ایکنا

IQNA

ناشط قرآني عراقي لـ"إکنا":

الإمام الحسين(ع) كان كثير المحاورة مع الأعداء لأجل هدايتهم إلى طريق الحق

10:26 - August 15, 2021
رمز الخبر: 3482172
النجف الأشرف ـ إکنا: صرّح عضو وحدة البحوث القرآنية في دار القرآن بالعتبة العلوية، "الشيخ محمد هادي فخر الدين"، أن مدرسة عاشوراء هي المدرسة الاخلاقيه التي رسمت طريق الحرية للأمة الإسلامية بل لكل البشرية، مؤكداً أن الامام الحسين(ع) كان كثير المحاورة مع الاعداء لأجل هدايتهم إلى طريق الحق.

وأشار الى ذلك، عضو وحدة الدراسات والبحوث القرآنية في دار القرآن بالعتبة العلوية المقدسة، ومدير معهد الإمام علي (ع) للدراسات القرآنية التابع للعتبة العلوية، "الشيخ محمد هادي فخر الدين"، في حوار خاص له مع وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية.
 
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
 
لماذا قام الامام الحسین(ع) بمکافحة انحراف المجتمع والنهوض ضده؟

قام الامام الحسين(ع) بمكافحة إنحراف المجتمع والنهوض ضده لكونه هو الامام المعصوم مفترض الطاعة والذي يؤدي دور النبي(صلى الله عليه وآله) فمن وظيفته مجابهة الانحراف فالامام لم يكن أشرًا ولا بطراً كما قال "إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر" وهذا  التحرك الاصلاحي الحسيني ممتداً إمتداداً طبيعياً للخط الاصلاحي لجده رسول الله لاجل ان يؤمن عن المظلومين من العباد والقضاء على المفسدين منتهجاً منهج القرآن الكريم وهذه وظيفة كل إمام معصوم في كل زمان وفي كل مكان.
 
كيف تقيمون اعتماد الإمام الحسين(ع) على الحوار والمنطق والحجّة والنصيحة، كأداة سلمية لعلاقته مع الآخر؟
 
لم يكن الامام الحسين(ع) بُدعًا من الائمة(عليهم السلام) في استعمال لغة الحوار والمنطق والحجة والدليل وما وسع الى ذلك سبيلاً ولكن في حال عدم توفر الوسائل والظروف في استعمال هذا النصح  عندها سيسلك الطريق الوعر ويكون مضطراً  لسلوك هذا الطريق.
 
فكان الامام علي(عليه السلام) من قبله لما تسلم  الخلافة السياسية وأصدر بياناً على عزل معاوية عن ولاية الشام باعتبار كان مُولّى من خليفتين سابقين للامام علي عليه السلام فطلبوا اصحابه ان يهمل معاوية حتى تثبت أركان الدولة ومن ثم يتوجه اليه فلم يبقيه ساعة لانه سيكون تحت حكمه فإن لغة الحوار اذا كانت في وسع المعصوم استعمالها مع توفر الظروف فسيكون هو المبادر للحوار مع الأُناس الذين يفهمون ويسمعون لغة الحوار، فالامام الحسين(ع) كان كثير المحاورة مع الاعداء لأجل إقناعهم وهدايتهم إلى طريق الحق وبيان أهداف ثورته  ضد معاوية الا انهم لم يسمعوا له صوت ولا استجابوا  له دعوة وهذه من الاخلاق التي اتصفوا بها جميع الائمة عليهم السلام مع أعدائهم.
 
کما تعلمون أن الإمام الحسين(ع) ثار من أجل أن يعلّم النّاس درساً هو أنّ الإنسان المسلم عندما يشاهد الظّلم في مجتمعه، ينبغي عليه أن يثور لكي يصلح الأوضاع، كيف تفسرون امتلاك شخصية الامام الحسين(ع) لهذه القيمة الاخلاقية؟
 
إن عاشوراء مدرسة بما تحمل الكلمة من معنى لكل معانيها أي مدرسة لكل المعارف الاخلاقية والتربوية بدءً من نصرة المظلوم ومروراً بالإيثار والصبر والامام الحسين عليه السلام واصحابه واهل بيته تمثلت بهم الاخلاق بكل معاييرها هناك ايثار وصبر وتضحية وحرص على الدين والفداء بمن يمثل الدين فمدرسة عاشوراء هي المدرسة الاخلاقيه التي رسمت طريق الحرية  للامة الاسلامية بل لكل البشرية مستنقذتهم من العبودية والذل.
 
التحرك الاصلاحي الحسيني ممتداً للخط الاصلاحي لجده رسول الله (ص)

ما هي أهمّ المعارف الأخلاقيّة في نهضة عاشوراء؟
 
لقد جسّد الامام الحسين(ع) القيم الأخلاقية في نهضته والتي تعكس سمو نفسه وتربيته في حجر جده رسول الله وتجسيده للقرآن الكريم.
 
وقد تجسدت خصاله الكريمة وسجاياه السامية في مختلف الميادين والمواقف في ثورة الطف، منها رفضه القاطع لمبايعة يزيد، فخرج من المدينة وامتنع عن مبايعته حتّى في أقسى الظروف التي مرّت به في كربلاء من حصار وعطش ومختلف التحدّيات، بل استقبل الموت بعزّة وشموخ، وسقى الحرّ وجيشه طوال الطريق، وقَبِل يوم عاشوراء توبة الحرّ.
 
ورفع البيعة عن أنصاره لينصرف من يشاء منهم الإنصراف، وكان يعطف على أطفال مسلم بن عقيل بعد شهادة أبيهم، كما صبر على كلّ المصائب والشدائد التي واجهته في ذلك اليوم ومنها مقتل أصحابه وأهل بيته.
 
ما هي أهم القيم الملموسة للنهضة الحسينية في حياتنا المعاصرة اليوم وخاصة لجيل الشباب؟
 
إن نهضة الامام الحسين(ع)  من أهم القيم الملموسة في واقعنا الاجتماعي والتي تركت أثراً واضحاً على المجتمع الذي تأثر بالنهضة الحسينية  والمصائب التي جرت فيها و تركت أثراً مهماً في نفوس الشباب مما دفعهم الى عدم القبول بالذل والانصياع للطغاة فأنتجت نهضة الامام الحسين(ع) جيلاً من الشباب المؤمن الذين انتهجوا نهجه فدافعوا عن المقدسات والاعراض ضد اكبر هجمة شرسة حاولت القضاء على شيعة اهل البيت(عليهم السلام) ومقدساتهم  فأول من لبّى نداء المرجعية هم الشباب الحسينيين من أصحاب المواكب ورواد المجالس الذين تربوا تحت منبر الحسين عليه السّلام.
أخبار ذات صلة
captcha