وأشار إلى ذلك، الأكاديمي الايراني والمدرس لمادة القرآن الكريم والحديث الشريف في جامعة "آزاد" الإسلامية، "الدكتور عبد المجيد طالب تاش"، في حديث خاص لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية حول صورة الإمام علي (ع) من منظور القرآن الكريم.
وقال بأن شخصية الإمام علي (ع) كـ الأنبياء (عليهم السلام) ذات بُعدين أساسيين وهما الأول: البُعد التاريخي وهو البُعد الذي يشتمل على الولادة والحياة وهي ليس خاصاً بشخص دون الآخر إنما هو بُعد بشري عام.
وأضاف بأن البُعد الثاني لشخصية الإمام علي (ع) يتمثل في مقام الإمامة والولاية وهو بُعد يفوق البُعد التاريخي إذ يعتقد معظم المفسرين بأن المعني بالآية الكريمة "وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" في آخر سورة الرعد المباركة هو الإمام علي (ع).
وأردف قائلاً بأن عبارات الهداية المنتسبة إلى الإمام علي (ع) تستند إلى علمه (ع) اللدني وهذا دليل على أنه لو كان شخصية تاريخية فحسب لم تصدر عنه (ع) مثل هذه الكلمات القصار.
وأكدّ الأكاديمي الإيراني بأن الإمام علي (ع) ليس أسوة للمؤمنين فحسب بل أسوة للبشرة جمعاء فعندما يقول (ع) "کونوا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً" فهو (ع) لايخاطب المؤمنين فحسب بل يضع طريقاً أمام البشرية بأكملها.
وأكد أنه إذا أراد المجتمع الوصول إلى الكمال فلابد أن يتجه نحو التوحيد، لأن دعوة المجتمعات إلى التوحيد رغم أنها دعوة دينية، إلا أنها في الواقع تخاطب فطرة الإنسان، لأن الفطرة الانسانية مبنية على التوحيد.
وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كان يمكن تحصيل المعرفة بالإمام علي (ع) دون اللجوء إلى القرآن الكريم، قال عبد المجيد طالب تاش، بأن الإمام علي (ع) كان يتمتع بشخصية إجتماعية كـ باقي البشر وهي الشخصية التاريخية ولكن دون شك بأنها ليست شخصية الإمام علي (ع) بالكامل.
وأردف مبيناً بأن القرآن الكريم يستعرض شخصية الإمام علي (ع) في ثلاثة مجالات على سبيل المثال في موضوع مبيت الإمام علي (ع) محل الرسول (ص) تشير الآية 207 من سورة البقرة المباركة "وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ".
وأكد الأكاديمي المختص في القرآن الكريم والحديث الشريف قائلاً بأن القرآن الكريم يشير في آية التطهير وأيضاً آية المباهلة وآخر آية من سورة الرعد المباركة إلى عظمة الإمام علي (ع).
وأضاف قائلاً: لو لم يكشف القرآن الكريم عن هذا الرقي لشخصية الإمام علي (ع) وجوانب شخصيته لم نستطع كشف هذا المستوى الرفيع لشخصيته (ع).
وأكد الدكتور عبدالمجيد طالب تاش بأن الإمام علي (ع) من منظور القرآن الكريم معيار للبشرية مؤكداً بأن هناك آيات عديدة في القرآن تشير إلى ذلك بما فيها الآية الـ43 من سورة "الرعد" المباركة "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ"، إذ يعتقد معظم المفسرين بأن المعني بالآية الكريمة "وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" هو الإمام علي (ع)، كما قوله تعالى في الآية الـ17 من سورة "هود" المباركة "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ" حيث تشير هذه الآية المباركة الى عظمة الامام علي(ع).