فيما يلي مقتطفات من المحاضرة الثالثة من سلسلة محاضرات "السید محمد علي بحرالعلوم" حول "مسيرة الأربعين؛ رمز قوة الأمة الإسلامیة" التي تتعلق هذه الحلقة من المحاضرة بمحبة الحسين(ع) التي تسود مسيرة الأبعين الحسيني:
"هناك روايات كثيرة في الحثّ على زيارة الامام الحسين(ع)، وما أحلى زيارة الحسين(ع) عندما تكون في هذه الأيام التي هي أيام المواساة ومشاركة الحزن مع رسول الله(ص) أهل بيته(عليهم السلام).
زيارة الحسين(ع) لها آثار كبيرة وعظمية جداً منها تذهيب النفس وتربيتها.
وعندما يعيش الانسان هذه المسافة الطويلة خصوصاً الذي يمشي الى زيارة الحسين(ع) في هذه الأيام التي یکون الزائرون بأعداد كبيرة جداً يعانون فيها أحياناً من قلة الماء، والظروف الصعبة وحرارة الجو، فلذلك يجب أن يمثل سلوك الزائر وتعامله مع الآخرين سلوك زائر سيد الشهداء(ع).
هدف الجميع في طريق كربلاء واحد وهو زيارة الحسين(ع) والحصول على مرضاة الله سبحانه وتعالى من خلال الحسين(ع)، فلذلك الكل يعين بعضهم البعض من أجل الوصول الى هذا الهدف والمقصد، فلذلك تجد أمثلة وحالات كثيرة من التعاون، والايثار، والمحبة، والتواضع، والرفق، والتعاطف، وهذه المظاهر كلها لانراها الا في طريق الحسين(ع) لأن الجميع قد وضعوا نصب أعينهم هذا الهدف المقدس ويتعاون الجميع لكي يصلوا الى الهدف.
الذين يخدمون في المضايف والمواكب الحسينية هدفهم خدمة زوار الامام الحسين(ع) كي يصل الزائر الى هدفه وهو زيارة الحسين(ع).
وفي هذا الطريق نرى أجمل صور وهي تعايش الناس مع بعضهم البعض، لكن المحبة التي تسود هذا الطريق وهذه الصور التي لانجدها في مكان آخر تدلّ على أن حبّ الحسين(ع) يرفع الحدود القلبية والفواصل التي تكون بين الاشخاص.
وهذا الحبّ يوحّد الجميع نحو هدف واحد، ولذلك نجد صوراً من الاخلاق السامية والتعايش السلمي الذي يكون بين الزائرين لأن حبّ الحسين(ع) قد وحّد قلوبهم ومقاصدهم وأهدافهم وبرزت أجمل صور من الأخلاق الحميدة، والايثار، والتعاون، والتعاطف، والمحبة، والرفق في هذه المسيرة.
حبّ الحسين(ع) وحّد الجميع وجعل قلوب الجميع متحدة لتحقيق هدف واحد وهو الحصول على رضا الحسين(ع).
المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق...