وأشار إلی ذلك، الأکادیمي وعالم الاجتماع الإیراني "الدكتور عماد أفروغ" في محاضرة له بعنوان "تضامن الحکام مع الفقراء من منظور الإمام علی (ع)" بحسب کتاب نهج البلاغة الذي یجمع خطابات الإمام (ع).

وقال إن الخطبة 209 من نهج البلاغة تتحدث عن ذلك وهي خطبة قصیرة ولکنها ذات مغزی کبیر.

وجاء في الخطبة: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ [الْحَقِ] الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ، كَيْلَا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ" أي أن مستوى معيشة الحكام المسلمين يجب أن يكون قريباً من الفقراء والمحتاجين حتى لا يفكر الناس في أعمال الشغب والتمرد.

وإن الفجوة بین الحکام والشعوب مهما توسعت تؤدي إلی عصیان وربما هذا کان من أسباب إختیار الإمام علي (ع) الحیاة البسیطة البعیدة عن أنواع التظاهر.

کما قال الإمام علي (ع) في الخطبة 224 من نهج البلاغة عن أخيه عقیل عندما طلب منه زیادة من بیت المال "وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ، حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً؛ وَ رَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ، غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ، كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ؛ وَ عَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَ كَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي، فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَ أَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي. فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا، فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَ كَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا؛ فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ، أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ، وَ تَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ، أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى؟".

طالما أن هناك لامبالاة وعدم اهتمام ببيت المال والعدالة، فلا يمكن اعتبار الحكومة حكومة علوية، فيجب الانتباه إلى الفجوات الطبقية في المجتمع وسدّ هذه الفجوات حتى نتمكن من أن نكون من أتباع الامام علي (ع).