ومن الأسباب التي جعلت الأقوام يقاومون دعوات الأنبياء (عليهم السلام) على مرّ التاريخ هي صفتا العصبية والعناد.
والعصبية تعني التمسك بشيء دون أن يستند إلى منطق والعناد يعني الإصرار على أمر لا عقل يبرره ولا منطق.
وأشار القرآن الكريم إلى هاتين الصفتين المضللتين في الآية السابعة من سورة "نوح" المباركة " وَانِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا اصَابِعَهُمْ فِى آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَاصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارا".
والعقل والمنطق يمكنهما قيادة الإنسان نحو الأهداف التي تنسجم مع الطبيعة أما المتعصب العنيد لايتبع المنطق والعقل وبالتالي يخسر كل ما يملك.
وقال الله تعالى في الآية 23 من سورة "الزخرف" المباركة " وَكَذَلِكَ مَا ارْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ الّا قَالَ مُتْرَفُوهَا انَّا وَجَدْنَا آبَائَنَا عَلَى امَّةٍ وَانَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُون" وهي آية تشير إلى الذين يتبعون الأولين دون التفكر والتدبر.
وقال الله سبحانه وتعالى في التعصب الذي يضلل الإنسان المتعصب "وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْاعْجَمِينَ* فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِين"(الشعراء / 198 – 199).