وكانت آسية بنت مزاحم زوجة فرعون ملك مصر الذي عايش سيدنا موسى (ع) وهي التي أنقذت موسى (ع) من النهر بعد أن وضعته أمه في النهر لتبعده عن جنود فرعون الذين كانوا يقتلون كل طفل يولد خوفاً من ولادة نبي يسلب فرعون عرشه.

ويعتقد بعض المفسرين والمؤرخين أن آسیة(زوجة فرعون) كانت من بني إسرائيل، والبعض يعتبرها عمة النبي موسى عليه السلام، كما أنه کان لها دور في نجاة موسى عليه السلام من نهر النيل، كما أنه جاء ذكرها في القرآن الكريم والروايات بالخير.

ولم يُذكر اسم آسية في القرآن الكريم ولكن يقول المفسرون إن المقصود من " امْرَأَتَ فِرْعَوْن" في الآية التاسعة من سورة "القصص" المباركة "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" هي آسية.

كما أن الآية 11 من سور التحريم تصنف آسية نقيضاً لزوجات لوط و نوح(عليهما السلام) " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ".

وآمنت آسية بالله تعالى وبنبيه موسى(عليه السلام)، فلم يتردد فرعون في قتلها عندما تأكد من إيمانها، وطلب منها فرعون أن تترك رب موسى ولكنها لم يقبل أن تكفر بالله، وبعدها أمر فرعون أن تُثبّت يداها ورجلاها بالمسامير، وتترك تحت أشعة الشمس الحارة، وبعد أن توضع فوق صدرها صخرة كبيرة. وفي تلك اللحظات الأخيرة دعت امرأة فرعون بهذا الدعاء: ﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ﴾.

وتصنف بعض الروايات آسية إلى جانب السيدة فاطمة (س) و السيدة خديجه (س) ضمن أفضل نساء العالم، كما روي عن رسول الله (ص) أنها من أفضل نساء أهل الجنّة مع خديجة بنت خويلد(س)، وفاطمة بنت محمد(ص)، ومريم بنت عمران(س).