النصر والهزيمة في الحياة من منظور القرآن
وجاء في الآية الـ140 من سورة "آل عمران" المباركة "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ؛".
وفقًا لتفسير "نمونة"(الأمثل) للمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي إن هذه الآية تشیر الى سنة من السنن الالهية وهي أن حياة الإنسان تمتزج بالنصر والهزيمة، ولا يكون أي منها دائماً.
وهناك نقطة مثيرة للاهتمام في نهاية هذه الآية وهي "وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الظَّالِمِینَ" وهكذا يقول لجميع المؤمنين وغير المؤمنين أن الله لن يدعم الظالمين أبداً.
وجاء في تفسير "النور" للمفسر القرآني الايراني "الشيخ محسن قرائتي" أن هذه الآية تعبر عن حقيقة، وهي أنه إذا خسر الإنسان حياته في سبيل الحق، فقد قُتل وجُرح أعداؤه أيضاً، وإذا لم تنتصر يوماً ما، فقد هزمت أعداؤك على جبهات أخرى؛ فلذلك على المرء أن يتحلى بالصبر في الشدائد.
وفق الآية الـ140 من سورة "آل عمران" المباركة، يجب أن يكون للمسلمين روح قوية وفق ما يلي:
الف: «أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ»
ب: «فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ»
ج: «تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها»
د: «وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا»
ه: «وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ»
و: «وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»
ما هم أهم تعاليم الآية:
1 ـ لا ينبغي أن يكون المسلمون أقل صبراً من الكفار.«فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ»
2 ـ الأحداث المرة والحلوة في الحياة ليست دائمة.«تِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ»
3 ـ في الحرب وتقلبات الحياة ، يُعرف المؤمنون من أولئك الذين يدّعون بالإيمان.«لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا»
4 ـ اتخذ الله منكم دليلاً على أن عصيان القيادة يؤدي إلى الهزيمة. «وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ»
5 ـ النصر المؤقت للكفار ليس علامة على محبة الله لهم.«اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»
6 ـ يمكن تحقيق الأحداث التاريخية بمشيئة الله. «نُداوِلُها»
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
