وسورة المائدة المباركة هي سورة مدنية لها 120 آية وهي نزلت على رسول الله (ص) في آخر أيام حياته المباركة.

وسورة المائدة من السور المدنية، ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (113)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (6 و 7) بالتسلسل (5) من سور القرآن.

وتُسمّى سورة "المائدة" بذلك لورود قصة طلب النصارى من سيدنا عيسى(ع) أن يُنزل الله سبحانه وتعالى عليهم مائدة من السماء، وسمّاها بعض العلماء بسورة "العقود"، لأن العديد من آياتها تتحدّث عن العقود.

وتتضمن السورة تعاليم إسلامية وأحكام شرعية فتشير في مطلعها إلى مبدأ الولاية وإلى خلافة رسول الله (ص)، ويوم القيامة والحشر، والتثليث عند المسيحيين، وشهادة الرسل على أقوامهم.

وفي شقّها الثاني تشير السورة إلى الوفاء بالعهود والمواثيق والعدل الاجتماعي والشهادة بالعدل وتحريم قتل النفس، وتمييز الحلال من الحرام في الطعام والشراب، وتشريع بعض العبادات وهي الوضوء، والغسل، والتيمم.

وتهدف السورة إلى تأكيد مبدأ الوفاء بالعهود وتُحذّر من نقض العهود وفي هذا الإطار تروي السورة المباركة أحكام الشريعة والحدود والقصاص وقصة المائدة التي نزلت على سيدنا عيسى (ع) وقصة أبناء آدم (ع) ونقض عهد بني إسرائيل.

وقال الله تعالى في الآية الثالثة من سورة "المائدة" المباركة "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

كما تُعرَف الآية الـ67 من هذه السورة بآية التبليغ "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ"، وتتناول موضوع ولاية الإمام علي (ع) في يوم الغدير. وفي هذه الآية يأمر الله سبحانه رسوله الكريم (صَ) بتبليغ ولاية علي (ع) إلى جميع الناس، ووردت فضائل كثيرة في قراءتها كما روي عن النبي (ص): "من قرأ سورة المائدة أُعطيَ من الأجر عشر حسنات ومُحيَ عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني يتنفس في الدنيا".