ایکنا

IQNA

المتحدث باسم النجباء في حوار خاص مع "إكنا":

مدرسة الامام الخميني(رض) هي التي هزمت أمريكا وإسرائيل/ المقاومة شكلت معادلة القوى

9:21 - February 10, 2021
رمز الخبر: 3480104
طهران ـ إکنا: بين المهندس نصر الشمري أن المقاومة اليوم انتقلت الى مرحلة سياسة الحرب العسكرية المتكافئة، مصرحاً: ان امريكا وحتى اسرائيل لم ينهزما في تاريخهما الحديث إلا أمام المقاومة التي نشأت وترعرت في مدرسة الإمام الخميني (قدس سره).

وأجرى المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء مقابلة مع وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية وأشار الى تأثير الثورة الاسلامية على المجتمع العراقي، قائلاً: قبل قيام الثورة الاسلامية في ايران لم تكن هنالك بلورة واضحة للخطاب السياسي الشيعي في العراق، بل كان اغلب شباب العراق تتقاسمهم الحركات والاحزاب الليبرالية الغربية والاشتراكية الشيوعية أو الرأسمالية. لكن النقلة النوعية للفكر والحراك الشيعي بتبني الشهيد الصدر لثورة الامام (قدس سرهما) ودعمه لها واعلان ذوبانه هو ومرجعيته بولاية الفقيه.

وبين المهندس نصر الشمري أنه لو لم تكن تنتصر الثورة الاسلامية في ايران لكانت اليوم كل المنطقة تحت سيطرة الارهاب، موضحاً: عند ذلك لكانت تشكلت كيانات وهابية اخرى في عموم بلدان المنطقة تدعوا الى القتل والتكفير والسبي واسواق النخاسة والعبودية ضد عموم المسلمين، في حين تنعم اسرائيل وامريكا بالامن والامان لانهم اليد المحركة لهذه الجماعات المتطرفة.

وصرح: أن وجود الجمهورية والخطاب المقاوم الصلب الذي اوجده الامام الراحل والجيل المقاوم الذي تربى على هذا الخطاب، ونقل المقاومة من طور الدفاع الى الهجوم والردع، ومنهما الى سياسة الحرب النظامية المتكافئة. إن امريكا وحتى اسرائيل لم ينهزما في تاريخهما الحديث إلا أمام المقاومة التي نشأت وترعرت في مدرسة الإمام الخميني (قدس سره).

لكم فيما نص الحوار:
 
السؤال: أثرت الثورة الإسلامية الإيرانية على الخطاب السياسي الشيعي في جميع الدول الإسلامية، ولكن من أهم هذه الدول هي العراق، الدولة ذات الأغلبية الشيعية والمتاخمة لإيران، حيث أحدثت فترة نفي الإمام الخميني (رحمه الله) تغييرات عميقة في هذا البلد، حيث أوجدت تحولاً كبيراً في حوزة النجف. في وقت لاحق، تمكنت شخصيات مثل الشهيد الصدر وآية الله الحكيم من لعب دور رئيسي في العراق مستلهمين من الثورة الاسلامية. بناءً على ما سبق، ما هو تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية على الخطاب السياسي الشيعي في العراق؟

ــ قبل قيام الثورة الاسلامية في ايران لم تكن هنالك بلورة واضحة للخطاب السياسي الشيعي في العراق، بل كان اغلب شباب العراق تتقاسمهم الحركات والاحزاب الليبرالية الغربية والاشتراكية الشيوعية او الراسمالية وكان التوجه الاسلامي دائماً في قفص الاتهام رغم انه كان المظلوم والمستهدف دائماً ولم يكن في سدة الحكم ليستهدف.

قبل الثورة الاسلامية لم تكن توجد تجربة شيعية في العراق تستحق ان يشار اليها بالبنان إلا تجربة الشهيد السيد محمد باقر الصدر وحزب الدعوة الاسلامية التي تعرضت الى حرب ابادة لانظير لها من النظام البعثي الفاشي المدعوم غربياً وشرقياً وكانت اوج قسوة هذه الحملة هو اعدام الشهيد الصدر وشقيقته واصدار قانون اعدام الدعاة.

أن النقلة النوعية للفكر والحراك الشيعي كان بعد تبني الشهيد الصدر لثورة الامام (قدس سرهما) ودعمه لها واعلان ذوبانه هو ومرجعيته بولاية الفقيه، هذا الامر جعل مئات الاف من الشباب المؤمن المتنور ينضوي تحت اهداف وشعارات وتوجهات الثورة الاسلامية وتبني متبنياتها، ولازال هذه الجذوة متقدة حتى هذا اليوم، فكل تصدي الى عمل اسلامي وجهادي في العراق لايخلو مرتكز من مرتكزاته من اهداف الثورة الاسلامية وقائدها العظيم، وربما من نافلة القول ان فجر الثورة في ايران الاسلام لم يترك اثره على الشباب المسلم المتدين فحسب، بل امتد اثره الى جميع مفاصل الحياة ونواحيها حتى للاحزاب الاشتراكية والعلمانية.

ولايكاد يخلو مجلس من التغني بهذه الثورة وانتصارها الكبير على شرطي امريكا في الخليج، لو لا تلك المؤامرة الاستكبارية الكبرى باشعال الحرب الظالمة وقوانين البعث الجائرة التي كانت تحكم بالاعدام على من يمتلك مجرد صورة للامام (قدس سره الشريف).

السؤال: ما هو الدور الذي لعبته الثورة الإسلامية الإيرانية ضد الجماعات التكفيرية الوهابية والقاعدة وداعش نظراً لمبادئها النظرية لخطابها الثوري؟

ــ قبل الحديث عن دور الثورة الاسلامية وقيادتها والجمهورية الاسلامية وحكومتها علينا ان ننظر الى الحال بصورة افتراضيه مع عدم وجود هذه الثورة وهذه الجمهورية فما الذي كان سيحصل في المنطقة عموماً وفي البلدان الاسلامية في حال حصلت هذه الهجمة الوهابية التكفيرية بدون وجود هذه القوة التي واجهتها.

وكان من الطبيعي ان تنتج كيانات وهابية اخرى في عموم بلدان المنطقة تدعوا الى القتل والتكفير والسبي واسواق النخاسة والعبودية ضد عموم المسلمين، في حين تنعم اسرائيل وامريكا بالامن والامان لأنهم اليد المحركة لهذه الجماعات المتطرفة.

وكان من لطف الله وجود هذه الثورة، وهذه القيادة المباركة وبالخصوص الفيوضات الروحية للامام المؤسس (قدس سره) والشجاعة والحكمة للامام القائد (دام ظله)، ولولا هذا الوجود المبارك لما كان لكل دول المنطقة مواجهة هذا المد التكفيري. وليس من مثال أوضح على ذلك من مواجهة تنظيم داعش الارهابي ودعم الجمهورية للعراق بالخبرات والاسلحة والمستشارين والمدربين والاحتياجات الاخرى بشكل لامحدود كان له الاثر الابرز في دعم فتوى المرجعية لمواجهة الارهاب الداعشي والحاق الهزيمة الكبرى به خلال فترة قياسيه لم يتوقعها اكثر المتفائلين في ظل تلك الظروف.

السؤال: ما هو برأيك أثر خطاب الثورة الإسلامية والفكر السياسي للإمام الخميني (ره) على محور المقاومة ضد الاستكبار العالمي وكيان الاحتلال؟ وكيف ترى مستقبل المقاومة؟

ــ قبل قيام الثورة الاسلامية لم يكن هناك اي جهة او جماعة او حركة او حتى دولة تتحدث عن مواجهة اسرائيل وامريكا دون أن يواجه هذا الخطاب بالتسفيه والتسطيح والتسقيط. وكان عمل المقاومة يقتصر على بعض العمليات المحدودة كعمليات الطعن بالسكاكين او العمليات الاستشهادية الفردية او انتفاضات الحجارة وكانت اسرائيل تتحدث عن قدرتها على احتلال لبنان بالفرقة الموسيقية للجيش الاسرائيلي.
 
مدرسة الامام الخميني(رض) هي التي هزمت أمريكا وإسرائيل/ المقاومة شكلت معادلة القوى
 
ان وجود الجمهورية الاسلامية والخطاب المقاوم الصلب الذي اوجده الامام الراحل والجيل المقاوم الذي تربى على هذا الخطاب الشجاع، استطاع خلال سنوات قليله من عمر هذه الثورة استطاع ان يهزم اسرائيل ويكسر اسطورة الجيش الذي لايقهر ويحرر الارض اللبنانية. وينتقل من طور الدفاع الى الهجوم والردع ومنهما الى سياسة الحرب النظامية المتكافئة كما في حرب تموز، او ما انجزته المقاومة العراقية التي استطاعت ان تهزم الاحتلال الامريكي وتخرجه من العراق خلال 8 سنوات.

والمقاومة العراقية هزمت أمريكا في حين كانت القوات الامريكية من اكبر قوات الاحتلال عددا وعدة خلال العصر الحديث، وفي حين عجزت دول كبيرة وغنية وقوية من غلق قواعد صغيرة للقوات الامريكية في بلادها مثل المانيا واليابان، بل ان امريكا وحتى اسرائيل لم ينهزما في تاريخهما الحديث إلا امام المقاومة التي نشأت وترعرت في مدرسة الامام الخميني (قدس سره).

السؤال: ما هي برأيك أهم رسالة الثورة الإسلامية وما هو موقف المسلمين الحالي من هذه الرسالة؟

ــ ربما من اهم الرسائل التي قدمتها الثورة الاسلامية وارست دعائمها هي العودة الى الاسلام المحمدي الاصيل المتمثل بالتزام النهج الحسيني الذي يرفض الذل والخنوع والاستسلام مهما كانت قوة الاستكبار والطاغوت وتمكنهما، وان يكون الوقوف على الحق هو قيمة عليا بذاته بعيدة عن النتائج المترتبة على هذا الموقف وهذا ماحصل في كل الاعتداءات التي تعرضت لها الجمهورية الاسلامية والحصار الذي فاق اربعة عقود.

اما بعد الصبر يكون الفرج وتتوالى نعم الله جل وعلى، وهذا ماحصل لهذه الثورة وما اقتبسته كل قوى المقاومة، بحيث اصبح الاسلام اليوم بقيادة هذه الثورة قطباً رئيسياً على مستوى العالم وانتصر في كل المواجهات التي خاضها.

اما موقف المسلمين فتقريبا لايوجد بلد اسلامي في العالم لم يتاثر بهذه الثورة المباركة، فهذه الثورة جعلت من المسلمين ينظرون الى انفسهم مرة اخرى بعد قرون على انهم قوة قادرة لايستهان بها. وحتى من تأثر منهم سلباً لكنه من حيث يشعر او لا يشعر اصبحت لديه صحوة اسلامية واصبح يقتبس من هذه الثورة التي ترى في الاسلام حلاً لكل مشاكل العالم الاسلامي.

السؤال: ما هو السبب الرئيسي وراء ضغوط وعقوبات القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة على الثورة الإسلامية الإيرانية، وكيف يمكن استخدام أفكار الإمام الخميني للوقوف امام غطرستهم؟

ــ صحيح انهم يمكرون ولكن الله يمكر، انظروا الى نتائج الحصار والضغوطات حيث جعلت هذه الثورة اصلب عوداً واثبت بناء واقدر على مواجهة التحديات.
وكانت حسابات الاعداء ان هذه الثورة العاطفيه والعقائديه للقائمين بالثورة والقائمين عليها سوف تبرد وتضعف مع الوقت وخلال هذا الوقت كان تصورهم ان الثورة ستتحول الى حال اخر كباقي الثورات فيضمحل تاثيرها على الاخرين وتنكفأ داخلياً.

ولكن المباديء التي ارساها الامام الراحل (قدس سره) والقيادة الفذة للامام القائد حافظت على هذه الجذوة بل زادتها ضراماً وتحولت الى نهج ثابت ومستمر ومتأصل، وكان هذا بفضل التزام النهج الاسلامي الذي إنتهجه الامام بان يسلك نهجاً مستمراً يؤمن بواجب هذه الثورة بنصرة المستضعفين في كل مكان ومواجهة الاستكبار في كل موقع مهما كانت قوته وجبروته. 

السؤال: في الختام، إذا كنت تريد إضافة نقطة ورسالة إلى هذه المقابلة، نرجوا ذكرها.

ــ نشكر الله ونحمده على نعمة اننا نعيش في عصر هذه الثورة العظيمة واننا ممن تفتتح اعيننا في بواكير اعمارنا على قائدها العظيم وفكره المحمدي وشجاعته العلوية وثباته الحسيني. ونحن نرى اننا في عصر انتصار هذه الثورة وانتقال نهجها المحمدي الى مرحلة العالمية وتراجع اعدائها على كل المستويات، مما يشير بشكل واضح الى ان هذه الثورة هي حركة ممهدة بين يدي الظهور المبارك ان شاء الله.
 
captcha