وأشار إلى ذلك، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، "الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي" في الندوة الدولية الإلكترونية التي نظمتها وكالة الأنباء القرآنية الدولية "إكنا"، اليوم الثلاثاء 1 أغسطس / آب 2023، تحت عنوان "أهم خطوات منع تكرار تدنيس المصحف من منظور الأكاديميين" وتحت شعار "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ"، وذلك تنديداً بإحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد والدنمارك.
وقال على محيي الدين القره داغي: "يشرفني أن أكون معكم في الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية التي لم ينجو أي مقدس من مقدساتنا من محاولة الإهانة أو بالأحرى أقول إهانة المقدسات لأن المقدسات مقدسة ولا يمكن أن تدنّس بهذه الإهانات".
وأضاف أن "هذه الإهانات موجهة إلى المسلمين الذين يبلغ عددهم اليوم قريباً من ملياري مسلم والإشكالية حقيقة فينا قبل أن أوجه اللوم الشديد لهؤلاء الصهاينة والمعتدين والعملاء، أوجه نقدي إلى أنفسنا كما قال رب العالمين "قل هو من عند أنفسكم".
وأردف مبيناً "لو كانت هذه الأمة بدولها التي تصل إلى قريب من 60 دولة وبهذه الأعداد لو كان لنا مواقف كبيرة ومتحدة ومتفقة أو متفقاً عليها ما كان هؤلاء الأعداء يستطيعون النيل من مقدساتنا".
واستطرد الشيخ القره داغي قائلاً: "هم بدؤوا قبل ذلك بالنيل من الحبيب مصطفي (ص) من خلال الرسوم المسيئة ثم بعد ذلك بحرق القرآن الكريم في السويد ثم بعد ذلك بحرق القرآن الكريم في الدنمارك ولا أعتقد أن تتوقف هذه الأمور" مؤكداً "نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكذلك في الأزهر الشريف طالبنا بمقاطعة دبلوماسية ومقاطعة اقتصادية وليس بالضرورة مباشرة بل بالتهديد بهاتين المقاطعتين ولكنه تهديد يكون تهديداً حقيقياً لأن ذلك سوف يؤثر لو علموا أننا نقاطعهم فعلاً سوف يتأثرون بذلك".
وأكد الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين "حق المقاطعة من الناحية الشرعية هو حق مشروع ومكفول ومن الناحية الإسلامية والأممية أيضاً ونحن اليوم نرى الدول الكبرى مثل أمريكا تقوم بالمقاطعة بل تقوم بالحصار على دولنا الإسلامية واحدة تلو الأخرى".
وأعاد مطالبته الدول والشعوب الإسلامية بمقاطعة حقيقية لدولتي السويد والدنمارك قائلاً "يجب علينا نحن المسلمين أن نبدأ بهذه المقاطعة الشعبية وندعو الحكومات الإسلامية جميعها بأن تكون هناك مواقف مشرفة بهذا المجال والحمد لله هناك مواقف لبعض الدول ويجب أن تشمل هذه المواقف المشرفة لجميع دولنا الإسلامية وحينئذ تكون المقاطعة الاقتصادية والشعبية والدولية.
وأشار إلى أبرز المقاطعات التي أثرت كثيراً في الدول الغربية قائلاً "كان للهند في عصر "غاندي" كان لهم دور كبير بالمقاطعة الاقتصادية وكان لذلك تأثير اقتصادي كبير جداً لرفع الاحتلال".
وأضاف "كذلك العام 1921 قاطع الشعب المصري العظيم حينما اعتقل الزعيم "سعد زغلول" وكذلك سحبوا أرصدتهم من البنوك البريطانية إلى أن أفرج عن "سعد زغلول" زعيم الشعب في ذلك الوقت".
وقال إن هناك مقاطعات ظالمة أيضاً كانت في العصر الجاهلي موضحاً "المقاطعة كانت موجودة في العصر الجاهلي حيث قاطعوا الرسول (ص) وحاصروه في شعب أبي طالب 3 سنوات إلى أن ألغي هذا الحصار وألغيت هذه المحاصرة وكانت هذه أول مقاطعة ظالمة".
وأكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "لذلك أرى أن نحن المسلمون بما أن الرسول (ص) يجمعنا ولا أحد من المسلمين لا يحترم الرسول (ص) أبداً ولا يمكن لأحد من المسلمين ألا يقدّس القرآن الكريم وهكذا بقية مقدساتنا علينا بالمقاطعة".
وقال "ربما إذا تجاوزنا ذلك، هناك مقدس آخر الذي يُنتهك جهاراً ونهاراً وهو مقدسنا قبلتنا الأولى وهو القدس الشريف وكذلك تمزيق القرآن الكريم في مساجد فلسطين والانتهاكات التي يقوم بها هؤلاء المستوطنون الصهاينة ونحن نشاهده مع الأسف الشديد".
وأردف قائلاً "لذلك علينا أن نأخذ خطوات عملية لهذه المقاطعة التي يجب أن تكون أولاً مقاطعة شاملة بيعاً وشراء وسحب أرصدة سواء من قبل الدول أو من قبل الشعوب من كل بنك ينتمي إلى هذه الدول التي تشجّع على انتهاك مقدساتنا".
وحول موقف الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين من الإساءة للمصحف الشريف قال "نحن في الاتحاد طالبنا بمقاطعة عادلة ونقصد بالمقاطعة العادلة أن أي شركة من شركات السويد أو الدنمارك أو فرنسا أو أي مكان إذا أعلنت تبرأتها من هذه المسائل ولم تؤيد الحكومة في هذا المجال فحينئذ "لا تزر وازرة وزر أخرى" مؤكداً أنه يرى هذه المقاطعة ضرورية.
وأوضح الشيخ الدكتور القره داغي إن "هذه ثورة مطلوبة شرعاً ولكن وفق خط مدروس وخطة شاملة ومهمتنا نحن المسلمين بصورة عامة والعرب بصورة خاصة.
سيد ياسر موسوي