وبداية عرّف الرادود "هادي محمد باقر حجازي" عن نفسه قائلاً: "أنا ابن بلدة عيترون (جنوب لبنان) مواليد 1995م، نشأت وترعرت وسط بيئة محافظة ومتدينة، والدي الشيخ "محمد" أستاذ حوزوي وإمام مسجد، ووالدتي مدرّسة حوزوية وقارئة عزاء، على المستوى العلمي أنا حائز على إجازة في الاعلام وإجازة في تكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى ماجستير في إدارة الموارد البشرية، فضلاً عن دراستي الحوزوية، تأثرت منذ الصغر بالقضية الحسينية حيث لعبت والدتي دوراً تشجيعياً لتعلم العزاء واللطم، ولها الفضل عليّ بعد الله في شق طريقي في الخدمة الحسينية منذ 11 سنة.
وفي السؤال عن وصف علاقة الرادود "هادي حجازي" بخدمة الإمام الحسين (ع)؟ قال: "علاقتنا مع الإمام الحسين (ع) لاتقتصر على أنه الامام الثالث ومفترض الطاعة فحسب، بل هناك علاقة وجدانية مميزة مبنية على العَبرة والعِبرة في كل ما جرى معه، فهو قبلة الأحرار في العالم وسيد شهداء الجنة، وقدم لنا مدرسة في كربلاء ليس لها مثيل، من تضحية وجهاد لحفظ الإسلام، لذلك عندما نذكر الحسين (ع) نشعر بالحزن والغصة في القلب، وهذا ما روي عن رسول الله(ص) "اِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَیْنِ علیه السّلام حَرارَةً فى قُلُوبِ الْمُؤ منینَ لا تَبْرُدُ اَبَداً".
وتابع الرادود "هادي حجازي" الإجابة عن الدافع الذي جعله يشق طريقه الحسيني؟ قائلاً: "من الأمور البديهية هي أن يسعى المحبُ دائماً للتقرب من حبيبه وخدمته، كيف وإذا كان هذا الحبيب هو سيد الشهداء(ع)، نعم فالدافع الأساسي هنا هو حب الحسين(ع) وخدمته وكسب رضا أمه وجده فضلاً عن رضا ربه، فحب الحسين (ع) هو حبّ الله عز وجل، وأن توفق لهذه الخدمة أمرٌ ليس سهلاً ولا يعتمد على الصوت الحسن فحسب، بل هو توفيق الهي لا يناله الا ذو حظ عظيم".
وفي الإجابة عن لغة الشعور وتنقلها بين الارواح عندما يسافر الرادود للعديد من البلدان كيف يفكر وهو يحمل هذه الامانة الصعبة؟ أجاب "هادي حجازي": في الواقع أن أمانة خدمة منبر الحسين(ع) تحتم علينا مسؤوليات كبيرة، خاصة في ظل التحديات التي نواجهها في يومنا هذا من معوقات وطمس وتضليل للقضية الحسينية التي يشنها الغرب علينا، فالعالم أدرك أن سرّ انتصارتنا هو الحسين(ع)، وهذا ما رأيته في زيارتي لمدينة "كوتونو" في افريقيا عام 2019م، واحياء عاشوراء عندهم، فالجميع هناك يعشق الحسين (ع) ويدركون هذه المعاني ويتفاعلون معها كل على طريقته وحسب فهمه ومعرفته.
وعندما سئل الرادود "هادي حجازي" عن وجه الإختلاف بين الراواديد السابقين من الحاضرين؟ قال: "نعم يوجد اختلاف من حيث الأسلوب والأداء، فالأطوار تطورت كثيراُ واستحدثت وأخذت لوناً حماسياً في كثير من الأحيان، حتى الأسلوب الذي تُقَدم به القصيدة الحسينية اختلف خاصة بعد دخول القصيدة عالم الأستديو، وأبرز مثال على ذلك أداء الرادود العراقي الكبير "حمزة الزغير" في السابق وأداء الملا "باسم الكربلائي" حالياً، هذا إن دل على شيء يدل على أن القضية الحسينية في تطورٍ وتجديدٍ مستمر، وكلا الاسلوبين لهما رونقهما الخاص.
وفي الختام صرّح الرادود "هادي حجازي" عن قدوته من بين رواديد لبنان والعراق وايران قائلاً: "كما هو معروف هناك مدارس في اللطم عديدة، أبرزها العراقية والبحرينية والإيرانية وحديثاً اللبنانية، على المستوى المحلي اللبناني برز العديد من الأسماء المميزة والتي وصلت للعالمية، وجميعهم اصدقائي ولكن من باب الإنصاف أرى أن الرادود "حسين خير الدين" اكثرهم تميزاً، أما على الساحة الإيرانية أرى الرادود "مهدي رسولي" يشكل حالة ايمانية وجدانية يأسر بها الشباب حول العالم، أما على الساحة العراقية فأعتبرها الأكثر تميزاً في العالم والجميع هناك رواديد يملكون حناجر حسينية قل نظيرها، من مدرسة اللطم "باسم الكربلائي" مروراً بـ"قحطان البديري" وصولاً لـ"محمد الجنامي" و"حيدر البياتي" وغيرهم الكثير، أما على الصعيد الشخصي أعتبر الرادود السعودي "محمد بوجبارة" قدوتي في عالم اللطم، وذلك بما يملك من صوت شجي واخلاقيات عالية وأداء يأسر به المستمع ويأخذه الى كربلاء ليعيش لوعة المصاب بكل أحاسيسه، في نهاية المطاف أقول أن لكل وردة شذاها وأن لكل رادود أسلوبه الخاص الذي يميزه عن الآخر ويتفاعل معه المعزين، وإن جميعهم لهم فضلٌ علينا في نشر التشيع والقضية الحسينية، سائلين الله عز وجل دوام التوفيق لجميع خدمة الحسين(ع) من رواديد وشعراء وخطباء واصحاب مواكب وكل من يبذل القليل محبة بالحسين(ع).