ایکنا

IQNA

باحث قرآني لبناني لـ"إکنا":

عيد الأضحى هو عید العبودية المطلقة والتخلص من كل العلائق الدنيوية

10:15 - July 21, 2021
رمز الخبر: 3481947
بيروت ـ إکنا: أكد "السيد بلال الوهبي" أن عيد الأضحى هو عيد العبودية المطلقة والإستجابة لأمر الله سبحانه، مشيراً الى أن هذا العيد يرمز إلى التخلص من كل العلائق الدنيوية التي تشد الإنسان إلى الدنيا فتحجبه عن الله تعالى وعن رؤية آيات جماله وجلاله.

وعيد الأضحى، من الأعياد الإسلامية المهمة، وهو يوم العاشر من شهر ذي الحجة، وفيه يقوم المسلمون بذبح الهدي والأضاحي، لقد ذكرت الروايات إنَّ ليلة عيد الأضحى من الليالي الشريفة، ولها فضيلة كبيرة، وقد ذكرت الكثير من الأعمال المستحبة فيها كبعض الصلوات والأدعية، وكذلك الحال بالنسبة ليوم العيد، فيستحب فيه بعض الأعمال، كالغسل، وصلاة العيد، وذبح الأضاحي، وزيارة سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام، وقراءة دعاء الندبة.

لقد ذكر بعض المفسرين أن الحكمة من تشريع ذبح الهدي والأضاحي يوم عيد الأضحى هو استناناً بما فعله النبي إبراهيمعليه السلام لما امتثل أمر الله تعالى بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام عندما رأى في المنام ذلك، ففداه الله بذبح عظيم.

يحرم صيام يوم عيد الأضحى كما هو الحال في حرمة صوم يوم عيد الفطر، ويعدّ هذا اليوم في العديد من الدول الإسلامية عطلة رسمية، حيث يقوم فيه المسلمون بإقامة الاحتفالات، ويتبادلون التهاني والتبريكات.

وفي هذا الاطار، أجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) حواراً مع الباحث القرآني والديني اللبناني وأستاذ التفسير في جامعة المصطفى(ص) العالمية فرع لبنان "السيد بلال الوهبي" وإلیکم نص الحوار:

ـ كما تعلمون أن عيد الأضحى يشکّل فرصة ثمينة للتقرب إلى الله وهو عيد يرفع فيه الناس شعار الطاعة لله في ضوء العبوديّة له سبحانه، ما هو رأيكم في هذا المجال؟

بداية أبارك للأمة الاسلامية حلول عيد الأضحى المبارك، وأسأل الله العلي القدير  أن تكون جميع الأيام أعياداً مشحونة بالطاعات والبركات والتوفيقات لما يحب الله ويرضى.

إن عيد الأضحى المبارك هو عيد العبودية المطلقة والطاعة المطلقة والإستجابة لأمر الله سبحانه ولو كان ظاهره مكلفاً لأن الله تعالى لا يأمر العبد بشيء إلا وفيه مصلحة أكيدة، ولا ينهاه عن شيء إلا وفيه مفسدة أكيدة، والمؤمن يعرف ذلك فينهض إلى أداء تكليفه عاملاً بما أمر الله صابراً على الأذى في جنبه تعالى، هذا ما نتعلمه من إبراهيم خليل الله ومن إسماعيل ذبيح الله عليهما السلام في عيد الأضحى المبارك.
 
ـ  ما هي فلسفة وأسرار عيد الأضحى المبارك باعتباره العيد الكبير لدى الأمة الاسلامية؟

إن عيد الأضحى شأنه شأن عيد الفطر كلاهما جُعِلا عيداً بجعل إلهي، ولم يكونا باختيار بشري، ومن الطبيعي والحال هذه أن ينطويا على أسرار بديعة، شأنهما شأن كل ما فرضه الله من عبادات، فله ظاهر وهو تقديم الأضحية وله باطن وهو الاستعداد لأداء التكليف الإلهي حتى لو اقتضى الأمر أن يضحي المكلف بنفسه ابتغاء مرضاة الله سبحانه، وان يذبح حنجرتي الهوى والطمع عند الذبيحة كما ورد في الرواية الشريفة المروية عن الامام الصادق عليه السلام، وحين يذبح الانسان هواه وطمعه يصير خالصا لله وتابعا لارادته.

ـ كيف ورد ذكر عيد الأضحى في القرآن الكريم؟

هناك طائفة من الآيات الكريمة تحدثت عن عيد الأضحى المبارك منها قوله تعالى في الآية الـ102 حتى الآية الـ107 من سورة الصافات المباركة: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ»(102) «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ»(103) «وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ»(104) «قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»(105) «إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ»(106) «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107).
 
كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ28 من سورة الحج المباركة: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ".
 
ـ ما هي فلسفة ذبح الأضحية(النحر) في عيد الأضحى المبارك؟

إن عيد الأضحى يرمز إلى التخلص من كل العلائق الدنيوية التي تشد الإنسان إلى الدنيا فتحجبه عن الله تعالى وعن رؤية آيات جماله وجلاله، وتمنعه من التسامي في إيمانه وتعلقه بالله.

ـ كيف نستطيع أن نستغل عيد الأضحى كفرصة لتعزيز الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي؟

إن الله تعالى جعل الحج قياماً للناس ومجمعاً يحتشد فيه المسلمون من كافة أقطار الأرض، يأتون من كل فج عميق على اختلاف أعراقهم وألوانهم ولغاتهم لينضووا كلهم تحت لواء التوحيد، ووحدة الكلمة، وليعتصموا جميعاً بحبل الله وليكونوا أخوة في دينه، وكل ذلك يدعوهم إلى تعزيز وحدتهم وتوطيد أواصر الأخوة فيما بينهم فيكونوا أمة واحدة تناظر الأمم الأخرى، رحماء فيما بينهم متعاونين على البر والتقوى، وكم حري بالمسلمين أن يوحدوا كلمتهم ومواقفهم وأن يتحدوا صفا واحدا في مواجهة أعدائهم الذين لا يميزون بين مذهب ومذهب، يقاتلونهم جميعاً حتى يردوهم عن دينهم إن استطاعوا.
 
captcha