والحج من فروع الدین ومن الأحکام التي کانت قبل الإسلام ولکن الدین الإسلامي قام بتصحیح فریضة الحج وتنقیتها من الأعمال السابقة التي کانت تحطّ من شأن مقام الکعبة.
وشرح القرآن الکریم أحکام الحج علی سبیل المثال قال الله تعالی في الآیة 29 من سورة الحج المبارکة " ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ".
وهناك من یقوم بأداء فریضة الحج حباً بالدنیا بینما یؤکد القرآن الکریم في الآیتین 201 و202 من سورة البقرة المبارکة بأن الحج یحمل خیراً للدنیا والآخرة.
وقد یتساءل البعض عن السبب وراء شرح القرآن الکریم لتأریخ بناء الکعبة ودور نبی الله إبراهیم (ع) فیه والمهم هنا أن دور النبي إبراهیم (ع) یظهر أهمیة المسیرة التي مرت عبرها الکعبة لتتوصل إلی ما هي علیه الآن.
وإذا كان القرآن يصف تاريخ الحج ويقول إننا قمنا بابتلاء سيدنا إبراهيم(عليه السلام) فهذا يدل على عظمة مكانة إبراهيم(ع). لذلك فإن أفضل مكان للصلاة في مكة المكرمة هو خلف مقام سيدنا إبراهيم(ع)، وهذا بسبب الجهود التي بذلها في طريقه لبناء الكعبة المشرفة حيث قام إبراهيم عليه السلام بأخذ زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى أرضٍ بعيدة، هي أرض مكة التي لم يزرها من قبل، وبعد أيامٍ طويلة من المسير وصلوا لأرضٍ جرداء قاحلة ليس فيها إلا الرمال.
وهناك حکم وفوائد مادية كثيرة في الحج كما جاء في الآية الـ97 من سورة "ابراهيم" المباركة "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ".
مقتطفات من حوار الباحث الايراني في الشؤون الدينية "الشيخ حسين مهدوي دامغاني" مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية