
ويستخدم الصهاينة والأمريكان من قبل وحالياً في التصدي لمعركة
طوفان الاقصى سلاح التخويف بالقتل والتدمير ضد الشعوب عامة وحركات المقاومة خاصة ليشل حركتهم من أن ينصروا إخوانهم في فلسطين وحرّكوا في ذلك أعتى أسلحتهم كالغواصات النووية والبارجات العسكرية والقنابل المختلفة وتعطينا نماذج عن ذلك في شدة تدميرهم لغزة وتذكرنا من وقت لاخر ما قامت به من جرائم هي الأبشع عبر التاريخ في اليابان وفيتنام والصومال والعراق وافغانستان وغيرها لكي نرتدع ونكتفي بالمشاهدة لما يحدث من مجازر في فلسطين وهذا السلاح (سلاح التخويف للحق من الباطل) طالما استخدمه الجبابرة عبر التاريخ فقد هدّد قوم إبراهيم وقوم صالح وقوم نوح وبقية أقوام الانبياء(عليهم السلام) أنبياءهم بالقتل "لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ".
ونفذ التهديد أقوام آخرون كأصحاب القرية وأصحاب الأخدود وفرعون بأطفال بني اسرائيل وبسحرته وبنو اسرائيل بكثير من أنبياءهم "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد" وكل ذلك تخويف لكي لايتحركوا بالحق ضد باطلهم وطغيانهم وأن يبقوا خاضعين لهم أذلة تافهين.
الإدارة الأمريكية تهدد اللبنانيين ان فكّروا بالتحرك لنصرة فلسطين
اليوم نرى كيف تهدد الادارة الأمريكية اللبنانيین بتدمير شامل ان فكروا بالتحرك عبر
حزب الله المجاهد لنصرة فلسطين وتهدد ايران والعراق وسوريا واليمن وبقية الدول في مصر والاردن وغيرها في تضارب ومفارقة عجيبة ومضحكة أن تأتي دولة من خلف البحار لتهدد عشرات الدول تضم مئات الملايين من البشر تحيط بالكيان الصهيوني والاكثر غرابةً واندهاشاً أن تخضع هذه الدول وشعوبها لهذا التهديد وتستسلم خانعة لذلك وتكتفي بالصراخ مع صراخ أوجاع إخوانهم في غزة خاصة وفلسطين عامة غير أن سنن الله في ذلك تبين أن القبول بهذا التهديد سيتحول الى واقع تدميري وقاتل للبشر في كل الدول.
الصمت هو نوع من أنواع الخنوع للباطل
الجواب يسرده الله تعالى في القرآن الكريم بجانبين هامين يحتويان على شمولية رحمة الله وحكمته وقوته وبطشه الشديد، فالجانب الاول أن الصمت والتفرج هو نوع من أنواع الخضوع والخنوع للباطل والردة عن الحق والاستسلام للباطل وهذا بحد ذاته كارثة كبرى سيحترق بها الخاضعون دنيا (عاجلاً) وآخرة (آجلا) وهو معيب أن يكون المؤمنون الذين أحرقوا في الاخدود أكثر ايماناً وشجاعةً وصبراً من مؤمني اليوم رغم أن اولئك لم يكونوا يمتلكون من عوامل القوة والامكانية والقدرة شيئاً عكس ما نمتلكه نحن اليوم.
أما الجانب الآخر فقد وعد الله به المؤمنين المتحركين ضد الباطل الواثقين بوعود الله والخائفين من وعيده أكثر من الواثقين بوعود الشيطان المتمثل بأمريكا والخائفين من وعيدها وهو (النصر) لمن يبقى حياً والحياة الخالدة الناعمة الهنيئة لمن يسقط قتيلاً في المعركة سواء كان شهيد القضية (المجاهدون الصابرون المنفقون) أو كان شهيد المظلومية الذين يسقطون قتلى في بيوتهم جراء القصف الامريكي الصهيوني لبيوتهم ومدنهم وقراهم شريطة أن يصبروا ويدعموا تحرك قياداتهم العسكرية الجهادية متزودين بعامل الصبر والاحتساب.
عدم التحرك ضد الصهاينة سيكون وبالاً علينا في الدنيا والآخرة
وهذا ما بينه الله تعالى لنا في القرآن الكريم (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي عدم تحركنا ضد أمريكا والصهاينة سيكون وبالاً علينا في الدنيا والآخرة حتى لو نفرنا لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان وهنا أعني الدول والشعوب على حد سواء، فالشعوب التي يحكمها طغاة منافقون فهم ملزمون كل الإلزام بالتحرك السريع والشامل أولاً ضد حكامهم ولا يستطيع حاكم أن يقف ضد شعبه إطلاقاً ثم مشاركة الدول الاخرى التي تحركت المعركة الكبرى ضد الصهاينة وتواجد أمريكا في المنطقة وكل أدواتها.
وأيضاً الدول المقاومة هي ملزمة اليوم بتحريك جيوشها وأسلحتها بشكل واسع وعلني كإيران والعراق وسوريا ولبنان ممثل بحزب الله واليمن وغيرها فمن المعيب امام الله تعالى ان يتباهى الباطل الامريكي والاوروبي بمساندته للصهاينة ويكتفي الحق بتسريب أخبار ومعلومات عن مساندته للحق لايوجد لديها دليل ملموس كما يتحدث الباطل بذلك فالمسئولية لا تنتهي عند تهريب أسلحة أو تقديم مشورات عن بُعد وانما تلزم الجميع بالجهاد العلني بالسلاح والجيوش واعلان النفير العام وما دون ذلك هو ردة عن الحق لأن في عدم التحرك خوف من لوم اللائمين والله يقول (ولا يخافون لومة لائم) في آية الردة والاستبدال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).
بقلم الكاتب والباحث اليمني في الشئون الدينية والسياسية " د. يوسف الحاضري"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: