سورة "البقرة" تعکس الرؤیة الکونیة والإنسانیة في الإسلام
وأشار إلی ذلك، الباحث القرآني والمترجم للمصحف الشریف، "کمال الدین غراب"، في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية قائلاً: إن القسم العاشر من السورة یبدأ من الآیة 168 وینتهي عند الآیة 251 ویضم أحکام وواجبات للمسلمین.
وأضاف أن هذا القسم یشرح نمط حیاة الإنسان ویحمل في آیاته تعالیم حول الطعام واللباس وأیضاً الکرم والزواج والأسرة والإنجاب والجیران والصداقة والأقربون والمرأة والرجل والشراء والبیع بالإضافة إلی أحکام الصلاة والصوم والإیمان والکفر.
وأشار إلی الآیة الـ168 من سورة البقرة المباركة "أَيُّهَا النَّاسُ کُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ" قائلاً: إن القرآن الکریم یعتبر أکل المحرمات إتباع لخطوات الشیطان وهنا نجد الحدیث الأخلاقي للقرآن والإرشاد الأخلاقي ولیس التقنین الفقهي.
وأشار إلی الآیة 177 من سورة البقرة "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" قائلاً: إنها تشیر إلی أبعاد معرفیة وأخری إیمانیة یریدها القرآن الکریم للإنسان.
وقال إن التدین مسئولیة عامة علی عاتق البشر مؤکداً أن الأنبیاء حذروا الکفار من العقاب ولیس المقصود هو عقاب خارجي إنما هي إنعکاس لسلوك الإنسان السیئ وأفعاله السیئة علی نفسه وهذه سنة إلهیة.
وتطرق إلی ما وصفه بالقسم الـ 11 من سورة البقرة المبارکة قائلاً: إنه یبدأ من الآیة 252 و ینتهي عند الآیة 260 قائلاً: إن الله سبحانه وتعالی یحذر المؤمنین من الإختلاف ثم یصور لهم یوم القیامة ثم یحفزهم علی العمل.
وأکد الباحث الايراني والمترجم للقرآن الكريم "كمال الدين غراب" أن سورة البقرة المبارکة تضمّ کل ما یجب أن تحمل مدرسة فکریة في ثنایاها وتحمل في باطنها أبعاد معرفیة إنسانیة وکونیة وکل ما یجب أن تقوم بشرحه المدرسة الفکریة.
ووصف سورة البقرة بـ "البیان" الإسلامي وقال إن الدین یخاطب الجمیع لأنه یؤمن بأن البقاء لیس قراراً شخصیاً إنما هو قرار إجتماعي کما أن الشذوذ الإجتماعي أمر عام والنمو والعلو الإجتماعي أمران عامان ویؤثران علی المجتمع برمته.
