ایکنا

IQNA

مقتطفات من نهج البلاغة / 3

الحکم الإلهي سبیل نحو تحقیق الأهداف العظیمة

14:08 - November 21, 2022
رمز الخبر: 3488669
طهران ـ إکنا: إن الحکومة من منظور الإمام علي(ع) لیست سوی أداة لتحقیق غایة رفیعة متمثلة في العدالة الإجتماعیة وأن هذا ما یمکن إستنباطه من تعالیم نهج البلاغة.

الحکم الإلهی سبیل نحو تحقیق الأهداف العظیمةوأشار إلی ذلك، الباحث الدیني وعالم الاجتماع الايراني "الدكتور عماد أفروغ" في محاضرة قدّمها حول نهج البلاغة وعرّف خلالها بفکر الإمام علی (ع).

وأشار إلی الخطبة الثالثة من نهج البلاغة التي أشار فیها الإمام(ع) إلی مشقات حیاة الدنیا وإهمال المسلمین لتعالیم رسول الله(ص).

والخطبة الثالثة من أكثر خطب نهج البلاغة شهرة حيث تحدث أمير المؤمنين (ع) من خلالها عن البرهة التي حكم فيها الخلفاء منتقداً وبشكل عام السلوك الذي انتهجوه، وموجهاً نقده المباشر للأسس التي قامت عليها خلافتهم. ثم تحدث عن هجوم الأمة لمبايعته مشيراً في الأثناء الى الناكثين والقاسطين والمارقين، ومبيناً السبب الذي دعاه لقبول الخلافة. 

وجاء في الخطبة "أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ [ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ] وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً".

وبهذه الرؤیة تجاه الدنیا یحذر الإمام علی (ع) الحکام من البطش وفرض الرأی الجائر علی الناس.

کما جاء في الخطبة الثالثة من نهج البلاغة "فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ، فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ".

وبحسب الخطبة فإن الحکومة لیست غایة الإمام علی بن أبی طالب (ع) ولم تکن لهکذلك ولم یری الإمام(ع) في الحکم إلا آلة وأداة یستخدمها لتحقیق غایات رفیعة في مقدمتها العدالة الإجتماعیة.

وقد جاء في الخطبة الثالثة من نهج البلاغة "أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَ قِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ".

ونستنتج من هذه الخطبة أن حكومة الامام علي(ع) تحظى بالمشروعية التي تجمع بين المقبولية والحقانية، وكان يمتلك الامام علي(ع) الحقانية والمشروعية لكنه عندما بايعه الناس تم تحقيق المقبولية لحكومته.فلهذا تضمّ المشروعية عنصرين هما الحقانية والمقبولية.

captcha