
والوسطية من صفات القرآن الكريم والإفراط والتفريط هما مخالفان للوسطية وإن الإفراط يعني التجاوز على حد فعل ما بسبب الاكثار فيه والتفريط يعني الإنقاص منه.
ويجلب كل إفراط التفريط أيضاً فإذا أفرط شخص ما في تناول الطعام أو التدخين، فإنه ينتقص في مجال الصحة.
ولكن ما معنى خلو القرآن الكريم من الإفراط والتفريط؟
كل من قرأ القرآن الكريم ولو مرة في حياته لوجد فيه الكثير من الأحكام الشرعية وهي الآيات المحكمات التي تُكلّف المسلم بفعل بعض الأمور واجتناب البعض الآخر وقال تعالى في إحدى الآيات التكليفية "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" وفي الآية الكريمة أحلّ الله البيع وحرّم الربا ليضمن الوسطية عند المسلمين.
وقال الإمام علي (ع) في الخطبة الـ18 من نهج البلاغة مستشهداً بالقرآن "وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ "ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ" وَ فِيهِ [تِبْيَانُ كُلِ] تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، وَ ذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ أَنَّهُ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ "وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً"، وَ إِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ وَ لَا تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ وَ لَا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلَّا بِهِ".
وهناك من حرّم في وقتنا هذا أكل اللحوم وهذا مخالف للقرآن الكريم لقوله تعالى "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ".
وهناك من حرّم الزواج في المجتمعات المعاصرة بينما أمر الله تعالى بالنكاح فقال تعالى "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ"(النور / 32).
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: