ایکنا

IQNA

رسالة تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمناسبة ذكرى يوم الأرض

21:20 - March 30, 2022
رمز الخبر: 3485341
بيروت ـ إکنا: وجَّه تجمع العلماء المسلمين في لبنان رسالة إلى الأمة الإسلامية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة بمناسبة ذكرى يوم الأرض 30 مارس / آذار 1976 للميلاد تلاها رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله.

وبمناسبة ذكرى يوم الأرض 30 مارس / آذار 1976 للميلاد، وجَّه تجمع العلماء المسلمين في لبنان رسالة إلى الأمة الإسلامية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة، تلاها رئيس الهيئة الإدارية في التجمع الشيخ الدكتور حسان عبد الله، وهذا نصها:

"تمر علينا ذكرى يوم الأرض والقضية الفلسطينية ما زالت وعلى الرغم من كل المؤامرات الداخلية والخارجية وعلى الرغم من كل الحروب التي خيضت وتُخاض على الدول الإسلامية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية.

إن القضية الفلسطينية ليست قضية أرض أو قضية شعب فحسب، إنما هي قضية حق في مقابل باطل، وخير في مواجهة شر، هي ليست قضية فلسطين والفلسطينيين فحسب، وليست قضية العرب و المسلمين فقط، وإنما هي قضية الإنسانية ككل، وانتصارها انتصار للحق والعدل والخير والإنسانية.

يا شعوب الأمة الإسلامية والعربية... يا شعب فلسطين:

إن الأمل معقود عليكم لأننا يأسنا من الحكام وصفقاتهم، يأسنا من جبنهم ومؤامراتهم، يأسنا من قمعهم لشعوبهم وبطشهم، يأسنا من إمكانية أن تتحرك فيهم بقية نخوة فيجتمعوا على أمر واحد هو نصرة الشعب والقضية الفلسطينية وإعداد العدة لتحرير فلسطين.

يا شعب فلسطين:

نتوجه إليك لأنك أنت المعني الأول والأخير في الصمود إلى أن يأذن الله بقدوم وعده، وعد الآخرة الذي بتنا نراه اليوم أقرب من أي وقتٍ مضى، إذ إن تباشيره بدأت بالظهور في سقوط المؤامرة على سوريا، وفشل تقسيم العراق، وإنكسار الزحف على اليمن، لذا فإن صمودكم وتمسككم بحقكم رغم كل المعاناة، ورغم الحصار، ورغم كل الضغوط هو بحد ذاته جهاد في سبيل الله، ستقدره لكم الأمة وسيكون في ميزان أعمالكم يوم القيامة.

إننا نتطلع إلى الشباب المجاهد الذي يقوم اليوم بتسطير أروع ملاحم البطولة كعملية الشهيد محمد أبو القيعان البطولية التي نفذها في بئر السبع وعملية الشهيدين النوعية اللذين نفذا عملية الخضيرة، وبالأمس كانت العملية الرائعة في بني براك شرق تل أبيب التي نفذها البطل الشهيد ضياء حمارشة، لتؤكد هذه العمليات أن الشعب الفلسطيني يرفض كل محاولات التطبيع وأن المستوطنين الصهاينة شذاذ الآفاق لن يكون لهم وجود على أرضنا الطاهرة وأن مصير هذا الكيان هو الزوال فليعجلوا بالعودة إلى البلاد التي جاؤوا منها.

في يوم الأرض يهمنا أن نؤكد على ما يلي:

أولاً: نتوجه إلى الشعب الفلسطيني البطل على كامل تراب فلسطين بالتحية لانتفاضته المستمرة والتي أنتجت من الضعف قوة، وجعلت العدو الصهيوني يُعاني ويخاف من كل شاب وشابة فلسطينية، قد يكون حاملاً لسكين يعبر فيها عن رفضه للاحتلال. لقد أثبت الشعب الفلسطيني من خلال انتفاضته المستمرة في كل فلسطين تمسكه بأرضه، وهذا هو الإحياء الحقيقي ليوم الأرض.

ثانياً: نعلن تمسكنا بتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر ونعتبر أن كل عمليات التفاوض مع العدو الصهيوني خيانة للأمة والدين وأنه لا يحق لأحد مهما علا شأنه أن يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.

ثالثاً: إن الاجتماع الخياني لوزراء خارجية دول التطبيع مع وزيري خارجية الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية جاء لمواجهة الانتصارات التي تحققت بالأمة وإنعكاسات إمكانية الاتفاق النووي وما سيعكسه في ميزان القوى بين محور المقاومة ومحور الشر الصهيوأمريكي، لكن ضربات المقاومين أتت لتؤكد فشله قبل وأثناء انعقاده وأن مؤامراتهم ستفشل بإذن الله تعالى. 
 
رابعاً: إن كل ما يحصل اليوم في عالمنا العربي من حروب تخوضها أدوات الصهاينة أصحاب الفكر التكفيري هدفه القضاء على القضية الفلسطينية، لذا فإن مواجهة التكفيريين هي جزء من مقاومتنا للعدو الصهيوني.

خامساً: إن العدو الصهيوني وعبر كل مؤتمراته المتخصصة يسعى لإيقاع الفتن بين أبناء أمتنا على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وأعراقهم، والوحدة الإسلامية والقومية والوطنية هي السبيل الوحيد للخروج من هذه الفتن وتفويت الفرصة على أعداء أمتنا لأن هذه الفتن هدفها تقسيم عالمنا الإسلامي إلى بلدان مذهبية تكون مقدمة لتبرير يهودية الدولة، وهذا ما يجب أن نتنبه له ونحاربه.

أخيراً  يؤكد تجمع العلماء المسلمين على ضرورة التمسك بالأرض بكل شبر منها وإنهاء خلافاتنا الداخلية بالحوار السياسي والتفرغ لقتال العدو الصهيوني وصنيعته الحركات التكفيرية التي لا علاقة لها بالإسلام أصلاً، على أمل التحرير القريب لفلسطين وقت تتوحد الأمة تحت راية واحدة وقائدٍ واحد يخوض حربها لإستعادة عزتها وكرامتها.

captcha