وأشار إلی ذلك، الطبیب الايراني وأخصائي علم الأجنة السريري "قاسم ساکي" في محاضرة له بندوة "القرآن والعلم" في إیران، قائلاً: إن القرآن الکریم لم یکن مجرد کتاباً علمیاً والهدف من نزوله ليس تنمیة العلوم وتوسيع الحدود العلمية أبداً.
وأجاب علی سبب تطرق القرآن الکریم إلی قضایا علمیة فیما یخص الخلق؟ قائلاً: إن الأنبیاء کلما یبعث أحدهم سُئل عن الخلق وهذا ما جاء به نبینا أیضاً لیجیب علی تسائلات الناس حول الخلق.
وأضاف أن القرآن الکریم تطرق بشکل واسع إلی قضیة الجنین وخلق النطفة وتطورها حتی تصبح إنساناً یولد وینمو ولکن السؤال الأساسي هو هل العلم أکد صدق قول القرآن في خلق البشر؟
وأوضح أن العلماء کانوا یختلفون في خلق الإنسان فمنهم من قال إنه خلق من نطفة ومنهم من قال إنه خلق من دم و نطفة وهناك آخرون ولکن جاء القرآن بالقول "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا" (الإنسان / 2).
أليس هذا سبباً قوياً لإعجاز القرآن؟ أجاب النبي(ص) عن هذا السؤال في أجواء شبه الجزيرة العربية حيث لا مكان للعلم. عندما تم اكتشاف المجهر في القرن التاسع عشر للميلاد، أدرك العلماء الأوروبيون أنه يتم دمج خليتين جنسيتين ذكر وأنثى.
وقال الله سبحانه وتعالى في الجزء الثاني من هذه الآية "فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا" حيثما يتحدث القرآن عن السمع والبصر، فإنه يذكر السمع أولاً ثم البصر، وهذا له جانب علمي بالكامل لأنه من الناحية الجنينية، يحدث تطور الجهاز السمعي مبكراً وفي الأسبوع السادس والعشرين ، لكن النظام البصري يكتمل في الأسبوع الثامن والعشرين فصاعداً.
وحول مراحل تطور النطفة قال الله تعالى في الآية الخامسة من سورة الحج المباركة "فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ...؛
يمكننا أن نطابق العديد من آيات القرآن بالعلم الحديث، وإن كان هذا لا يعني أن نثبت حقانیة القرآن بالعلم الحديث، لأن القرآن هو المبين وأسمى من العلم، بل القرآن هو الذي يؤكد العلم ويثبت العلم.