
وبمناسبة إحياء ذكرى أربعينية الامام الحسين(ع)، أجرت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع مدير مدير مركز الإعلام القرآني التابع لمعهد القرآن الكريم في العتبة العباسية، "عماد العنكوشي".
وصرّح عماد العنكوشي أن أتباع الديانات الاخرى يعتبرون زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) رسالة سلام تجمع أطياف البلد الواحد تحت راية سيد الشهداء(ع) ذلك القائد الثائر ضد الباطل والظلم والفساد وبقى نور ثورته على مدى العصور شعلة مضيئة في درب الأحرار، ولذلك نجد بعض الديانات الأخرى في العراق وخارجه تشترك في إحياء ذكرى أربعينية سيد الشهداء(ع) وهي تقدم رسالة تتضمن معاني وقيماً ساميةً وأهدافاً خالدةً ضحى من أجلها أبو الاحرار الحسين (ع) بأغلى ما يملك.
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
كيف تقيمون إحیاء ذكرى أربعينية الامام الحسين(ع) هذا العام في ظل تفشي فیروس كورونا؟
كما في كل عام ومع إقتراب ذكرى الأربعين الحسيني، تنطلق من أقصى جنوب العراق أولى أفواج مسيرة زيارة أربعينية الامام الحسين(عليه السلام) باتجاه مدينة كربلاء المقدسة، وتبدأ باقي المحافظات الواحدة تلو الأخرى كالسيل المنهمر يتوجهون إلى قبة أبي الأحرار، وفي العام الماضي وهذا العام مع انتشار وباء كورونا لم يتوقف العراقيون من إحياء هذه الذكرى الأليمة مع اتخاذ اجراءات وقائية مشددة منها لبس الكمامات والقفازات والمعقمات، مضافًا إلى أن بعض المواطنين قد تلقوا اللقاحات المضادة للفيروس، وعلى الرغم من هذه الظروف الحرجة فجميع العراقيين وبأطيافهم لم يتخلوا عن إحياء زيارة الأربعين، التي شهدت على مدى التاريخ وفي مناسبات عديدة إحتكاكاً مع السلطات الحاكمة التي أرادت قمع هذه الذكرى ولم تتمكن فالوباء لم يوقف هذا الزحف المليوني نحو قبة الاحرار، فتجد الفتية والشيوخ والنساء رايتهم خفاقة في طريق الأحرار، ومواكب العراقيون منتشرة على طول الطريق بكرم لم تشهده دولة أخرى.
ما هي الرسالة التي يحملها مشاركة أتباع مختلف الديانات في مسيرة الأربعين الحسيني؟
أتباع الديانات الاخرى يعتبرون زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) رسالة سلام تجمع أطياف البلد الواحد تحت راية سيد الشهداء(ع) ذلك القائد الثائر ضد الباطل والظلم والفساد وبقى نور ثورته على مدى العصور شعلة مضيئة في درب الأحرار، ولذلك نجد بعض الديانات الأخرى في العراق وخارجه تشترك في إحياء ذكرى أربعينية سيد الشهداء(ع) وهي تقدم رسالة تتضمن معاني وقيماً ساميةً وأهدافاً خالدةً ضحى من أجلها أبو الاحرار الحسين (ع) بأغلى ما يملك، وكذلك تحمل في طياتها مضامين وأبعاداً سياسيةً ودينيةً واجتماعيةً، ومن هذه الرسالة نتعلم أن الحسين (ع) أراد أن يجمعنا في مكان وأحد وهو ارض كربلاء المقدسة بغض النظر عن الديانة أو العرق أو الثقافة.
كيف تقيمون إقامة مراسم الأربعين الحسیني بحماس خاص من قبل العراقيين رغم تهديدات داعش والجماعات التكفيرية وجائحة كورونا؟
منذ سقوط الطاغية في عام 2003 للميلاد وإلى الآن اعتاد الشعب العراقي على الاستمرار في إحياء هذه الزيارة المباركة ولم يستسلموا إلى ظرف كان إرهاباً أو تطرفاً أو طائفيةً فالجميع تكاتف على إحياءها في ظل أي أزمة كانت واستمرارنا في هذا التدفق البشري هو من أجل الحياة ولم يوقفنا أي شيء في طريق الحسين(ع) سواء إن كان إرهاباً أو وباءً.
وافقت الحکومة العراقية على مشاركة 80 ألف زائر من خارج العراق في مراسم الأربعين الحسيني لهذا العام وذلك في ظل جائحة كورونا وظروفها القاهرة، ما هو رأيكم حول هذا القرار؟
نحن كالمواطنين العراقيين نرحّب بجميع زائري الإمام الحسين (ع) والمشاركة في زيارة الأربعين وأبوابنا مشرعة لهم فكل ما لدينا هو من الحسين(ع) فأهلًا ومرحبًا بالوافدين إلى سيدي مولاي الإمام الحسين(ع)، ونرحب أيضاً بهذا القرار مع الاخذ بعين الاعتبار تطبيق الاجراءات الوقائية التي من شأنها التقليل من خطر الإصابة.
كيف تقيمون التغطية الاعلامية لذكرى الأربعين كأكبر تجمع ديني في العالم، ما هو اقتراحكم في هذا المجال؟
جميع كوادر المؤسسات الإعلامية في العراق تستنفر طاقتها منذ انطلاق أول مسير نحو كربلاء من أجل إيصال رسالة السلام إلى العالم أجمع فتجد الكوادر الإعلامية في العراق منتشرة في الطرق المؤدية صوب سيد الشهداء لنقل صورة الزيارة المباركة وبتقنيات عالية جدًا وببث مباشر مستمر وتغطيات إعلامية مستمرة إلى نهاية الزيارة المباركة.