وكان سيدنا زكريا (ع) من أنبياء بني اسرائيل، وكان من كبار الربانيين الذين كانوا يخدمون في بيت المقدس، وكان يدعو الناس الى دين سيدنا موسى(ع).

وهناك اختلاف في نسب سيدنا زكريا(ع)، وقيل إنه من سبط لاوي بن یعقوب(ع) وأبوه هو برخيا بن عدو، كما يعتبر البعض نسبه الى سيدنا موسى(ع).

وكان والد سيدنا زكريا(ع) من كبار اليهود الذي كان يعيش في فلسطين. كان لزكريا(ع) كما لسائر الأنبياء والرسل(عليهم السلام) مهنةٌ يعملون فيها، وقد كانت مهنة زكريا(ع) النِّجارة؛ كانت زوجته "إليزابيث" وهي خالة السيدة مريم (عليها السلام).

وكان نبي الله زكريا عليه السلام قد تقدمت به السن وانتشر الشيب في رأسه وبلغ من الكبر عِتيّا، وكانت امرأته عاقراً لا تلد، وبعدما دعا زكريا عليه السلام ربّه أن يرزقه ولداً صالحاً تقيًاً بشره الله تبارك وتعالى بواسطة الملائكة وهو قائم في محراب المسجد يصلي لله تعالى "بيحيى" نبيًّا من الصالحين.

وقام النبي زكريا(ع) بكفالة السيدة مريم(عليها السلام) بعد ولادة السيد المسيح(ع)، ورفض الاتهامات التي وجهها رهبان اليهود الى السيدة مريم(س)، مؤكداً على طهارتها، ومع ذلك، حاول البعض لقتل سيدنا زكريا(ع).

ومات سيدنا زكريا عليه السلام قتلاً، حيث إنه قتل على يد أحد اليهود، وكان السبب في قتله أنه عندما شاع خبر حمل مريم(عليها السلام) في قوم بني إسرائيل اتهمها العديد من الناس في القوم بأنها من الزنادقة مع يوسف النجار الذي كان يتعبد معها في المحراب، والبعض الآخر اتهمها بسيدنا زكريا عليه السلام، وعندها اجتمع عليه القوم وأرادوا قتله، فأمسك به مجموعة من قوم بني إسرائيل ونشروه في المنشار.

وذكر اسم زكريا(ع) 7 مرات في القرآن الكريم وذلك في سور "مريم"، و"آل عمران"، و"الأنعام"، و"الأنبياء". ويؤمن المسيحيون كالمسلمين بنبوة زكريا(ع)، لكن اليهود ينكرون نبوته حيث قد جاء في إنجیل لوقا أن زكريا هو كاهن يهودي صالح يقوم باجراء الأحكام الالهية.

ويقال إن سيدنا زكريا(ع) عاش لمدة 115 سنة ودفن في  بيت القدس، رغم أن  هناك  قبراً في مدينة "حلب" السورية  يُنسب إليه.