المسلمون یعانون إنسداد حضاري بسبب غفلتهم عن المرجعیة القرآنیة
وأشار إلی ذلك، الأکادیمي المدرس في جامعة المصطفی (ص) العالمیة، "الشيخ محمد علي میزایي"، في محاضرة له بالندوة الافتراضية التي أقيمت الأربعاء الماضي 27 يناير الجاري تحت عنوان "المرجعیة القرآنیة في فکر آیة الله الخامنئي".
وقال إن "المرجعیة القرآنیة" لیس مفهوماً واضحاً ذات حدود نظریة معینة موضحاً أن مادة القرآن الکریم أساساً لم تکن مادة أساسیة في النظام التعلیمي الرسمي ولا في نظام إنتاج الفکر الدیني.
وأشار الشيخ محمد علي ميرزايي الى أن تلاوة القرآن الکریم وقراءته قد كانت أمراً رائجاً دون وجود دراسات ممنهجة لمعرفة القرآن الکریم والإحتکام إلیه عند حصول خلاف معرفي، مبيناً أنه ليس للمسار العام لتكوين مجالات المعرفة الدينية في المجتمع الإسلامي علاقة قوية بالقرآن الكريم كنظام معرفي.
وأردف العضو في هيئة التدرس بجامعة المصطفی (ص) العالمیة قائلاً: إن المسلمین لایختلفون في مرجعیة القرآن الکریم ویتفقون جمیعاً علی إعطاء المرجعیة للقرآن الکریم فی القضایا الأساسیة مضیفاً أن الخلاف یکمن في مستوی بناء الفکر والأنظمة والمجتمعات والحضارات علی أسس قرآنیة وهذا ما لم یحصل لدینا کـ مسلمین.
وأردف موضحاً أن الإحتکام إلى کتاب الله من الإیمان ولکن إتباع المرجعیة القرآنیة لایجب أن یصبح موضوعاً یشغلنا إنما موضوعنا الرئیسي یجب أن یکون الإنسداد العلمي الذي یمرّ به عالمنا الإسلامي والإنسداد الفکري والعیني لمجتمعاتنا مؤکداً أن هذه الإنسدادات نعاني منها نحن في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
وقال ربما هناك من یقول إن القرآن لایمکن أن یصبح مقیاساً للمعرفة مضیفاً أن من یقول کذلك علیه أن یأتي بمقیاس معرفي جدید یحتکم إلیه المسلمون عند إختلافهم متسائلاً: أي مقیاس ومنطق یستطیع أن یحلّ محل القرآن الکریم؟
وأکد الباحث القرآني الشيخ محمد علي ميرزايي أنه لیس هناك سوی القرآن الکریم ولیس أمام المسلمین سبیلاً سوی الإحتکام إلى القرآن لإعادة إنتاج العلوم الدینیة وإعادة إنتاج العلوم الإنسانیة.
وأشار الى أن قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي قد أكد مراراً وتكراراً على بناء العلوم الإنسانية على أساس القرآن واستخدم مصطلح المرجعية القرآنية، موضحاً أن القرآن الكريم هو معجزة يمكن على أساسها بناء حضارة عالمية ثابتة.
وحاضر في الندوة أيضاً، المدرس في جامعة طهران "عباس خوش منش" قائلاً إن نظریة "سید جمال الدین الأسد أبادي"(الأفغانی) هي الأقرب إلی العقلانیة وإلی رؤیة أهل البیت (ع) وهي تستند إلی رؤی مفکرین وعلماء إیرانیین.
