ایکنا

IQNA

محمد الراجحي.. أوّل تونسي في العالم الاسلامي طبع القرآن بلغة برايل

8:09 - October 16, 2020
رمز الخبر: 3478621
تونس _ اکنا: الأستاذ محمد الراجحي، كان السبّاق في العالم الاسلامي، في طباعة القرآن الكريم بلغة برايل لفاقدي البصر خلال السبعينات.

محمد الراجحي.. أوّل تونسي في العالم الاسلامي طبع القرآن الكريم بلغة ‘البراي’ لفاقدي البصر

والراجحي هو أول من قام بتعريب الأحرف بتقنية برايل. في تونس، وهو مؤسس الاتحاد القومي للمكفوفين سنة 1956، قال عنه الدكتور شكري مبخوت عندما كان عميدا لكلية الآداب بمنوبة ذات استضافة له سنة 2009 بالكلية لتكريمه كخبير أممي أنه أعطى لتونس السبق التاريخي في مجال طباعة القرآن الكريم في العالم، علاوة على الكتب المدرسية والثقافية بطريقة برايل.

 

واعتبر الراجحي أن قصة أخوين كفيفين تم طردهما في فترة الاستعمار بسبب هذه الاعاقة من المدرسة، قد مثلت نقطة التحول في حياته، وجاءت به إلى عالم فاقدي البصر، بإعتباره أنه كان معلما سنة 1951، باحدى مدارس الشمال التونسي، وقد تفشت في تلك الفترة بعض الأمراض البصرية على غرار الرمد وأصابت سكان المنطقة. وكان هناك أخوان يدرسان عنده قد أصيبا بمرض بصري فلزما بيتهما للعلاج، وبعد عودتهما الى الدراسة، كانا قد فقدا الكثير من القدرة البصرية، حيث طلب منه مدير المدرسة، وكان فرنسيا، أن يطردهما،  وكان ذلك القرار بالنسبة له جريمة في حقهما وصدمة حقيقية ونقطة التحول التي جعلته يكرّس كل جهوده لخدمة فاقدي البصر.

 

هذا وقال محمد الراجحي في حديث عن مسيرته أنه لم يرضخ لهذا الطلب، وقرر البحث عن حلول لإنقاذ التلميذين، والتجأ إلى كل الجهات وطرق جميع الأبواب، ووجه مراسلات إلى مدارس المكفوفين في كل من فرنسا وانجلترا، وأتت الأجوبة تحمل بصيصا من النور، عندما علم أن مدارس المكفوفين في فرنسا تمكن من دراسة طرق تعليم المكفوفين.

 

وقال: كنت من بين المحظوظين بحضوري في فرنسا ضمن هيئة من هيئات منظمة اليونسكو التي كانت تختص باللغة العربية، وعند عودتي إلى تونس زودتني منظمة “اليونسكو” بكثير من الأدوات التي يستعملها المكفوفون للكتابة، وبحثت إثر ذلك عن الأخوين الكفيفين اللذين تم طردهما، وقمت بتعليمهما الكتابة والقراءة بطريقة برايل.

 

وعمل أيضا على إطلاق حملة عن طريق الصحافة للاتصال بالعائلات التي لديها أطفال فقدوا بصرهم لإقناعها بتدريسهم، كما تم إقناع “إدارة التعليم” في فترة الاستعمار آنذاك، وبعد إصرار شديد، بفتح فصلين لتعليم المكفوفين سنة 1955، ثم تواصل الجهد بعد الاستقلال لمزيد نشر التعليم لدى فاقدي البصر.

 

في سنة 1975، فكر محمد الراجحي في الاستفادة من خبرته، وقرر أن يصل القرآن الكريم إلى مكفوفي العالم الإسلامي، وعمل على طبع ونشر القرآن الكريم بطريقة الأبجدية النقطية، وتوزيعه لأول مرة في العالم الإسلامي.

 

ويشار إلى أن محمد الراجحي البالغ من العمر 94 شغل مهمة رئيس المنظمة العالمية لرعاية المكفوفين بلندن، ومساعد رئيس اللجنة الإفريقية لرعاية المكفوفين، ومدير المركز العربي الإفريقي للبحوث وتكوين الإطارات في التربية الخاصة وتأهيل المعوقين بتونس.

 

المصدر: الجزیره نت

 

captcha