ایکنا

IQNA

باحث لبناني لـ"إکنا":

رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة

11:02 - June 26, 2023
رمز الخبر: 3491686
بيروت ـ إكنا: صرّح عالم الدين اللبناني والباحث في الدراسات القرآنية "لبنان حسين الزين" أنّ الغرب يبذل جهوداً ويرصد طاقات ماليّة وبشريّة ضخمة لدراسة القرآن الكريم وعلومه ضمن أعمال جماعيّة وفرديّة، ويثير إشكاليّات جديدة حول القرآن بحيث تتطلّب جهوداً كبيرةً في رصدها ونقدها وتفنيدها. 
رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامةوأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً  مع الباحث اللبناني والعالم الديني "لبنان حسين الزين".

بدايةً عرّف عن نفسه قائلاً:  "أنا لبنان حسين الزين مواليد بيروت عام 1981 م. انتقلت إلى الجنوب وبدأت دراستي الابتدائيّة هناك، ثمّ عدّت إلى بيروت، وأكملت فيها دراستي المتوسّطة ثمّ الثانويّة، ثمّ الجامعيّة في اختصاص الرياضيات، ثمّ بدات دراستي الحوزويّة بموازاة دراستي الجامعيّة، فبدأت دراسة المقدّمات في حوزة الرسول الأكرم (ص) (جامعة المصطفى (ص) العالمية حالياً، وتابعت فيها دراسة السطوح، حتى تخرّجت منها في اختصاص ماجستير الفقه والأصول، ثمّ انتسبت إلى اختصاص التفسير وعلوم القرآن وأنجزت دراسة الماجستير فيه، كما أنجزت دراسة ماجستير الفلسفة في جامعة آزاد الإسلاميّة".

وأضاف: "بعد ذلك انتسبت إلى حوزة الإمام العسكري (ع) لدراسة بحث الخارج في الفقه والأصول وحضرت درس الخارج لمدّة 7 سنوات متتالية، كما التحقت بمرحلة الدكتوراه في جامعة المصطفى (ص) العالمية في اختصاص التفسير وأتممت دراستها وإعداد أطروحتها بعنوان "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم بين النظريّة والتطبيق ـ دراسة في الاتّجاهات المطروحة وآفاق التطوير المنهجي".

وقال "لبنان حسين الزين": "كانت بدايتي مع القرآن الكريم، من خلال تعلّم تجويد القرآن وفق قراءة حفص عن عاصم في مسجد ضمن محلّ سكني في بيروت، ومن ثمّ خضعت لدورة مكثّفة في تعليم التجويد، وبعدها درَّست تجويد القرآن لدورات عدّة بمستويات عمريّة مختلفة، كما خضعت لدورة تدريبيّة على قراءة ورش عن نافع، وعملت على حفظ القرآن حفظاً موضوعيّاً، كما حفظت ما يقارب 18 جزءًا منه ترتيبيًّا. ثمّ انتسبت إلى اختصاص التفسير، ودرست فيه خلال 4 سنوات مواد مختلفة في التفسير وعلوم القرآن والدراسات القرآنيّة المعمّقة".

وتابع الدكتور "لبنان حسين الزين"  حديثه: "من بعد ذلك بدأت بتدريس المواد القرآنيّة (علوم القرآن/ تفسير ترتيبي/ تفسير موضوعي/ مناهج التفسير واتّجاهاته/ ...) في جامعة المصطفى (ص)، ومعاهد سيدة نساء العالمين (ع) وغيرهما من المؤسّسات التعليميّة المتخصّصة؛ ما أكسبني خبرة استفدت منها في تأليف المتون التدريسيّة القرآنيّة؛ فألّفت كتب عدّة في هذا المجال لكلّ من جمعيّة المعارف الإسلاميّة في بيروت، والعتبة الحسينيّة في كربلاء المقدّسة، كما كتبت عدداً كبيراً من المقالات والأبحاث القرآنيّة في مجلات وكتب مشتركة مع باحثين آخرين، ونشرتها في مجلات وكتب عدّة؛ كمجلة الحياة الطيّبة، ومجلة المنهاج، ومجلة نجاة، ومجلة القرآن والاستشراق المعاصر، وبعض المواقع الإلكترونيّة".

وبيّن الباحث اللبناني في الدراسات الدينية: "عملت على التخطيط للبرامج والمتون الدراسيّة والأنشطة البحثيّة القرآنيّة وأبحاث ورسائل التخرّج في مؤسّسات تعليميّة وبحثيّة عدّة؛ كجامعة المصطفى (ص) العالمية في بيروت؛ فكنت عضواً ضمن لجنة القرآن والحديث، ومعهد سيّدة نساء العالمين (ع)، والعتبة العبّاسيّة المقدّسة؛ حيث عملت مع بعض الأخوة على تأسيس قسم "القرآن في الدراسات الغربيّة المعاصر"، وأسسنا مجلة متخصّصة تُعنى بالدراسات الغربيّة للقرآن؛ فكنت رئيس تحريرها، وكذلك أصدرنا سلسلة من الكتب التي تتناول نقد الطروحات الغربية المعاصرة للقرآن، وأقمنا مجموعة من المؤتمرات والندوات في هذا المجال أيضاً".  
رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة
وقد كانت تجربتي هذه مع القرآن؛ لشعوري بالنقص الحاصل في البيئة المعرفيّة والعلميّة الإسلاميّة عموماً واللبنانيّة خصوصاً في مجال القرآن والدراسات القرآنيّة، فوفّقني الله تعالى لأن أكون من خَدَمِة القرآن الكريم؛ تدريساً وبحثاً. 

وفي معرض ردّه على سؤال حول مؤلفاته في مجال إختصاصه؟ أجاب الدكتور "لبنان حسين الزين": "عملت تدريساً وبحثاً على التفسير وعلوم القرآن والدراسات القرآنيّة؛ فدرّست وألّفت كتباً وأبحاثاً في التفسير الترتيبي، والتفسير الموضوعي، وعلوم القرآن، وأصول التفسير وضوابطه، والمناهج والاتّجاهات التفسيريّة، والدراسات النقديّة لطروحات المستشرقين حول القرآن".

وأضاف: "من الكتب التي عملت على تأليفها هي "دروس في علوم القرآن الكريم"، و"هدى القرآن"، و"أساسيّات علم التفسير"، و"التفسير التربويّ الميسّر"، و"بيّنات في معرفة القرآن"، و"مفردات غريب القرآن الكريم"، و"قصص الأنبياء (ع) في القرآن الكريم"، و"تفسير القرآن الكريم؛ أصوله وضوابطه"، و"تفسير القرآن الكريم؛ مناهجه واتّجاهاته"، و"عبرة لأولي الألباب"، و"دروس في تفسير القرآن الكريم"، و"الإنسان في فكر العلامة الطباطبائي (قده)"، و"المجتمع في فكر العلامة الطباطبائي (قده)".

 وعندما سئل عن ما  توصّل إليه من خلال اجتهاده؟ كان جواب الدكتور "لبنان حسين الزين": "اكتشفت خلال التدريس والبحث مجالات للبحث التفسيريّ والدراسات القرآنيّة لم تُبحَث أو لم تُعطَ حقّها من البحث. ومثال على ذلك: البحث الموضوعي النظري؛ حيث نجد أنّ غالبيّة النتاج البحثي الموضوعي هو في الجانب التطبيقي، وقليلاً ما نجد نتاجات بحثيّة نظريّة في التفسير الموضوعي، ولاسيما في الساحة الشيعيّة؛ فضلاً عن أنّ الموجود منها لم يتناول التفسير الموضوعي نظريّاً بشكل واف وكاف لجهة نشأته وتاريخه ومراحل تطوّره، وخصائصه، ودوافع البحث فيه، وأهدافه وفوائده، ومصادره، واتّجاهاته وأطروحاته، وأنماطه المختلفة وخطواتها المنهجيّة، ومصنّفاته، و..".
 
وتابع الدكتور لبنان حسين الزين: "كما أنّ البحث في بعض أنماط التفسير الموضوعي (كالأدوات والصِيَغ التفسيريّة، والمصطلح، و...) يحتاج إلى مزيد بحث على المستويين النظري والتطبيقي؛ بما لا نجده في أنماط أخرى؛ كالبحث الموضوعي في الموضوع، والبحث الموضوعي في السورة".

وقال: "من المجالات التي يلزم العمل عليها حالياً: دراسات الغرب للقرآن الكريم. فبعد عملي على تأسيس قسم القرآن في الدراسات الغربيّة المعاصرة مع جمع من الإخوة في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية (التابع للعتبة العبّاسيّة) وجدنا أنّ الغرب يبذل جهوداً ويرصد طاقات ماليّة وبشريّة ضخمة لدراسة القرآن الكريم وعلومه ضمن أعمال جماعيّة وفرديّة، ويثير إشكاليّات جديدة حول القرآن، بحيث تتطلّب جهوداً كبيرةً في رصدها ونقدها وتفنيدها". 
 
وفي الختام  قدم الدكتور "لبنان حسين الزين" نصيحة لطلاب العلوم القرآنية قائلاً فيها: "أنصح طلاب العلوم الدينيّة عموماً بأنّ يدرسوا تفسير القرآن الكريم وعلومه؛ لأنّ بيان الحكم الشرعي والقيم الأخلاقيّة والعقائد والتاريخ والسير والقيم النفسيّة والاجتماعيّة وغيرها لايمكن تكوين تصوّر سليم وصحيح عنها من دون الرجوع إلى القرآن الكريم، ولا فهم القرآن من دون التمكّن من العلوم التي تساعد على ذلك؛ وعلى رأسها علم التفسير وعلوم القرآن".

كما أنصح طلاب العلوم القرآنيّة خصوصاً؛ بالتخصّص البحثيّ في مجال من مجالات التفسير والعلوم القرآنيّة؛ من أجل سدّ ثغرات كثيرة في مجال العلوم القرآنيّة لم تُعطَ حقّها من البحث. 

وأنصح كلّ إنسان أن يُقبِل على القرآن الكريم؛ بجوارحه وعقله وقلبه، ويجعل القرآن دليلاً له في حياته، ونوراً يخلّصه من أسر الظلمات، ويتوقّع من القرآن أن يستجيب لإحتياجاته ومتطلّباته.
 
ومن هنا يلزم على العلماء والباحثين أن يقرّبوا القرآن الكريم إلى الناس، ويجعلونه يستجيب لواقعهم، حتّى يُقبَل الناس عليه، ويُعرضون عن الرجوع إلى غيره، فلا يقعون في الانحراف عن جادة الحقّ.
رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة

رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة

رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة
 
رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة
 
رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة
 
رصد دراسات الغرب للقرآن وعلومه ونقدها ضرورة هامة

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

captcha