وأشار إلی ذلك، المحلل السیاسي الکويتي، والخبير في الشؤون الايرانية، والعضو في رابطة الصداقة الكويتية ـ الايرانية "المهندس مصطفی غلوم عباس" في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية في معرض حدیثه عن مستوی تأثیر الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بعد تأسیسها علی شعوب العالم.
وقال: من أهم آثار الجمهوریة الإسلامیة علی الخطاب السیاسي العالمي هي التحریر والحریة والإستقلال لجمیع شعوب العالم. فقد ترك الشعار الذي قیل في إیران قبل الثورة "إستقلال، آزادي، جمهوری إسلامي"(إستقلال، حریة، جمهوریة إسلامیة) أثراً علی الخطاب السیاسي لکثیر من الأحرار في العالم.
وأضاف قائلاً: بعد أن طبق هذا الشعار وتأسست الجمهوریة الإسلامیة المبارکة بجهود الشعب الإیراني الذي قاده الإمام الخمیني الراحل وأسس له نظریة "ولایة الفقیه" أصبح الشعار الیوم جزءا من الخطاب السیاسي العالمي للأحرار.
وأردف الخبير في الشؤون الايرانية مؤکداً أنه لاشك أن لهذا الخطاب وهذه الرسالة والشعار وتطبیقه عملیاً أثراً علی الکثیر من حرکات التحرر من الطغیان ومن الإستعمار ومن الهیمنة الغربیة علی الشعوب.
وإستطرد قائلاً: لاشك أننا لاحظنا تطبیق هذا الشعار والإیمان به في ما یسمی بـ "الربیع العربي" أو النهضة العربیة ضد الطغاة فشاهدنا ذلك في شمال إفریقیا وفي غرب أسیا حیث کان له أثر في وعي الشباب والمجاهدین والقادة أیضاً فما کان من الطغاة إلا أنهم رضخوا لمطالب الشعوب التي تأثرت بفکر الإمام الخمینی (ره) ورسالته وتضحیات الشعب الإیراني.
وقال مصطفی غلوم عباس إن آثار خطاب الإمام الخمینی (ره) کانت واضحة تماماً في حرکات التحرر وفي المحافل الفکریة السیاسیة علی مستوی أوروبا وأسیا.
وفي معرض رده علی سؤال حول دور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في التصدی للفکر التکفیري والتکفیریین، قال: إن ذلك برز في جبهات القتال في سوریا حیث قاوم الذین آمنوا بفکر الإمام الخمینی (ره) في التحرر وفي الحریة وفي التفکر والنهضة.
وأضاف أن فکر الإمام الخمینی (ره) النیر نوَر عقول المجاهدین کي لا یحتال علیهم العدو فکانت البصیرة في فکرهم حتی کشفوا خبث ودسائس الإستعمار الجدید وخصوصاً المؤامرات الدولیة من أمریکا والغرب ودعمهما للفکر التکفیري في مواجهة فکر المقاومة والمقاومین ضد الکیان الصهیوني والإستعمار الغربي الذي برز بأشکال مختلفة الثقافیة والفکریة والهیمنة السیاسیة علی مقدرات الأمة الإسلامیة.
وقال المحلل السیاسي الکویتي إن هناك وحدة في فکر وثقافة المقاومین في سوریا وفي لبنان وفي الیمن وفي العراق وفي بعض دول إفریقیا حیث یتبنی جمیعهم فکر الإمام الخمینی الراحل بمقاومة التکفیریین والتصدي لهم وتقدیم التضحیات في کل العالم وقدموا شهداء أبرار للدفاع عن الحق المنیر ضد الباطل التکفیري فإنتصر بحمد الله المخلصون من الذین تبنوا فکر الإمام الخمینی (ره) والخطاب السیاسي والعقائدي للإمام الخمیني (ره) هؤلاء إنتصروا علی التکفیریین في سوریا والیمن والعراق وفي بعض دول إفریقیا.
وصرّح: إلحمدلله الیوم نشاهد زوال التکفیریین من الساحة السیاسیة وأنهم بدؤو یدخلون في جحور الإختفاء وقیامهم ببعض الأعمال التخریبیة هنا وهناك ولکن لیس لهم کیان کما کان یرید الإستعمار بناءه لهم ولله الحمد بفکر الإمام الخمیني (ره) إستطاع المجاهدون دحر ودفن التکفیریین إنشاء الله إلی غیر رجعة.
وحول أهم خصائص فکر الإمام الخمینی (ره) ورسالته إلی المقاومة، قال: إن الرسالة تضمنت إنشاء المقاومة فکراً وثقافةً ودعمها وتبنیها حتی طرد کل المستعمرین من البلاد الإسلامیة وتحقیق العدالة الإسلامیة وتحقیق النمو والتطور في بلاد المسلمین وأیضاً في کل بقاع العالم ودعم المقاومین الأحرار في کل بلدان العالم سواء في أوروبا أو أمریکا اللاتینیة أو في إفریقیا.
وأشار المحلل السياسي الكويتي "مصطفى غلوم عباس" إن رسالة الإمام الراحل تضمنت أیضاً نشر فکر المقاومة لیس بمعنی التسلیح فقط إنما ثقافة وفکر وبصیرة حتی یکون للإنسان عزة وکرامة من خلال درك وفهم ثقافة المقاومة؛ هذه هي خطابات الإمام للمقاومة.
وأکد أن أهم رسالة بعثتها الثورة الإسلامیة بقیادة الإمام الخمینی (ره) إلی العالم هي رسالة التحرر من کل العبودیات بما فیها العبودیة السیاسیة والنفسیة والفکریة والتمسك بالعبودیة لله سبحانه وتعالی حیث یعیش الإنسان سعیداً مترفاً ویعیش بکرامة وعزة وشرف في بلاده یدافع عنها ویتمتع بخیراتها وهذه هي الرسالة الأساسیة لفکر الإمام الخمینی (ره).
وأشار الى أنه بعد أن إنتصرت الثورة الاسلامية الايرانية وبدأت تعطي ثمارها إلی العالم أصبح هناك من هو في خندق العداء للجمهوریة الإسلامیة ولخط الإمام الراحل ولمبدأ الولایة الحقة ولمبدأ ونظریة ولایة الفقیه في الحکم في هذا القرن والقرن الماضي ولذلك بدأ العدو بالحرب لـ ثمان سنوات ضد الجمهوریة الإسلامیة وفشل في ذلك وبعد ذلك بدأ بالحرب الإعلامیة والنفسیة حتی الحرب الإقتصادیة والمالیة من خلال فرض عقوبات علی الجمهوریة الإسلامیة المبارکة.
وأوضح مصطفى غلوم عباس أن هناك أسباب واضحة لمعاداة الجمهوریة الإسلامیة من قبل أعداء الأمة وهي أولاً نهضة الإمام الخمینی (ره) أصلاً وهي نهضة لم یکن یریدها العدو أن تحصل وثانیاً نظریة الحکم بحکم ولایة الفقیه وثالثاً عرض نموذج من الدیموقراطیة الشعبیة أو حکم الإنسان أو الشعب علی أسس مذهبیة ودینیة وأخلاقیة.
وفي معرض حديثه عن أسباب العداء ضد الجمهوریة الإسلامیة الايرانية، أکد رابعاً إنتصار الدم علی السیف في مقاومة العدو، وخامساً دعم المستضعفین في العالم والنهوض بالشعوب وتصدیر الفکر والثقافة إلی الشعوب، وسادساً عرض نموذج حي من الأخوة الإسلامیة والوحدة الإسلامیة وتوحید الکلمة بین المسلمین.
وأکد المحلل السیاسی الکويتي، والخبير في الشؤون الايرانية، والعضو في رابطة الصداقة الكويتية ـ الايرانية "المهندس مصطفی غلوم عباس" أن الأمریکان والأوروبیین لهذه الأسباب قاموا بفرض عقوبات علی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
وقال عباس: لا ننسی النهضة العلمیة المبارکة في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وهي النهضة التي برزت في المجال النووی والتکنولوجی والتصنیع في إیران، الأمر الذي أدی إلی جعل الإستکبار العالمي یسعی إلی وقف الموجة العلمیة في إیران من خلال فرض العقوبات.
وقال المحلل السیاسي الکویتي إن إیران بحکمة قائدها آیة الله السید علي الخامنئي وشعبها المضحی إستطاعت أن تقف أمام العقوبات وإفشالها حیث أصبحنا نشاهد تراجعاً غربیاً في فرض العقوبات.
وأردف قائلاً: إن الأداة لإفشال العقوبات هي التحمل والصبر والبصیرة بالدین والوقوف بصلابة أمام کل مؤامرات العدو مؤکداً أن إیران علیها أن تحافظ علی ثورتها بعناصرها الثلاثة وهي قیادتها الحکیمة والشعب المضحی والمبدأ وهو الإسلام المحمدي الأصیل.