ويمكن تلخيص مشروع الدين لبناء المجتمع والفرد في 6 خطوات؛

الأولى: كشف الإنسان

أول ما يقوم به الدين هو كشف الإنسان؛ إن الإنسان إذا تناسى ذاته فيجهل الطريق والقيادة والهدف وينزل إلى مستوى الحيوان وبما أنه يعتبر هدفه الاصلي هو الرفاهية والحياة المادية فقط فيصبح كالجسد الميت الذي لاأثر للحق فيه.

من لا دين له لم يعرف البشر تماماً فيعتبره "حيواناً سابقاً" أو "كائناً يتبع شهواته" بينما الدين يعتبر البشر "خليفة الله" (البقرة / 30) و"نفخت فيه من روحي"(الحجر/29) و"أحسن الخلق"(المؤمنون / 14)، وأَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ(لقمان / 20).

الثانية: الخروج من الظلمات

مهمة الدين الأخرى هي إخراج الإنسان من الظلمات إلى النور فيجب على الإنسان أن يخرج من الظلمات والجهالة والفرقة والخرافة والشرك وما شاكل ذلك لقوله تعالى "يخرجهم من الظلمات إلى النور"(البقرة /257).

الثالثة: إحياء الحب

الدين يخلق عند الإنسان حب اللانهاية وبمساعدة الدين يغوص البشر في اللانهاية حتى يبلغ الصفاء من خلال التوبة والتضرع إلى الله.

الرابعة: التربية الفردية

مهمة الدين الرابعة هي تربية الإنسان من خلال التهذيب وتربية الصفات الحسنة والكمال الإنساني حتى بناء عنصر مفيد وإنسان حقيقي.

فإن العبادة هي مقدمة تهذيب النفس ويجب البدء بتربية المجتمع إنطلاقاً من تربية الفرد.

الخامسة: إنشاء مجتمع سليم

مهمة الدين الخامسة تتمثل في تقديم العناصر التي تم بناءها وخلق علاقات بين المؤمنين وبالتالي إنشاء حكومة إلهية في كل أبعدها.

السادسة: القيادة الجديرة للمجتمع

آخر مهمة لدي الدين هي إيداع مجتمع موجد إلي قائد جدير لينقذ الأمة من سلطة المفسدين والمسرفين والجاهلين والظالمين وأن يبعد المجتمع عن حب الدنيا والتبعية.

مقتطفات من كتاب "أصول العقيدة(التوحيد)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"