وقال الإمام علي (ع) بعد ضربه قاتله بالسيف، لابنيه الحسن والحسين (ع) "اُوصِیكُما بِتَقوَى اللّه". ثم قال لهما (ع) " ألاَّ تَبغِیا الدّنیا واِن بَغَتْكما ولاتَأسَفا على شىءٍ مِنها زُوِىَ عَنكما"، وبعد ذلك قال: "وقولا بالحقّ و اعمَلا لِلأجر".
وتوصياته لهما (ع) " وكُونا لِلظّالِم خَصماً ولِلمَظلومِ عَوناً"(تعبّر هاتان العبارتان عن نوع التفاعل السياسي والاجتماعي والعسكري والاقتصادي مع القوي والمظلوم).
ومن وصاياه (ع) "اُوصِیكُما وَ جَمیع وَلَدى واَهلِى ومَن بَلَغهُ كِتابى بِتَقوَى اللّهِ ونَظمِ أمرِكم" حيث يخاطب الامام(ع) جميع شعوب العالم، كما روي عن النبي محمد(ص): "أنا وعلي أبوا هذه الأمة".
ومن الملفت أن يوصي (ع) بالنظم والتقوى معاً وهذا يعني أن الإمتثال لحق الناس واجب كما يمتثل الإنسان لحق الله في التقوى، فعليه أن يكون شديد الالتزام بالوعود والعقود.
ومن وصايا الإمام علي (ع) التي يحتذى بها "و صَلاحِ ذاتِ بَینِكُم"، و يستشهد (ع) بحديث للنبي الأكرم (ص) حيث يقول: «وإني سمعتُ جدكما (ص) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام».
ثم أمر الإمام(ع) بكلمات وعبارات جميلة الجميع بحفظ حقوق الأيتام والجيران والاهتمام بالقرآن والصلاة والحج والجهاد والعلاقات الطيبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبعد ذلك أوصى الامام علي(ع) بالتحلي بالعدالة في القضاء وقال عن قاتله لإبنه الامام الحسن(ع)": "إرفق يا ولدي بأسيرك القاتل، وارحمه وأحسن إليه واشفق عليه، بحقي عليك اطعمه يا بني مما تأكله! واسقه مما تشرب! ولا تقيد له قدماً ولا تغل له يداً! فإن أنا مت فاقتص منه، بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة، ولا تحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت جدك رسول الله يقول: "إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور".
مأخوذ من كتاب "أصول العقائد الاسلامية(المعاد)" بقلم المفسر الايراني للقرآن "الشيخ محسن قرائتي"