ومن أهم الأسئلة حول مبدأ المعاد هو لماذا لايعاقب الله الإنسان على عمل قام به عاجلاً دون تأخير و يؤجل العقاب والثواب الى يوم القيامة؟ ألم يُحسن الاسراع؟
وفي الإجابة يجب القول إن الجزاء يجب أن يكون عملاً عقلانياً والعقل يحكم أن يُؤخذ في الاجزاء نتيجة العمل بعين الاعتبار وذلك لقوله تعالى "وَ نَكتُبُ ما قَدّموا و آثارَهُم"(يس / 12).
على سبيل المثال إن قام رجل بإطفاء الضوء في مكان إجتمع فيه الناس فهل يجب معاقبته؟ أليس من الجدير أن ننظر في الأمر بعد أن تتحقق نتائجه لنرى ما اذا كان فعله أدى الى نتائج سلبية أم إيجابية؟
وأحياناً يكتشف شخص دواءً أو يقوم بكتابة كتاب أو إنتاج فيلم فإن جازيناه على ما فعل ثم أدّى عمله الى نتائج سلبية نكون قد أخطأنا ولهذا من الحكمة أن ننتظر ونصبر لنرى كيف تكون النتائج؟
وفي هذا الصدد، يقول النبي محمد(ص): "مَن سَنّ سُنّة حَسَنة فلَه اَجرُ مَن عَمِل بها و مَن سَنّ سُنّة سَیّة فلَه وِزرُ مَن عَمِل بها".
لذلك فإن السبب الأول للقيامة هو "العدل الإلهي". أي: ثبت بثلاث مقدمات وجوب القيامة، وهذه المقدمات هي:
1 ـ هناك مجموعتان من الناس أمام أقوال وأوامر الله سبحانه وتعالى والأنبياء(عليهم السلام): مجموعة من المعارضين ومجموعة من المؤيدين.
2 ـ العالم ليس مكاناً للعقاب.
3 - إن الله عادل وقد ثبت عدله ببراهين عقلیة راسخة. لن يترك الله أفعال الناس بغير ثواب وعقاب.