ایکنا

IQNA

محلل سياسي لبناني في حديث لـ"إکنا":

الهدف من خلق الجماعات التكفيرية هو إستهداف الثورة الاسلامية

13:33 - February 08, 2021
رمز الخبر: 3480080
طهران ـ إکنا: أكد المحلل السياسي اللبناني، "الدكتور ناجي أمهز" أن إیران تسعى دائماً إلى جعل المنطقة أكثر أمناً، لكن الكيان الصهيوني شعر بقوة الثورة الاسلامیة فسارع مع الأمريكيين وبدعم بريطاني بخلق ما عرف بالجماعات التكفيرية من أجل استهداف الثورة.

وبمناسبة الذكرى الثانية والاربعين لإنتصار الثورة الاسلامية الايرانية، أجرت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع الکاتب والمحلل السیاسي اللبناني "الدكتور ناجي أمهز".
 
وفي معرض رده على سؤال حول آثار الثورة الإسلامية الإيرانية على الخطاب السياسي العالمي، خاصة ثورات الربيع العربي (الصحوة الإسلامية)، قال الدكتور ناجي أمهز: في الحقيقة إن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان منذ اللحظة الأولى له تأثير كبير، ليس في الشرق فحسب بل بالعالم، وقد عنونت الصحف العالمية في نهاية سبعينات القرن الماضي عن هذا المتغير القادم بعبائته وعمامته وهيبة اسمه روح الله الموسوي الخمیني، وهو القادم من تيار فكري ديني بعيداً عن الماركسية والرأسمالية وكافة المفاهيم التي سادت أوروبا وأمريكا بعد الثورة الفرنسية، وما ان وصلت الثورة إلى الحكم في إيران وأعلن الامام الخميني العظيم رضي الله عنه، ان سفارة الكيان الغاصب هي سفارة دولة فلسطين، حتى شعر العالم الاستكباري، بان مشاريعه تتهاوى، وأن الثورة الإسلامية في إيران لا يمكن تدجينها او السيطرة عليها مما اضطرت هذه الدول وعلى رأسهم أمريكا ومعها فرنسا وبريطانيا وبدعم من غالبية العربية بالهجوم على الثورة قبل أن تتمدد وتنتشر.

وأضاف: وبالرغم ان الحرب دامت 8 سنوات الا ان العالم عجز عن النيل من الثورة وفهمت الدول الكبرى ان الثورة الإسلامية وجدت لتبق وتستمر، وأن قوتها تستمد من شرعية شعبية جارفة مؤمنة بقيادتها المتمثلة اليوم بالسيد القائد الامام الخامنئي دام ظله الشريف، ومع تقدم الثورة ودعمها لحركات المقاومة من أجل استعادة المقدسات وتحرير الأوطان العربية من السيطرة الأمريكية، حتى بدأت الشعوب بالمنطقة تتأثر إيجاباً بالثورة الإسلامية وتنتسب إليها مما خلق حالة من الوعي وتحديداً في التيارات الإسلامية بظل الجهود التي بذلتها الثورة الإسلامية في إيران من أجل تقريب المذاهب والحوار الإسلامي الاسلامي، ومع هذا السلوك الاستراتيجي العقائدي الأخلاقي الذي تبنته الثورة بدأ العالم يتغير وتحديداً بمنطقتنا، التي أعلنت بداية الصحوة الإسلامية بدعم من الثورة في الجمهورية الايرانية.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني الى الدور الذي لعبته الثورة الإسلامية الإيرانية في مواجهة الجماعات التكفيرية كالقاعدة وداعش، قائلاً: لم يكن يوماً هدف الثورة الإسلامية الحرب، بل هي تسعى دائماً إلى جعل المنطقة أكثر أمناً واستقراراً، لكن الكيان الغاصب الإسرائيلي شعر بقوة الثورة وان زواله مسألة وقت فسارع مع الأمريكيين وبدعم بريطاني بخلق ما عرف بالجماعات التكفيرية، من أجل استهداف الثورة، وقد وجدت إيران نفسها مضطرة لمواجهة الإرهاب الذي يشكل خطورة كبيرة ليس فقط على البشر والحجر بل على جوهر الإسلام نفسه، فالارهاب التكفيري الوهابي، أسأء بصورة مباشرة إلى روح الاسلام، وقد فهم العالم ان الجمهورية الإسلامية كانت محقة بسياستها اتجاه التكفيريين ومن يدعمهم وان التكفيريين هم يهددون الاستقرار والسلام العالمي، وبالرغم من خطورة الفكر التكفيري، إلا أن الجمهورية الإسلامية لم تقاتلهم فقط بالسلاح بل أيضاً قاتلتهم بالعقل والمنطق، مما ساهم بهزيمة التكفيريين ان كانت داعش والقاعدة.

وفي معرض تقييمه لتأثير خطاب الثورة الإسلامية والفكر السياسي للإمام الخميني(رض) على محور المقاومة لمواجهة الغطرسة والنظام الصهيوني المحتل، قال الدكتور ناجي أمهز: في الحقيقة ان الأمام الراحل، كان إلى جانب حكمته وسمو فكره وعظمة مكانته يتمتع بكاريزما نادرة لم يعرف القرن العشرين مثيلاً لها، وكان هذا التكامل بشخصية الامام(رضوان الله عليه) له تأثير كبير في قلوب وعقول الشباب، الذين انطلقوا بالعمل المقاوم لمواجهة الغطرسة الأمريكية والنظام الصهيوني المحتل، الذي سقط أمام المقاومة في عام 2000 وعام 2006، مما غير بالمعادلة الدولية واصبح هناك عالم ما قبل الثورة وعالم ما بعد الثورة، وعالم ما بعد الثورة هو نتاج الامام الخميني رحمه الله، الذي أسس بنيانه على الحق والعدل واحترام الانسان والفكر والانساني، وحتماً مع تطور مشروعية الثورة الإسلامية في إيران، التي أصبحت رأس الحربة في مواجهة الاستكبار العالمي بدأت هذه الدول تستشعر أن زمن سطوتها على مقدرات الشعوب قد انتهى.
 
الهدف من خلق الجماعات التكفيرية هو إستهداف الثورة الاسلامية

وأشار الى أهم الرسائل التي قامت الثورة الإسلامية الايرانية بتوجيهها إلى العالم الإسلامي، موضحاً أن أهم هذه الرسائل هي رسالة المعرفة والحوار، والبحث عن نقاط التلاقي مع كافة شعوب العالم وبالفعل بدأت الشعوب الحرة تستيقظ  من أجل التحرك لإسقاط منظومة الرأسمالية العالمية، التي تهدد أساس كيان الشعوب ووحدتها.

وفي معرض رده على سؤوال حول السبب الرئيسي لضغوط وعقوبات القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة ضد الثورة الإسلامية الإيرانية، قال الدكتور ناجي أمهز إن أمريكا التي طالما خشيت الثورة الإسلامية في ايران هي تحاول  هزيمتها أو إضعافها بكافة الأساليب الممكنة، لان امريكا مدركة بأن الشرق الاوسط لا يتسع للاثنتين اما إيران أو أمريكا. 

وفي الختام، أشار المحلل والباحث السياسي اللبناني الدكتور ناجي أمهز الى موقف ومکانة الثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة والعالم بعد 42 عاماً على انتصار هذه الثورة، قائلاً: إن مكانة الثورة اليوم هي  عالمية، بمعادلة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، ولا حتى أمريكا والدليل ان المتغير الإيراني قادر على التكيف.
أخبار ذات صلة
captcha