وأقامت دائرة التعاون العلمي الدولي في الجمهورية الاسلامية الايرانية أمس الأول الأربعاء 16 نوفمبر الجاري بمشاركة قسم العلوم السياسية بجامعة الإمام الخميني(رض) الدولية في مدينة "قزوين" الايرانية ندوة إفتراضية تحت عنوان "الشرق الأوسط و مكانة محور المقاومة".
وأقيمت هذه الندوة الالكترونية بالتعاون مع لجنة العلاقات الدولية بجمعية العلوم السياسية في إيران، وتحدث فيها كل من الكاتب والباحث الايراني ونائب رئیس جامعة الأديان والمذاهب فی ایران " الدکتور عباس خامه يار "، والأستاذة في الجامعة اللبنانية "الدكتورة لور أبي خليل"، والأكاديمي اللبناني "الدكتور حسين رحال".
وتم تنظيم هذه الندوة بإدارة الباحث في علم الاجتماع بجامعة صيدا الحكومية و أستاذ الحوزات العلمية في لبنان "الشيخ فادي رضا".
أهم محاور كلمة الدكتور عباس خامه يار تحت عنوان "الكيان الصهيوني بعد مائة عام ونيف على وعد بالفور":
ـ الاشکالیة الاساسية تكمن في سوء الفهم وماهیة "الوجود الاسرائیلي" في المنطقة.
ـ بعد مائة عام ونيف على وعد بالفور ؛ ماذا يعني وجود الكيان الصهيوني في المنطقة؟
ـ هذا المخطط الاستعماري البغيض لايستهدف الاراضي الاسلامية والعربية فحسب وانما يوجه رأس حربته الى حضاراتِ وثقافاتِ شعوب ودولِ هذه المنطقة برمتها.
ـ في ظل المشهد المزري والالیم لاوضاع المنطقة نتحسس الیوم اكثر من اي وقت مضى ان خطة صناع سايكس بيكو ترتكز بشكل اساس على قاعدة تثبیت "الوجود الاسرائیلی" في المنطقة.
· اسرائیل اليوم تمثل الخط الامامي للاستعمار الغربي في العالم الاسلامي وان مقولة "من النیل الی الفرات" مشروع استعماري متکامل ومتواصل بإمتياز.
· القراءة الإيرانية تستشرف بأن للوجود الاسرائیلي استراتیجیات وطموحات ومخططات اعمق بکثیر مما یتصوره البعض وحسب هذه الرؤيه فأن استمرار وجود اسرائیل، یعنی استمرار وجود الاستعمار والهیمنة الغربیة علی الانسان والعقل العربی والاسلامی.
ـ إن الثورة الاسلامیة في ايران قامت اصلاً علی مواجهة الاستعمار والتوسع الاستعماري الاسرائیلي وإن احد اکبر انجازاتها هو الحیلولة دون "تثبیت اسرائیل".
ـ عملية عرقلة المشروع الاسرائیلی في المنطقة تعتبرها طهران اعاقة لمشروع الهیمنة الاستعماریة الشاملة وتحجیماً لمواصلة احتلال الاراضی الاسلامية.
ـ في فهمنا لحقیقة وجوهر الوجود الاسرائیلی تتبلور لمبادرة فکریة حواریة تستهدف المقاربة في الفهم وتعرية واقع العدو واحتواء الازمة بین بلداننا.
ـ الدق على الوتر الطائفي والتوغل في المشروع الصهيوني الى هذا الحد من قبل البعض هو امر مرعب ومخيف! واستبدال الخلافات السياسية بخلافات مذهبية بهذا الشكل، هو أمرٌ مقيت للغاية!
ـ الهم الاول والاخير للجمهورية الاسلامية هو مكافحة التمييز الشيعي ـ السني، والوقوف في وجه محاولة وضع السنٌة والشيعة على طرفي النقيض!
ـ من حق الجمیع بما فیهم ایران ان یملك رؤیة دفاعیة ورادعة في ظل التحولات الکبری في المنطقة وعلی کل النخب الثقافیة والسیاسیة ان تدرك هذا التهدید وتسیر في اتجاه التأسيس لمنظومة امنیة دفاعیة مشترکة تقیها شرور هذا الوباء.
ـ المقاومة هی ردة الفعل امام الاحتلال والغطرسة والقتل والتشرید والتنکیل بکل ضروبه .. ولیست العلة! فالمشکلة هی في "الوجود" غیر المشروع للکیان الصهیوني ولیست في المقاوم.
ـ الایرانیون أعلنوا بصراحة بان الحل يكمن في الانتخابات والاصوات الدیمقراطیة الشاملة من خلال صناديق الاقتراع ومن خلال استفتاء شعبي بمشارکة جمیع الفلسطينيين مسلمين ويهودا ومسيحيين .. في الداخل والشتات.
ـ یری الایرانیون ومعهم الکثیرمن المسلمون بناءا على الحقائق والمعطيات الملموسة بأن تسویة القضیة الفلسطینیة لایمکن ان تتحقق من دون اعادة الحق السلیب الی اصحابه..
ملخص محاضرة الأستاذة في الجامعة اللبنانية "الدكتورة لور ابي خليل" بعنوان "دور المقاومة المستقبلي في النظام الاقليمي والدولي":
و اتّسمتْ سياسة الإدارة للحركة الصهيونيّة بتنفيذ مشروع "بن غوريون" الذي بُنيَ على ركيزتين أساسيّتين. الركيزة الأولى السيطرة التامّة على كامل فلسطين عبر احتلال الأراضي، بناءً على مبدأ القوّة الصلبة التي نُفّذتْ عبر سياسات التهويد وألاسرلة.
والركيزة الثانية: إحكام السيطرة على الدول الاسلامية عبر سياسات التطبيع بناء على القوّة الناعمة التي سوف تسمح بالاعتراف بالكيان الصهيونيّ، ليصبح القوّة الأكثر سيطرةً في المشرق العربيّ.
ولأنّ شعوب المنطقة ضعُفَ تماسكُها بعد الربيع العربيّ وأُنهِكت بالأزمات الاقتصاديّة وبضعف سياسات الحماية الاجتماعيّة. وهنا، ومع خوف الحركة الصهيونيّة المستمرّ من فقدان السيطرة على فلسطين، أحكمت قبضتها في الداخل عبر إصدار قانون القوميّة الذي يؤكد انتصار القوّة الصلبة والسيطرة الجغرافيّة على فلسطين، ويسمح بالانتقال إلى تنفيذ أدوات القوّة الناعمة، مثل الاقتصاد والثقافة واللغة والمساعدات التنمويّة، سواء في الداخل الفلسطينيّ عبر سياسات الأسرلة، أو مع المحيط العربيّ عبر سياسات التطبيع.
الذي ساعد الحركة الصهيونية بسهولة، على الانتقال إلى تنفيذ الركيزة الثانية، هو دعم الولايات المّتحدة للكيان الاسرائيليّ بممارسة القوّة الصلبة والناعمة، دون أيّة مراعاة للشرعة الدوليّة، ولا لقرارات القانون الدوليّ.
ما حقّقه العدوّ الصهيونيّ من سياسات التهويد والأسرلة، يجعلنا نتحدّث عن بدء مرحلة جديدة دخلت حيّزَ التنفيذ مع قانون القوميّة الذي بُني وفق أبعاد ثلاثة.
لا بدّ من تفسير هذه الأبعاد لمعرفة كيفيّة تقديم مقترحات ترشد صنّاع القرار في المواجهة:
- البُعد الاقتصاديّ المرتبط بالسياسات الاقتصاديّة.
- البُعد السياسيّ المرتبط بانتهاك السيادة الوطنية للبنان وفلسطين وسوريا والعراق والتي اعتمدها العدوّ الصهيوني منذ نشأة الكيان الصهيوني.
- البعد الاجتماعيّ المرتبط بالاستيلاب الثقافيّ والفكريّ للمواطن في المشرق ، الذي يفترض مواجهته عبر بناء سياسات المنع الذي يُفترض أن تحدّ من مخاطر قانون القوميّة وتداعياته.
ولمواجهة هذا المشروع الاستيطانيّ الاستعماريّ الذي يستخدم القوّتين الناعمة والصلبة، لتحقيق أهدافه الديموغرافية والتربوية والثقافية والاقتصادية، لا بدّ من بناء سياسات وطنيّة لحماية الأمن القوميّ في المشرق العربيّ.
ولأنّ الأمن والأرض والتحكّم بالانسان هم ساحة مستباحة لتدخل الصهاينة، لا بدّ من اعتماد استراتيجيّة المنع والمكافحة، خصوصًا أنّ الحركة الصهيونيّة تعرف أنّ هناك غيابًا لإمكانيّة إنشاء برنامج عربي جامع. لذا تسعى لخلق ما تسميه مواطنًا مسلما عربيًّا صالحًا، يقبل بالمنظومة الاستعماريّة وبنفوذها الداخليّ والخارجيّ في المنطقة العربيّة. فما هي هذه السياسيات وهذه الاستراتيجيات الواجبة للمواجهة؟
فيما يلي ملخص ورقة الأكاديمي اللبناني "الدكتور حسين رحال" تحت عنوان "الاقليمية والمقاومة ومواجهة الصهيونية":
تنطلق رؤيتنا من معطيات الواقع السياسي والتاريخي والديموغرافي لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا باعتبارها نواة العالم القديم وملعباً سياسياً للدول الكبرى في العالم الحديث.
فهي تقع على فالق الصراع بين قوى البر والبحر لذلك كانت دوما ً تدفع ثمن هذا الصراع فقراً واستتباعاً أو تقسيماً وحصاراً.
والموقع الجغرافي والثروات دفعت الاستعمار الى زرع كيان غريب فيها هو الكيان الصهيوني للمساهمة في ابقاء المنطقة تحت التهديد الدائم منذ حفر قناة السويس وحتى مشروع الطريق والحزام الصيني.
تحتاج هذه المنطقة الى حسم هويتها السياسية وتحديد مخاطر المشروع الغربي:
1ـ ان دعم وتقوية الكيان الصهيوني على حساب جميع دول المنطقة هو جزء من مسار أمريكي يهدف إلى تقسيم الدول المحيطة وافتعال حروب أهلية متوالدة لضمان بقاء التفوق النوعي الاقتصادي والسياسي والعسكري للكيان الغاصب.
2ـ لا بد من تعزيز موازين القوى لصالح أهل المنطقة بدل ان يكونوا احجار شطرنج في يد الدول الكبرى. وهنا يقع دور المقاومة في توفير قاطرة تمنع تفكك الدول والمجتمعات و تبني مساراً تشاركياً يوفر التوازن ويعطي الامل للشعوب في التنمية الاقتصادية والسياسية والفكرية.
3 ـ الحاجة إلى سياسة انفتاح بيني شاملة قائمة على العداء للاحتلال الصهيوني والهيمنة الغربية والتعاون بين الشعوب العربية والتركية والايرانية وبقية المكونات التاريخية المنطقة.