ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة..

شيعة أهل البيت (ع) منسجمون مع عقيدتهم الحَقَّة

16:58 - January 15, 2024
رمز الخبر: 3494208
بيروت ـ إکنا: شيعة أهل البيت (ع) لا يختلف باطنهم عن ظاهرهم، فهم منسجمون مع عقيدتهم الحَقَّة فلا يكون منهم ما يتناقض معها، ولا يتخلَّفون عَمّا تدعوهم إليه، يأمرون بالمعروف ويفعلوه، ويَنْهَون عن المنكر ويجتنبوه.

وروِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "شيعَتُنا كَالأُتْرُجَّةِ، طَيِّبٌ ريحُها، حَسَنٌ ظاهِرُها وَباطِنُها".

ومن روائع أمير المؤمنين (ع) تشبيهه الشيعة بالأُترُجَّة، مفرَد الأُتْرُجِّ، وهي فاكهة من شجر حِمضيٍّ ناعم الأغصان والورق والثَّمر، وثمره كالليمون الكبار، ذهبي اللون، ذكي الرائحة، حاضُ الماء، يُصنع منه نَوعٌ من الحَلوى.


والفاكهة على اختلاف أنواعها حاجة ضرورية للبدن تمده بما يحتاج إليه من فيتامينات ومعادن لا يقوى إلا بها، وجميعها ذات ألوان زاهية تجتذب وتُسِرُّ الناظر إليها، أشكالها جميلة تأنس العين بها، وهي من حيث الطعم لذيذة طيبة شهية تستطيبها النفس البشرية، وباطنها جميل ومفيد كظاهرها بل أفضل، ورائحتها ذكية، وليس في الفاكهة شيء لا يستفاد منه، قشورها مفيدة، ولُبُّها مفيد للإنسان والحيوان.

كذلك شيعة أهل البيت (ع) يجب أن يكونوا، أفراداً وجماعةً، ولئن كان أفراد منهم ليسوا على ما قال إمامهم أمير المؤمنين (ع) لكنهم  كجماعة كانوا ولا يزالوا وسيبقون نموذجاً حَيّاً فاعلاً، صادقاً وَفِيّاً، يُجَسِّدون دين الله تعالى بأبهى صُوَره وأصدق مُثُلِه ومعانيه، ولولاهم لما قام للدين عمود ولا اخضر للإسلام عود، ولولا تمسكهم بالمعنى الأصيل للإسلام لذهب الإسلام الذي جاء به محمد (ص) وبقي الإسلام الذي شوَّهَه الحكام الظالمون، وعلماء السوء الذين كانوا وما زالوا يبيعون الحُكّام الفتاوى التي تُرضيهم وتوطِّد حكمهم.

وشيعة أهل البيت (ع) لا يختلف باطنهم عن ظاهرهم، فهم منسجمون مع عقيدتهم الحَقَّة فلا يكون منهم ما يتناقض معها، ولا يتخلَّفون عَمّا تدعوهم إليه، يأمرون بالمعروف ويفعلوه، ويَنْهَون عن المنكر ويجتنبوه، إذا نظرتَ إلى أحدهم رأيتَ الدين مُتجَسِّداً في أفكاره وأقواله وأفعاله، وإذا تعاملتَ معه تعاملتَ مع شخصٍ مؤمن، طَيِّب القلب، طَيِّب اللسان، مُرهَف المشاعر والأحاسيس، يطلب الخير لنفسه، ويرجوه لغيره، ويتجنَّب الشَّرَّ ويدفعه عن سواه، فالخير منه مأمول، والشَّرُّ منه مأمون، وإذا استمعتَ إليه استمعتَ إلى صادق لا يكذب، وإذا ائتمنتَه ائتمنتَ أَميناً لا يَخون، وإذا عاهدته عاهدتَ وَفِياً لا يُخلِفُ عهده ووعده، وإذا استنصحته استنصحت عاقلاً لا يُضِلّ وناصحاً لا يَغُشُّ ، وإذا قصدتَه في حاجة قصدتَ كريماً لا يبخل، وإذا لجأتَ إليه في مَلَمَّة أو مِحنَةٍ لجأت إلى كهف حَريز، لا يبخل عليك بنجدة، ولا يصُمُّ أذنيه عن استغاثة، ولا يُسْلِمك عند نكبة، بل يُرخِص روحه ليدفع الأذى عنك.

وما نحمد الله عليه أن الشيعة على طول التاريخ كانوا عنواناً للصلاح والخير والهدى، وكانوا أباةً أحراراً في مواقفهم، لم يناموا على ضَيم، ولم يكن منهم ظلم واعتداء، وكانوا يحملون هَمَّ الأمة كلها، ويدافعون عن المظلوم أياً يكن، وهاهم اليوم وحدهم الذين يدافعون عن المظلومين، ووحدهم الذين يناضلون من أجل مقدسات الأمة ويدفعون الأثمان الباهظة في هذا الطريق، ويحاصرهم شياطين الأرض، ويُضَيِّقون عليهم ويشوِّهون سُمعتهم، ويشنُّون عليهم الحروب المتتالية، وهم لم يحيدوا عن نهجهم ولم يتنازلوا عن مبادئهم وقيمهم، ولم يَنَل من مواقفهم ترهيب ولا ترغيب. 

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha