضًا في اهتمامه بكل مشروع تقريبي في العالم الإسلامي، فقد اهتم باستراتيجيات التقريب لدى الايسيسكو ولدى العلامة شمس الدين، واتجه إلى وضع استراتيجية للتقريب في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

كما أنه رضوان الله عليه كتب عن المشاريع التقريبية لدى الشخصيات الإسلامية المعاصرة من سنة وشيعة، فقد كتب على سبيل المثال عن مشروع أبي الأعلى المودودي من أهل السنة وكتب عن مشروع السيد محسن الأمين والسيد عبدالحسين شرف الدين من علماء الشيعة.

في إطار دعوته إلى التقريب كان أيضاً يدعو إلى الوسطية باعتبارها مبدأ إسلاميًا أقره القرآن وأكدت عليه السنة النبوية وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) ويرى أن ما تشهده الساحة من حوادث إرهاب وتطرف إنما هي نتيجة غياب هذا المبدأ الإنساني الإسلامي الهام.

ولا يفوتنا أن نذكر انصهار الفقيد الراحل بمدرسة الشهيد الكبير محمد باقر الصدر، وكان يقول دائماً: إنني في كل موضوع أتناوله وفي كل موقف اتخذه أجدني مديناً للشهيد الصدر، وكانت بصمات الشهيد الصدر واضحة بحق فيما يطرحه من آراء اقتصادية أو فلسفية أو اجتماعية بل حتى فيما يتخذه من مواقف سياسية.

كما ألقی في هذه المراسم، کل من العالم الشیعی العراقي "السید علی العلاق"، ورئيس دائرة المسلمين في القوقاز  "شیخ الإسلام الله شکور باشازاده"، ورئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة "الشيخ ماهر حمود"، ومنسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان "الشيخ ​زهير جعيد"، ورئيس مركز حوار الأداين التابع لرابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في إیران "الشيخ محمد مهدي التسخيري" کلمات کرّموا فیها الفقید آیة الله الشیخ محمد علی التسخیري في ذکری مرور أربعین یوما علی إرتحاله.

جدير بالذكر أنه نظمت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة في إیران، أمس الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 للميلاد، مؤتمراً افتراضياً لدراسة شخصیة وفکر الرئيس الفقید للمجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية "آیة الله الشيخ محمد علي التسخیري" في مقرّ الرابطة بالعاصمة طهران، وذلك بمشاركة رئيس أكاديمية اللغة الفارسية وآدابها في إیران "الدكتور غلامعلي حداد عادل"، وعدد من الشخصيات العلمية والدينية والثقافية من ايران وخارج البلاد.

3926254

captcha