نحن عادة نصف كل من يحمل نوايا طيبة تجاه الآخرين ولايؤذيهم ولايميّز بين البشر ولا يفرق بينهم بالـ"عادل" ونعتبر هذه الصفات الكمالية عدلاً ونشيد بها ونهيب صاحبها.
وفي سيرة سيدنا موسى (ع) نجد أنه خرج إلى ميقات ربّه 30 يوماً وبعد أن أتمها الله عليه بـ 10، عاد جزء من القوم إلى عبادة العجل وخرجوا عن دين النبي موسى(ع).
وبعد أن عاد موسى(ع) ووجد القوم خارجين عن دينه عاقب هارون أخيه لأنه جعله خلفاً له في غيابه فقال له "وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"(الأعراف / 150).
والدرس في هذه القصة هي أن موسى (ع) لم يأخذ العلاقة بينه وبين هارون أخيه بعين الاعتبار بل عامله كما لو كان غيره بهذا الدور.
وهذا الفعل الذي قام به سيدنا موسى (ع) كان له جانب تربوي، حتى يدرك المعاندون عمق خطأ عملهم وقبح أفعالهم، ويعودوا من عبادة العجل إلى عبادة الله.
وأظهر هذا العمل لسیدنا موسى(ع) أنه في طريق الحق، لا يهمّه ما إذا كان المذنب من أقاربه أم لا، وحتى لو ارتكب أخوه جريمة، فسوف يعاقبه، لذلك، عندما ثبتت براءة الأخ وأبدى هارون تصرفه المعقول، طلب موسى(ع) المغفرة لنفسه ولأخيه.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: