وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، "الإعلامية ريما فارس" حواراً مع مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية الفلسطينية في لبنان "عبدالله الدنان".
بدايةً عندما سئل "عبدالله الدنان" عن كيفية تخطيط كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لعملية "طوفان الأقصى" وتقييمه لهذه العملية والفشل الاستخباراتي للكيان الصهيوني؟ أجاب: "من الصعب الإجابة على هذا السؤال لكن نستطيع القول إنهم خططوا لهذه العملية الأمنية العسكرية بسرية تامة وبتقنية ومهنية عالية بعيداً عن الضوضاء الإعلامي والخطابات، ولاشك أنها قيادة تستحق الإحترام و تستحق أن تكون قيادة للشعب الفلسطيني".
وأضاف أن التخطيط كان دقيقاً في كل خطوة قام بها المقاومون من نقطة إجتيازهم للجدار وذهابهم إلى مستوطنات غلاف غزة إلى ما وصلنا إليه، هذا يدل على أن هناك خرائط للطرق والاماكن للعدو الإسرائيلي كانت لديهم، فقد كان تخطيطهم ممتازاً ويعجز اللسان عن وصفه، أما في ما يتعلق بالفشل الإستخباراتي، نعم لا شك أنَّ الكيان الصهيوني تلقّى ضربةً قاسيةً جداً من خلال فشل استخباراته بإستشراف هذه العملية أو بزرع عملاء لكشف هذه العملية، وهنالك دلالات كبيرة على أن هذا المخطط كسر هيبة الجيش الإسرائيلي الذي كان يقال دائماً انه لا يقهر، وهشمت صورته".
وصرّح مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية الفلسطينية في لبنان أن التاريخ يشهد ما حصل في جنين 2014م، اليوم تكسرت معنويات الصهاينة وأصبح جيشهم يرفض الذهاب الى الخدمة في غزة وهذا طبعاً يؤكد حجم الضربة الكبيرة التي تلقتها المؤسسة العسكرية الصهيونية.
وحول الإنجازات الأمنية النوعية التي حققتها عملية طوفان الأقصى؟ قال "عبد الله الدنان": إن أهم هذه الإنجازات أنها أعادت القضية الفلسطینية إلى أولويات المنطقة أي لطبيعتها لتكون القضية رقم واحد في منطقة الشرق الأوسط.
وفي معرض ردّه على سؤال هل يمكن أن تكون هذه العملية بداية لانطلاق حرب إقليمية شاملة ضد الکیان الصهيوني؟ صرّح "عبد الله الدنان": "إننا نتمنى كشعب فلسطيني أن تكون هناك حرب إقليمية دولية عالمية ضد الكيان الصهيوني من أجل فلسطين، الشعب الفلسطيني يدفع أثمان غالية في السلام المزعوم، يومياً الصهيوني يقدم على قتل أطفالنا وشبابنا ونساؤنا وشيوخنا في المسجد الاقصى، وفي غزة وجنين، ونقدم التضحيات ولكن أيضاً على الصهيوني أن يدفع الثمن، الشيء الطبيعي الذي بيننا هو أن تكون هناك حرب، حالة السلام لاتخدم الشعب الفلسطيني، نحن كشعب نريد العودة الى أرضنا بالمقاومة وبالكفاح وبكافة الطرق نحن نتمنى أن تكون هناك حرب شاملة من أجل فلسطين".
في معرض ردّه على سؤال حول إمكانية دخول حرکات مقاومة أخرى بما في ذلك حزب الله اللبناني في عملية "طوفان الأقصي"؟ أجاب "عبد الله الدنان": "نحن لانطلب من أي حركة مقاومة طريقة التضامن وطريقة الدخول معنا في المعركة، نترك هذا الموضوع لها كما نتركه لحزب الله وكل محور المقاومة، له كيفية دعم المقاومة الفلسطينية في غزة وفي فلسطين وهذا حسب قدراته، وحسب أيضاً جدول أعماله نحن بالعموم نطلب الدعم من كل الجبهات ولكن نترك لهذه الجبهات أن تختار الطريقة المناسبة التي يرونها والتوقيت المناسب لدعمنا.
وفي الختام، أجاب مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية الفلسطينية في لبنان عن تقييمه في الاتحاد بين الفصائل الفلسطینیة في ظل هذه الظروف الراهنة، قائلاً: "الفصائل الفلسطينية اليوم كلها تتفق مع المقاومة، وأعتقد أن المقاومة أو أي الفصائل جميعاً هي خلف المقاومة وتقاوم بشكلها العام وهذه الوحدة الوطنية الميدانية تجلت في أرض الميدان، والدم الفلسطيني اليوم يوّحد كل الفصائل والفلسطنيين كلهم اليوم على قلب رجل واحد بمواجهة هذا الوحش الصهيوني".