وكشف المتحدث باسم كتاب القسام، "أبو عبيدة" تفاصيل جديدة حول الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، قائلاً إن العدد كبيرة، وإنهم من جنسيات مختلفة.
ولفت إلى أن هنالك لدى الفصائل الأخرى أيضاً عدد آخر من الأسرى.
وقال شهود عيان، إن طائرات الاحتلال شنت غارات مكثفة على الأحياء الشرقية لمدينة غزة وحي الزيتون والشجاعية وشمال غرب المدينة، وسط حديث عن استخدام قنابل عنقودية.
وفي آخر حصيلة للضحايا أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد 2750 فلسطينياً وإصابة 9700 جراء العدوان منذ السابع من تشرن الأول/ أكتوبر الجاري.
وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال حشد قواته والتحضير لعملية عسكرية برية محتملة في القطاع، فإنه ارتفع عدد النازحين داخل القطاع إلى مليون نازح، وسط اتهامات أممية للاحتلال بممارسة التطهير العرقي ضد سكان غزة.
وفي غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، لشبكة "سي بي إس" إن من الخطأ أن تقوم إسرائيل باحتلال قطاع غزة مرة أخرى.
وبات ربع سكان قطاع غزة بلا مأوى بعد نزوحهم من بيوتهم قسراً تحت القصف والغارات، ويتوزعون بين مراكز الإيواء وعند الأهل والأقارب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن احتياطيات الوقود في جميع مستشفيات قطاع غزة من المتوقع أن تكفي لنحو 24 ساعة فقط.
وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة "لين هاستينغز" من خطورة الوضع "اللاإنساني" غير المسبوق في غزة ونفاد الإمدادات الأساسية.
من جانب آخر، كشف الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عن أن المقاومة لديها أكثر من 200 إلى 250 أسير إسرائيلي، مشيرا إلى أن 22 منهم فقدوا حياتهم جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وأضاف أبو عبيدة في كلمة مصورة، أن هناك أسرى أجانب لم يتم التأكد من هوياتهم، ويتم التعامل معهم كضيوف لدى المقاومة.
شنّت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، قصفاً جديداً للمرة الرابعة على معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وسط جهود مصرية وعربية ودولية للوصول لهدنة وإدخال مساعدات عاجلة إلى القطاع عبر المعبر الذي لا يزال مُغلقا حتى الآن.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من زيارة تفقدية لوزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، اطمأن خلالها على جاهزية القطاع الصحي في شمال سيناء بشكل عام، وفي محيط معبر رفح تحديداً.
فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة الذي يشن الجيش الإسرائيلي قصفاً عنيفاً عليه لليوم الـ11 على التوالي.
وقد صوتت روسيا والصين والغابون وموزمبيق والإمارات لصالح مشروع القرار فيما صوتت ضده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان، بينما امتنعت بقية الدول عن التصويت وهي البرازيل ومالطا وألبانيا وسويسرا وإكوادور وغانا.
وبذلك فشل المشروع في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة وعددها 9 في المجلس المؤلف من 15 عضواً.
واقترحت روسيا مسودة النص المكونة من صفحة واحدة يوم الجمعة ودعا إلى إطلاق سراح الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين.
وأدان النص العنف ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية دون تمسية أي طرف.
وعقب التصويت، قال المندوب الروسي بمجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن طرح مشروع القرار الروسي بشأن وقف إطلاق نار إنساني في غزة للتصويت قد حقق غايته رغم الفشل في تبنيه.
وقال نيبينزيا "يؤسفنا أن المجلس ظل رهينة أنانية الوفود الغربية"، وفق تعبيره.
بدورها قالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن مشروع القرار الروسي طُرح دون أي مشاورات ودون الإشارة إلى حماس التي اتهمتها بأنها من تسببت في الأزمة الإنسانية في غزة.
أما المندوب الصيني تشانغ جونغ فدعا في كلمته لاحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، كما دعا إسرائيل إلى وقف ما وصفه بإنزال العقاب الجماعي بسكان قطاع غزة.
من جهته، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن ما يحدث في غزة ليس عملية عسكرية بل هو اعتداء ومجزرة ضد المدنيين الأبرياء، وأشار إلى أن إسرائيل قتلت أسرا بأكملها في القطاع.
وأضاف منصور أن النظام الصحي في غزة انهار تماما جراء الغارات الإسرائيلية والحصار المفروض على سكان القطاع.
بدورها قالت المجموعة العربية بمجلس الأمن في بيان إن الأعمال العسكرية لإسرائيل في غزة "لا تحترم المعايير الدنيا لحقوق الإنسان".
وكان من المفترض أن يصوت مجلس الأمن خلال جلسة الاثنين على مشروع قرار ثان قدمته البرازيل، الرئيسة الدورية للمجلس خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
لكن دبلوماسيين أفادوا أن مجلس الأمن سيجتمع مجددا مساء الثلاثاء للتصويت على النص البرازيلي.
ولليوم الـ11 على التوالي يستمر القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد أكثر من 2800 فلسطيني، إضافة إلى آلاف المصابين والمنازل المدمرة ونزوح أكثر من مليون شخص.
وجاء التصعيد الإسرائيلي للرد على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث اقتحم مقاتلوها مستوطنات بغلاف غزة وشنوا قصفاً على مدن وبلدات إسرائيلية مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 5 آلاف إسرائيلي حتى اليوم، إضافة إلى أسر حوالي 250 آخرين.
أكد رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل أنّ المقاومة الفلسطينية مستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات لأي عمل عسكري، بما في ذلك الزحف البري المتوقّع، وستهزمها وستنتصر.
وقال مشعل في حديث إلى "العربي": إنّ عملية "طوفان الأقصى" زلزلت أركان الكيان الصهيوني كما لم يحدث من قبل، وبالتالي هذه فرصة الفلسطينيين والعرب والمسلمين للإجهاز على العدو وإنهاء الاحتلال والتخلّص منه، واستعادة الأرض والقدس والأقصى والإفراج عن الأسرى وكسر الحصار عن غزة.
وأضاف مشعل أنّ "لا مستقبل لإسرائيل ومشروعها الاستيطاني، خاصة أنّ عملية طوفان الأقصى أثبتت أنّها كيان من ورق، بدليل الهرولة الغربية لدعم تل أبيب".
وأوضح أنّ "الكيان الصهيوني مُنيَ بهزيمة معنوية هائلة، فبحث عن صورة نصر سريع بالانتقام من الحاضنة الشعبية للمقاومة في قطاع غزة، من خلال التدمير الممنهج وسياسة الأرض المحروقة، ومحاولة تهجير أهل غزة وقتل الأطفال وتدمير المستشفيات والمساجد".
وأكد مشعل أنّه آن الأوان لحصول الفلسطينيين على حريتهم والتخلّص من الاحتلال، وهذا لا يكون إلا بالجهاد والمقاومة لا بمشاريع التسوية، مع إقرار العالم بأنّ إسرائيل قضت على حل الدولتين.
ورأى أنّ إسرائيل تُعاني من ارتباك عسكري، مقابل ثقة قادة المقاومة في الميدان واطمئنانهم، إذ إنّهم درسوا كافة السيناريوهات لأي عمل عسكري جوًا وبحرًا وبرًا.
واعتبر أنّ الاجتياح البري المزعوم للقطاع يُخيف الإسرائيليين، ولذلك يشعر قادتها بالارتباك.
وأوضح أنّ العدوان الحالي على غزة ليس أول حرب، كما أنّها ليست المرة الأولى التي ترفع فيها شعار القضاء على حماس، وفي كل مرة تتفاجأ إسرائيل بصمود المقاومة.
وأشار إلى أنّه "لا أحد يتحدث عن وقف حقيقي لإطلاق النار، بل إنّ إسرائيل تحضّر لحرب وأميركا تؤيدها في ذلك"، مؤكدًا أنّ إسرائيل قلقة بينما المقاومة مطمئنة ومستعدة لمواجهتها وهزيمتها.
وعن الاتصالات في ملف الأسرى، قال مشعل إنّ لدى حماس ما يكفي من الجنود الإسرائيليين الأسرى لإجراء عملية تبادل للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أنّ من بينهم جنود من رتب عسكرية عالية في فرقة غزة.
أما فيما يتعلّق بالأسرى المدنيين ومن الجنسيات الأخرى، فأوضح أنّ هناك عددًا كبيرًا منهم، "وتُحاول قيادة المقاومة الوصول إلى عدد دقيق، لكنّ شدة القصف تحول دون إحصائهم"، مؤكدًا أنّ قضية الأسرى المدنيين أمر تُعالجه قيادة "حماس" بمسؤولية ووفق القانون الإنساني الدولي وقيمها وأخلاقها.
وعن قضية تهجير سكان غزة، قال مشعل إنّ الصمود الفلسطيني يستند إلى الماضي والتجارب السابقة، وأهل غزة لن يغادروا أرضهم بل هم متجذّرون في وطنهم. وأكد أنّ رفض التهجير هو قرار شعبي فلسطيني وفيه مصلحة لمصر والأردن وأمنهما القومي.
وعن جبهة لبنان، شكر مشعل حزب الله على خطواته، لكنّه اعتبر في الوقت نفسه أن المعركة تتطلّب أكثر.
وقال إنّ فلسطينيي الشتات معنيون أيضًا بحماية الأقصى والقدس والدفاع عنهما والتخلّص من الاحتلال، ومن مصلحتنا الكبرى ومسؤوليتنا أمام القدس والأقصى أن تخوض كل الجبهات الحرب معًا.
وأكد أنّ المطلوب اليوم أكثر من طوفان، فالتاريخ لا يُصنع بالخطوات المحدودة الخجولة المترددة، بل بالمغامرات المدروسة.
وشدّد مشعل على أنّه على المجتمع الدولي والعربي التحرّك الدبلوماسي لإدانة المجازر الإسرائيلية، ولجم التدمير والقتل الممنهج وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها إسرائيل ووقف العدوان، ناهيك عن إغاثة الشعب الفلسطيني وفتح معبر رفح لدخول المساعدات.
ورأى أنّ نتنياهو الذي يُضحّي بكيانه وشعبه من أجل الهروب من المحاكمة ومصالحه الشخصية هو وزوجته، يريد توسيع العدوان على غزة وقتل المدنيين ليُظهر لشعبه صورة انتصار حتى لا يدفع ثمن الاستحقاق هو والكتلة السياسية التي يمثّلها.
المصدر: وكالات