وجرح الإمام علي ( عليه السلام) في فجر اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 هـ الموافق 661 للميلاد في مسجد الكوفة المعظم ليس بحدث آني مفاجئ إنما يمثل تياراً مستمراً على مرّ التأريخ الاجتماعي الإسلامي ممتد لغاية يومنا هذا.

وأدت سلسلة الأحداث الاجتماعية المتتالية بعد وفاة الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إضعاف القيم القرآنية وحتى محوها وإحياء بعض القيم الجاهلية.

يمكننا أن نذكر ما لا يقل عن 4 تیارات اجتماعية رئيسية في المجتمع الإسلامي في ذلك اليوم، والتي مهدت الطريق تدريجياً بعد وفاة الرسول(ص) لإزالة مكانة الإمام علي (ع) المعرفية والسياسية وأخيراً استشهاده.

والتيارات الأربعة هي كـ التالي:

التيار الأول: الناكثون(ناقضوا العهد)

وهم ممن يحبون المال ولديهم مطامع وينتهزون الفرص فهؤلاء بايعوا الإمام على (ع) ولكنهم عندما واجهوا عدله (ع) في تقسيم بيت المال نكثوا عهدهم.

الثاني: القاسطون(الجائرون بكفرهم)

شيّد معاويه بن أبي سفيان القصور في منافسة مع الروم وكان يبطش بالمخالفين ويعيش في تجمل وثراء وكان يمثل فئة القاسطين.

الثالث: المارقون(الخارجون)

يحمل أبناء هذه الفئة روح التعصب والجهل الخطيرين فعملوا على جمع قواهم في العراق وعرضوا قراءة تكفيرية من الدين الإسلامي فهؤلاء يعتبرون آباء داعش والسلفية.

الرابع: المنافقون

كان أتباع هذا التيار في الكوفة يحثون أتباع الإمام علي (ع) على مخالفته سراً وكانوا ينافقون في سلوكهم.